يشهد مجال التصميم إقبالاً كبيراً من قبل المواهب الشابة في الآونة الأخيرة؛ كونه بيئة خصبة تعزز روح الإبداع من دون أي عوائق أو حدود. قد ترددون المقولة المعروفة "حدودنا هي السماء"، أما نحن فنقول لكم أن "حدودكم تتخطى السماء لتصل إلى الفضاء الواسع الذي لا تسري عليه قواعد الزمان والمكان". نعم لهذه الدرجة! فقد أعلن معهد مارانجوني دبي عن عودة دوراته الشاملة في مجال التصميم، سواء المرئي أو الداخلي، مع بداية العام الدراسي الجديد في أكتوبر 2024. وبفضل إرثه الغني في رعاية المواهب الإبداعية، يواصل المعهد تقديم برامج متطورة في التصميم المرئي والداخلي، وتزويد الطلاب بالمهارات والمعرفة اللازمة للتميز في صناعة التصميم الديناميكية والتنافسية.
لقد كان لنا في رائد حديث حصري مع كلمن باولو كاراتيلي، مهندس معماري ورئيس برنامج التصميم الداخلي ورئيس قسم الأبحاث في معهد مارانجوني دبي ويو تونغ شي، المدير الفني ومدرس في معهد مارانجوني دبي في قسم التصميم المرئي، حيث أطلعانا على المنهج الدراسي وكيفية مواكبته للتطور السريع في مجال البرامج والتقنيات المستخدمة، ولاسيما مع فورة البرامج المتي ترتكز على خاصية الذكاء الاصطناعي.
-
ما هي التطورات أو التحسينات الجديدة التي يمكن للطلاب توقعها في دورات التصميم المرئي والتصميم الداخلي هذا العام؟
البداية مع باولو كارتيلي الذي قال: يمكن لطلاب معهد مارانجوني دبي التطلع إلى تطورات وتحسينات مثيرة في برامج التصميم المرئي والتصميم الداخلي هذا العام، خاصة في بيئة أكاديمية ومهنية ديناميكية مثل دولة الإمارات، التي تعكس الاتجاهات العالمية وتلبي الاحتياجات الفريدة للمنطقة. سيتم دمج مواضيع مثل التكنولوجيا والتصميم التوليدي باستخدام الذكاء الاصطناعي، والاستدامة البيئية، والحساسية الثقافية، والتصميم المتمحور حول الإنسان، والتصميم من أجل الصحة والرفاهية بشكل أكبر في المناهج الدراسية. منذ بداية برامج البكالوريوس في التصميم الداخلي والتصميم المرئي في معهد مارانجوني دبي، تم التركيز على تعزيز التعاون الوثيق مع قادة الصناعة المحترفين، مما يمنح الطلاب تجربة عملية ومعرفة متعددة التخصصات.
من جهة أخرى، قال يو تونغ شي: في برنامج التصميم المرئي، سيكون التركيز على المشاريع العملية حيث يتعاون الطلاب مع علامات تجارية حقيقية، مما يضمن لهم اكتساب خبرة عملية قبل التخرج. بالإضافة إلى ذلك، نقوم بتوسيع شبكتنا الصناعية لتوفير المزيد من فرص التدريب والمشاريع الحية للطلاب.
-
كيف تساهم مناهج معهد مارانجوني دبي في إعداد الطلاب لسوق التصميم المتسارع التطور؟
أوضح باولو كارتيلي إنه في السوق التنافسي اليوم، أصبحت العلامات التجارية الشخصية وتطوير المحفظة الرقمية مهارات أساسية. سيتم تدريب الطلاب على كيفية إنشاء والحفاظ على حضور قوي على الإنترنت من خلال مواقع الويب ووسائل التواصل الاجتماعي والمحافظ الرقمية لعرض أعمالهم بشكل فعال لأصحاب العمل والعملاء المحتملين. علاوة على ذلك، وكما هو الحال في كل عام دراسي جديد، يدعو معهد مارانجوني دبي محترفًا دوليًا كمرشد، ويتعاون أي قسم بشكل مستمر مع قادة الصناعة والعلامات التجارية الشهيرة، مما يوفر للطلاب الفرصة للمشاركة في التدريب الداخلي وورش العمل والإرشاد، مما يمنح الطلاب خبرة عملية من خلال مشاريع واقعية ومسابقات الصناعة.
هذا وقال يو تونغ شي إنه تم تصميم المنهج ليكون ديناميكيًا مثل الصناعة نفسها.إذ يقومون بتحديث محتوى الدورات بانتظام لتعكس أحدث الاتجاهات والتطورات التكنولوجية. في التصميم المرئي، يتم التركيز على بناء أساس قوي في مهارات التصميم الجرافيكي، بينما يتم دمج أيضًا موضوعات حديثة مثل تجربة المستخدم (UX/UI) والتصميم متعدد الوسائط والتجارب الغامرة.
-
ما هي النصيحة التي تقدمها للمصممين الطموحين الذين يفكرون في التسجيل في معهد مارانجوني دبي؟
قال يو تونغ شي: نصيحتي هي أن يظلوا فضوليين ومنفتحين على التعلم. عالم التصميم يتطور باستمرار، ومن المهم تبني أدوات وتقنيات جديدة مع تطوير رؤيتك الإبداعية. في معهد مارانجوني دبي، ستجدون بيئة داعمة حيث نشجعكم على تجاوز الحدود والتفكير النقدي في التصميم. كونوا مستعدين للتعاون والتجربة والسماح لإبداعكم بالتألق.
-
هل أثرت زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي على مناهج التصميم المرئي والتصميم الداخلي في معهد مارانجوني دبي؟
نعم، هناك تركيز متزايد على استخدام تقنيات متقدمة مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والذكاء الاصطناعي (AI) في تعليم التصميم، ويحتل معهد مارانجوني دبي مكانة رائدة في دمج هذه التقنيات في المناهج الدراسية بحسب باولو كارتيلي. تمكن هذه الأدوات الطلاب من تصور المساحات والأفكار التصميمية بطرق غامرة، مما يعزز القدرة على التواصل بفعالية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم دمج استخدام نمذجة معلومات البناء والتصميم البارامتري قريبًا في برنامج التصميم الداخلي لمواءمة متطلبات الصناعة المتزايدة خاصة في دولة الإمارات.
هذا وأضاف يو تونغ شي أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من عملية التصميم، لهذا تم إدراجه في الممارسات مع الطلاب لمواكبة هذا التحول، وذلك من خلال ورش عمل حول أدوات التصميم المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
-
كيف تحول الذكاء الاصطناعي الممارسات التقليدية في التصميم، وكيف تعالج دوراتكم هذا التحول؟
يعمل الذكاء الاصطناعي على تحويل الممارسات التقليدية في التصميم بشكل سريع، من خلال تعزيز الإبداع والكفاءة واتخاذ القرارات، على حد تعبير باولو كارتيلي. توفر أدوات الذكاء الاصطناعي مثل برامج التصميم التوليدي نطاقًا واسعًا من الخيارات التصميمية، مما يساعد المصممين على استكشاف المزيد من الاحتمالات في وقت أقل، وخاصة في الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مفيدًا في تشكيل مجموعة أوسع من التصميمات وترتيبات الأثاث والتكوينات المكانية، باتباع مجموعة مناسبة من المدخلات التي يقدمها المصمم.
بدوره قال يو تونغ شي إن الذكاء الاصطناعي قد غيّر بشكل كبير الطريقة التي يتعامل بها المصممون مع المهام. فهو يسمح بإعداد بالنماذج الأولية السريعة والتكرار، مما يوفر الوقت بشكل كبير.
-
كيف توازنون بين تعزيز الإبداع والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في عمليات التصميم؟
شدد باولو كارتيلي على أن الدورات تركز على الاستخدام الأخلاقي والإنساني للذكاء الاصطناعي في التصميم، بحيث يتعلم الطلاب كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز الإبداع البشري بدلاً من استبداله. مضيفاً أن دورات التصميم تحتاج أيضًا إلى معالجة الآثار الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وتشمل هذه المناقشة اعتبارات حول خصوصية البيانات، وتحيزات الذكاء الاصطناعي، وتأثير الأتمتة على المهن الإبداعية، والتوازن بين الكفاءة التي يقودها الذكاء الاصطناعي والحفاظ على اللمسة الإنسانية في التصميم.
وقد أيد يو تونغ شي هذه الفكره، إذ قال: نعمل على تحقيق التوازن من خلال تعليم الذكاء الاصطناعي كأداة تعزز عملية التصميم وليس كبديل للإبداع. تعتمد طريقتنا ضمان أن يمتلك الطلاب المهارات اللازمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بكفاءة، وأيضًا التفكير النقدي لمعرفة متى يعتمدون على غريزتهم الإبداعية. نريد أن يشعروا بالتمكين من خلال الذكاء الاصطناعي، باستخدامه لتبسيط سير العمل، مع الاستمرار في تنمية رؤيتهم الفنية الفريدة.
-
كيف يخطط معهد مارانجوني دبي لدمج المزيد من الذكاء الاصطناعي في برامجه في المستقبل؟
مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي كأداة قوية ومعقدة بشكل متزايد، ستركز دورات التصميم بحسب باولو كارتيلي على تعليم المهارات التكيفية وكيفية إدارتها، وعدم إدارتها أو استبدالها باعتبارها غير ذات صلة. وسيتم تشجيع الطلاب على تطوير مهارات حل المشكلات الإبداعية والتفكير النقدي والذكاء العاطفي، وهي المجالات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل فيها محل المصممين البشريين بالكامل. ومن شأن هذه الاستراتيجية أن تضمن أن يظل المصممون في المستقبل على صلة بالموضوع وقادرين على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي كأداة قوية بدلاً من النظر إليه باعتباره تهديدًا.
بدوه لفت يو تونغ شي إلى أنهم يسعون ليس فقط لتوجيه الطلاب حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، ولكن أيضًا لفهم أثاره الأخلاقية في التصميم. ومع تطور الذكاء الاصطناعي، سيضمنون أن يظل المنهج في طليعة هذه التطورات.