عند معالجة أمر التجارة الالكترونية في المنطقة يبرز سؤال جلي؛ متى كانت آخر مرة اشتريت فيها شيئاً عبر الانترنت من الشرق الأوسط؟ بالنسبة لكثيرين منا ممن اعتادوا التبضُّع عبر الانترنت، وسبق واختبروا التجارة الإلكترونية في المنطقة، ستتراوح الأجوبة بين "نادراً" و"قليلاً". وبالنسبة للبعض الآخر، سيكون الجواب "البتة" أو "لا توجد منتجات كثيرة لنشتريها عبر الانترنت في الشرق الأوسط".
تغزو التجارة الالكترونية الآن الشرق الأوسط وشمال افريقيا، لكن لكل منطقة منهجيتها الخاصة في مواجهة التحديات واستغلال الفرص. لقد افتتحت دبي التي ترى نفسها كمحور المنطقة التجاري منذ زمن، افتتحت دبي انترنت سيتي ودبي ميديا سيتي.
عام 2005، كان موقع Souq.com موقعاً جديداً مستوحى من نموذج eBay في الولايات المتحدة، ساعياً وراء سوق التبادل التجاري الإلكتروني في الشرق الأوسط. في آخر أسبوع من تشرين الأول 2012، استقبل الموقع المزدهر 45 مليون دولار كتبرعات من مستثمرين عالميين، مؤسساً معياراً جديداً لمشهد التجارة الالكترونية النامية في المنطقة.
أظهر Namshi.com، الذي يحاكي Zappos.com، الذي يبيع أحذية عبر الانترنت، نمواً سريعاً خلال السنة الأولى من بدء عملياته. لقد ازدهر الموقع من 3 إلى 100 موظف منذ تأسيسه في تشرين الأول 2011، ويدير الآن 600 طلبية يومياً، حسب ما أعلنه مؤسسو Namshi.com كما استقبل 20 مليون دولار من تبرعات جي بي مورغان وبلاكيني مانيجمينت في أيلول كي ينمِّي عمله أكثر حسب ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز.
وعندما أجرى دان ستيوارت بعض البحث اكتشف التالي:
• يمتلك 80 % من الذين أجريت عليهم الدراسة بطاقات ائتمان.
• يستخدم 70 % بطاقات ائتمانهم لشراء المنتجات عبر الانترنت.
• يشتري 40 % عبر الانترنت مرة واحدة أو أكثر شهرياً.
• يطمئن 56 % لشراء منتجات عبر الانترنت من أوروبا، 59 % من شمال أميركا، لكن النسبة العظمى ممن أجريت عليهم الدراسة والقادمين من دول مجلس التعاون الخليجي والشرق يقولون بأن الشراء من هذه المنطقة لم يكن خياراً وارداً.
• قال 49 % إن السبب الرئيسي لترددهم أو قلة تسوُّقهم الالكتروني من هذه المنطقة يعزى إلى نقص الخيارات.
• وعندما سُئلوا عما يمكن أن يدعم ثقتهم بالتسوق من المنطقة عبر الانترنت، قال 55 % منهم يجب ضمان خلو الموقع من الأخطاء، فيما قال 53 % دلالات واضحة حول التحقيق وتدقيق الحسابات، وقال 50 % خدمة زبائن شفافة.
عند تأسيس موقع تجارة الكترونية اليوم في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ستكتشف أن القضية الرئيسية ليست تصميمك، وإنشاء موقع، والاندماج، أو المتسهلك. بل التحدي الأبرز هو النضال لتأمين قدرة غير مكلفة على الدفع.
لم يكن طلب شحن البضاعة عبر الشبكة سهلاً في دول الخليج بسبب اختلاف العملات والقوانين بين مكان وآخر. لقد كانت هناك احتياجات إضافية على الدوام مثل إنشاء حساب مصرفي جديد أو العثور على شريك محلي.
يميل معظم العملاء للدفع نقداً عند استلام المنتج أكثر من إدخال بيانات بطاقة الائتمان على الانترنت. يرهق الدفع عند الاستلام موارد الشركة لأن عليها أن تشحن البضاعة أولاً لتجمع أو لا تجمع المال لاحقاً.
فلماذا عليك إذاً أن تبيع عبر الانترنت؟
من ناحية، سينتقل نمو التجارة الالكترونية المنتظر في الشرق الأوسط من 1.1 مليار دولار أميركي في 2011 إلى 2 مليار دولار في 2016 نقلاً عن wamda.com.
ومن ناحية أخرى، لقد نما عدد مستخدمي الانترنت في العالم العربي الذين اشتروا عبر الانترنت أكثر من 100 % في نهاية 2012 بما أن الدفعات الالكترونية قد غدت مقبولة أكثر وقد حُلَّت بعض عقبات الشحن.
كي تبدأ بالبيع عبر الانترنت، عليك تحديد فرصة ونموذج تجاري، عوضاً عن إنشاء متجر الكتروني مع آراميكس أو ريدي... لكن الأهم هو أن تركز على زبائنك، جوهر عملك، وتحدد احتياجاتهم وتبني علاقات موثوقة تسمح لك بكسب إخلاصهم وتدفعهم للعودة إليك.
كي تزدهر التجارة الالكترونية، على التجار والأفراد ضمان سلامة صفقاتهم وعدم إساءة استخدام بياناتهم.
لكن، ستدعم قوانين التجارة الإلكترونية التجارة في الشرق الأوسط لأنها ستستأصل الشك وتعزز الثقة بالتجارة الالكترونية، التي لن تزدهر لولاها.
بتوافر التشريعات المناسبة والسوق الرئيسية، ستجعل التقنيات التجارة الالكترونية ممكنة. من أجل استغلال التقنيات إلى أقصى حد، يجب أن تتوفر مخطوطات العمل والأسعار وغيرها من المعلومات الهامة على الانترنت كي يراها الزبائن.