تسجل

الإعلامي زافين قيومجيان لرائد: العالم العربي مثل رجل فقير أعطيته مليون دولار

الإعلامي زافين قيومجيان لرائد: العالم العربي مثل رجل فقير أعطيته مليون دولار
الإعلامي زافين قيومجيان لرائد: العالم العربي مثل رجل فقير أعطيته مليون دولار

يبدو أن الرقم 13 كان بادرة خير ونجاح للإعلامي زافين قيومجيان. فبالرغم أن البعض يعتبره رقم تشاؤم، الا أن هذا الرقم كان بابا لنجاحا منتظر تظهر ملامحه في الأفق. سلاحه التجدد والإبتكار، طموحه لا يعرف حدوداً الا السماء، وعندما يتعرض للتحدي يكون مغامراً لأبعد حدود.
للتحدث عن أسرار نجاحه وبعض الخفايا في حياته، التقى موقع "رائد" بالإعلامي زافين قيومجيان في هذا الحوار:
 كيف إكتشفت حبك وشغفك للإعلام؟
منذ الصغر كان لدي ميول لمجال الإعلام، ولكن لم أعلم بأنني سأعمل في مجال التلفزيون، لأنه بين عاميّ 1988 و 1989 لم يكن التلفزيون منتشراً كالراديو، وكل شخص أراد دخول عالم  الإعلام كان عليه البدء بالصحافة. وكانت الصحافة في أغلب الأوقات تغطي أخبار الحروب. وعندما دخلت الجامعة لأدرس الإعلام، تصّورت أنني سأكون "مراسل حرب"، ولم تكن فكرة التلفزيون مطروحة بعد. قبل التخرج من الجامعة سنة 1991، قمنا بإختبار أمام الكاميرا، وكنت للمرة الأولى أجلس أمامها، ونوّه أستاذي قائلاً بأن طلّتي تناسب للعمل في التلفزيون. ومنذ ذلك الوقت بدأت أفكر بالتلفزيون، وبدأت موجة التلفزيونات الخاصة في تلك الفترة تنهض، وتخرجت وبدأت العمل.
هل كانت بداياتك مع تلفزيون المستقبل؟
كلا، بدأت مع تلفزيون لبنان سنة 1992، وكنت صحافي آنذاك. وكان التلفاز يحاول منافسة العديد من الشاشات بعد أن كان في المرتبة الثانية. ولم تكن شاشة المستقبل قد إنطلقت بعد. بعد أن كنت صحافي أصبحت مراسلاً في القصر الجمهوري، وأصبحت فيما بعد مراسل حرب في الجنوب. سنة 1996 وقعت مجزرة قانا وقمت بتحقيق عنها، وكانت تلك السنة الأهم لي كمراسل ثم بدأت بإذاعة الأخبار وقمت بتقديم برنامج أواخر سنة 1996. وبقيت في تلفزيون لبنان حتى سنة 1999 لأنتقل إلى تلفزيون المستقبل.
ما السبب الذي جعلك تترك برنامج سيرة وانفتحت؟
"طلع ع بالي غيّر"، وحان وقت التغيير، وأتت فرصة لي وأنا دائماً أتبع إحساسي.
في ظل كثرة البرامح الحوارية، وكثرة الإعلاميين، ما الذي يميّز برنامج "سيرة وانفتحت" عن غيره من البرامج؟
بصراحة، لا أعتقد بأنه أنا من يجب أن يجيب عن هذا السؤال، ولكن ميّزه أنه الأول. فقد حافظ على المستوى بطرح المواضيع على مدى 13 سنة، و قام بتقديم تجارب لم يتجرأ غيره على تقديمها. هذا ما جعله أن يكون ريادياً ويتجدد ليواكب المجتمع.

ما كانت أهمية إشراك الجمهور بالحلقات التي كانت تُعرض؟
هذا أسلوبي منذ البداية. وهو التواصل مع الناس بمختلف الطرق. وكل وسيلة جديدة كانت تظهر كنا نُدخلها ضمن عملنا حتى يصير مصدراً أساسياً للتواصل مع المشاهدين في مختلف الدول. وهذا الموضوع جعل البرنامج متواصلاً مع جمهور أصغر بالعمر، ولاننا نستخدم جميع وسائل التواصل الجديدة كنا نبقى على تواصل مع هؤلاء، وهذا الأمر صعب على برنامج عمره 13 سنة.
شبكة التواصل الإجتماعي أصبحت من الركائز في مجتمعنا، كيف يؤثر ذلك على عملك؟
قبل اﻟ Social media نحن بدأنا باﻟ Chatting . بالنسبة لي هي أداة تسويق لعملي، ولكن ما زلنا في التلفزيون نتكلم بالملايين أما عاﻟTwitter  فنرى مئات الألوف. لذا ما زال التلفزيون وسيلة جماهيرية أكبر. وسائل التواصل الإجتماعي تجعلك تصل لجمهور أصغر لا يعني التلفزيون شيئاً له. مازال التلفزيون هو الوسيلة الأساسية بالنسبة لي لتوصيل رسالتي، والإنترنت من الكماليات ولكن يصبح أساسياً عندما يتحول التلفزيون على الإنترنت.
ما هي التحديات التي تواجه القطاع الإعلامي اليوم؟
إن العالم العربي يمر بمرحلة جديدة على الإعلام أن يواكبها من موقع نقدي وليس من موقع تابع  كي لا يقع في نفس المشكلة السابقة، أهم شيء أن يحافظ على إستقلاليته وأن يكون مؤسسة تجارية غير حزبية نضالية. لا يمكنه أن ينجح إلا إذا كان تجاري كي يبقى على مسافة واحدة من الجميع، هذه سلبياته. وعلى المعلن هو الذي يكون مسيطر ولكن أفضل من سيطرة السياسي.
يعيش اليوم الشباب العربي بحالة من الضياع في التوجيه أو الضغوطات التي يعيشونها، كيف ترى مستقبل الشباب العربي؟
هناك أنواع كثيرة من الشباب العربي، فشباب الخليج يختلفون عن المشرق العربي ومصر والمغرب العربي. أرى العالم العربي يمر بمرحلة إنتقالية صعبة والمشكلة الكبرى في العالم العربي بأن الزعماء و الأنظمة لم يعرفوا وضع نهاية لقصتهم، وأنا فخور بأنني أنهيت "سيرة وانفتحت" عندما وجدت أنه قد حان الوقت لإنهائه وأن أبدأ بشيء جديد. "حسني مبارك" لو علم أنه منذ 10 سنوات كان يجب أن ينهي حكمه ويسلمه لأحد آخر لكان اليوم من أبطال العالم، وكذلك "بشار الأسد" وغيره من الزعماء الذي أطاح شعبهم بهم. مشكلة العالم العربي أنه لم يعلم أن النهاية إقتربت وبهذه الظروف، عندما تكون النهاية قد جاءت بالعنف، فالبداية تكون صعبة، ونهاية العالم العربي دموية وبداياتها ستكون صعبة، وهذه المراحل الإنتقالية تأخذ وقتاً، ولكن في التاريخ تندفع الأمور إلى الأمام وليس إلى الوراء.
هل برأيك سيصبح الشباب رواداً للحراك الإجتماعي والإقتصادي والسياسي؟
أثبت الشباب أن بإمكانهم تغيير وتنفيذ أشياء لم يتوقعها أحد، كسوريا ومصر وليبيا... لو تكلمنا عن ذلك منذ سنتين "لأجبتني بأنني أحلم ولن يتحقق ذلك"، ولكن دائماً عندما تبدأ الثورات لا نعلم كيف تنتهي. الأهم أن فكرة التغيير أصبحت موجودة. الشباب يفتخرون بأنهم شاركوا ورسخوا ذلك، وكي يتحقق ذلك كان مساراً طويلاً. مثلاً عندما تعطي مبلغاً من المال لشخص ويضيعه على القمار و يصبح "سكرجي قمرجي"،  أو يضعهم في البنك ويصبح بخيل أو يستثمرهم كي يعيش مرتاحاً، العالم العربي مثل رجل فقير أعطيته مليون دولار سيصرفه على ملذاته، او يستثمرهم أو يضعهم بالبنك ويعيش فقيراً.

كشاب كان لديك الكثير من الطموحات ما هي التحديات التي واجهتك؟
أنا في حياتي المهنية مررت بالكثير من المراحل. الجميل أنني أنجزتها باكراً. اليوم أبدأ مرحلة جديدة في مكان جديد، شخص آخر من الممكن أن ينتهي فيه، وهذه المراحل المهنية مرت على شخص كان يعمل بالأخبار كصحافي إلى مقدم برامج إلى شخص ينطلق على المستوى الفضائي، وكل مرحلة لها تحدياتها. التحدي الأكبر عندما بدأت، كنت أول مذيع أرمني في لبنان، لأقول للعرب أن الأرمني لا يختلف عن العربيّ.
ما هي الطموحات التي لم تحققها حتى اليوم؟
يوجد الكثير لدي الكثير من الطموحات التي ما زلت أعمل عليها حتى الآن. أنا شخص حدوده السماء.

علمنا أنه بعد شهر رمضان المبارك ستبدأ برنامجاً جديداً سيكون تكملة لبرنامج سيرة وانفتحت ولكن بجرأة أكبر، وتجارب خاصة جديدة. أخبرنا عنه.
هو تكملة لسيرة وانفتحت بمعنى خطوة جديدة بفكرة البرامج الإجتماعية في العالم العربي وفكرته متقدمة جداً، إذا نجحت نكون قد نقلنا برامج الحوارات إلى عالم جديد وإذا فشلت "بكون فتت بالحيط"، هذا تحدي كبير!.  البرنامج من إنتاجPeriscoop ، إخراج باسم كريستو، وهناك فريق عمل كبير يتألف من 20 شخص، واﻟ Format  مأخوذ من برنامج فرنسي، والمنتج الأساسي الفرنسي للعمل جاء إلى لبنان ليدرب الفريق اللبناني، وميزانيّة البرنامج كبيرة.
كنت متوتراً في البداية ولكن ما جعلني أرتاح هو عندما قال لي المنتج بأنهم حين بدأوا بالخطوات الأولى لتنفيذه في فرنسا كانوا خائفين لأنهم كانوا ينقلون مستوى البرامج الحوارية لمستوى جديد لم ينفذه أحد بعد، ولم يعلموا إذا كان المجتمع الفرنسي سيتقبل هذا الموضوع، وذلك أن تأخذ القضية كما هي وتحلّها مباشرة على الهواء، بما أن الموضوع جديداً على الشعب الفرنسي إذن لن يكون غريباً علينا ، وليس الخوف أن لا تنجح الفكرة ثقافياً بل إعلامياً من ناحية عدم تقبل الجمهور لهذه الفكرة.

نرى إعلاميين أنشأوا محطات خاصة بهم، أو منابر لهم. أين تجد نفسك بعد 5 سنوات؟
تجربة إنشاء محطات أعتبرها فاشلة والدليل على ذلك أن "اوبرا وينفري" عندما أوقفت برامجها وأنشأت محطة cable خاصة بها فشلت! أنا أؤمن أنّ المؤسسة هي أهم من الإعلامي والعكس صحيح. فهناك علاقة تكاملية، ويجب على الطرفين إحترام بعضهما، "يا بيطلعوا سوا يا بينزلوا سوا بس ما فيون يكونوا واحد". أرى نفسي بعد 5 سنوات معك تجري معي مقابلة وأنت تبارك لي بنجاح البرنامج الجديد.
من هو مثالك الأعلى أو الشخصية التي أثرت بك؟
مثالي الأعلى هو نفسي، وكل شخص إستقبلته في برنامجي ليناقشني الأفكار مع المشاهدين. وأنا محظوظ بأنني حافظ جميع حلقات سيرة وانفتحت، ومن كل حلقة تعلمت شيئاً، لذا تعلمت الكثير، وكل ضيوفي الذين شاركوا في البرنامج هم مثالي الأعلى.

ما هي نصائح النجاح التي تعطيها لقراء مجلة رائد؟
من الصعب إعطاء خطوات للناس ولكن يجب على كل شخص أن يؤمن بنفسه وبأحلامه وأن تكون أحلامه واقعية، كنت أفكر بالسابق بأنه يجب أن أفكر بالأشياء الكبيرة ولكن أنا اليوم أفكر العكس. عليه أن يعلم نقاط ضعفه وقوته وأن يعمل على تطويرها. والنصيحة الذهبية للنجاح هو أن يعلم ما يريده خصمه كي يحققه له وبذلك يكون قد حقق مصلحته دون أن يشعر، ويجب أن يشارك بأعمال ودورات تدريبية ﻜWorkshop  .
هناك أشخاص بحاجة لذلك وأناس يمكنهم تطوير أنفسهم بنفسهم. لذلك اﻟworkshop  شيء مهم، كالسيارة عليك كل فترة أن تقوم بصيانتها، والعقل عليك أن توقفه عن الإنتاج قليلاً، لذا عليك أن تأخذ إستراحة من عملك وأشياء كثيرة، وعليك أن تتعرف على جيل آخر. أنا اليوم عدت إلى الجامعة لأدرس عالم الإعلان لكي أتعرف أكثر على الجيل الجديد كيف يفكر وكيف يتعاطى مع الأمور.