لا تزال شركة بوجاتي الفرنسية التي تأسست منذ 110 عامًا تحتفظ بشعارها "إنتاج سيارات بالغة الفخامة تُجمع باليد" حتى الآن في مصنعها في شرق فرنسا.
ويعمل في مصنع الشركة التي تُنتج السيارات الأغلى والأسرع في العالم 25 شخصًا، يقومون بعناية وحرص بجمع قطع صُنعت في دول أوروبية مختلفة.
وتبلغ قوة سيارات بوجاتي 1500 حصان، ويحتاج جمعها إلى 8 أسابيع تقريبًا، ويقوم بتجربتها بعد ذلك سائقو سيارات سباقات سابقون مثل أندي والاس، وتُفحص لمدة 6 ساعات بواسطة ضوء خاص لرصد أي شائبة صغيرة في هيكلها.
وقد شهدت الشركة على مدار القرن الماضي إنتاج سيارات بالغة الفخامة لا يقدر سوى قلة من الأشخاص على شرائها، كما شهدت أيضًا تعثرات تسببت في توقف إنتاجها لعشرات السنين.
تاريخ الشركة
يرجع تأسيس شركة "بوجاتي" إلى إيتوري بوجاتي الذي بدأ يصنع سياراته الخاصة في مولسايم عام 1909، وقام بصنع سيارة "تيب 35" ملكة حلبات السباقات و"تيب 57 أس سي اتلانتيك" و "رويال" أثناء مرحلة ما بين الحربين.
وقد تسبب مقتل ابنه في حادث سيارة عام 1939 واندلاع الحرب العالمية الثانية في هربه إلى بوردو في جنوب غرب فرنسا، مما ساهم في تراجع هذه العلامة التجارية، وتمكن بوجاتي من استعادة مصنعه في مولسايم بعد الحرب لكنه توفي في عام 1947.
بعد ذلك بسنوات طويلة عادت بوجاتي إلى السوق من جديد في التسعينيات بفضل مقاول إيطالي ومجموعة "فولكس فاغن" التي اشترت ماركات "بنتلي" و"لامبورغيني" و"بوجاتي" عام 1998.
وطلب فرديناند بييش رئيس مجلس إدارة "فولكس فاغن" من مهندسيه تصميم سيارة تتمتع بسرعة سيارات سباقات فورمولا واحد، وتتجاوز قوة محركها الألف حصان، ويمكنها الوصول إلى سرعة 400 كيلومتر في الساعة، وأن تكون أنيقة ومريحة في الحياة اليومية في نفس الوقت.
وتنتج "بوجاتي" حاليا نموذجًا واحدا يجمع المواصفات السابقة معًا، حيث بدأت بإنتاج نموذج "فيرون" الذي باعت منه 450 سيارة، والآن "شيرون" الذي من المقرر أن تُنتج الشركة 500 نسخة منها.
سيارات "بوجاتي" للأثرياء فقط
يشتري سيارات بوجاتي عدد قليل من الأشخاص القادرين على ثمنها سيارات بوجاتي من بينهم نجوم كرة القدم والسينما، كما يشكل مقاولون أثرياء 80% من مالكي هذه الماركة، ونادرًا ما يستخدمونها، ويكتفي بعضهم بعرضها في المرآب فقط.
وتستعد الشركة في الوقت الحالي لإنتاج المزيد من السيارات التي يمكن استخدامها يوميًا بحلول عام 2024، حيث أوضح رئيس مجلس إدارة الشركة ستيفان وينكلمان أن الشركة ترغب في إنتاج سيارة أقل من الأسعار الحالية وإن كان سعرها سيبقى مرتفعًا جدًا، مضيفًا أن إنتاج سيارة كهربائية من بين الخيارات المحتملة، لكن لم يتم اتخاذ قرارًا بعد.
ومن الجدير بالذكر أن شركة بوجاتي كشفت في معرض جنيف للسيارات في مارس الماضي عن "السيارة السوداء" التي يبلغ سعرها 11,5 مليون يورو بدون الرسوم والضرائب، ولم يتم الكشف عن مشتريها، إلا أن هناك شائعات تقول إن المشتري هو فرديناند بييش (82 عاما) الذي تقاعد الآن.