في واقعة لا تتكرر كثيرًا ربح مشرد فرنسي يُدعى جيريمي يانك قرعة يانصيب بقيمة مليون يورو هذا الشهر، إلا أنه قرر التبرع بـ 90% من قيمة الجائزة لجمعية أهلية معنية برعاية المشردين في باريس كانت تقدم له الدعم قبل أن يصبح مليونيرًا لساعات فقط.
وفوجئت شركة اليانصيب بقدوم جيريمي (51 عامًا) إليها في حالة رثة وأوراقه الثبوتية منتهية الصلاحية لتسلم الشيك، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها شركة اليانصيب مثل هذه الحالات، فطلبت الشركة من جمعية رعاية المشردين بباريس التي تتكفل بجيريمي إتمام إجراءات تجديد وثائق إثبات الشخصية الخاصة به لإتمام عملية تسليمه قيمة اليانصيب.
وكانت المفاجأة الثانية للشركة إن جيريمي تقدم بطلب للحصول على قيمة 10% فقط من قيمة المبلغ (100 ألف يورو)، على أن يذهب باقي المبلغ وقيمته 900 ألف يورو كتبرع لجمعية رعاية المشردين في باريس، والتي تكفلت به وقدمت الرعاية له ولمئات المشردين مثله طوال عقود، ما جعلها أغرب جائزة تمر على الشركة منذ تأسيسها.
وعلق جيريمي على هذا الأمر قائلاً: "عشت أربعة عقود مشردًا أتلقى المساعدات من الناس، وقدمت جمعية رعاية المشردين بباريس الرعاية الكاملة لي منذ حوالي عشر سنوات، ووفرت لي المأوى مع عشرات الأصدقاء في مثل وضعيتي الهشة، واليوم بعد أن تجاوزت الـ50 من عمري أصبحت بلا طموح وماتت الرغبات والحاجات في نفسي، لا أريد شيئًا سوى أن أعيش ما تبقى من عمري وسط من عرفتهم وتعودت على الحياة معهم، لا أريد شيئًا، فقط أريد أن لا يعاني أحد مثلما عانيت".
وأضاف جيريمي:" أراهن في مسابقات اليانصيب منذ 20 عامًا على فئة الـ10 يورو، ليس سعيًا وراء الثراء، أوالفوز بالمال الوفير لنفسي، لكن كنت أتمنى أن أحصل على مبلغ بسيط يجعلني في غنى عن أي أحد، وأن أسعد آلاف المشردين مثلي، وتحققت أمنيتي أخيرًا".