أثارت السلطات المصرية جدلًا واسعًا خلال الأيام الأخيرة بإيقاف "داعية"، بعد أن نشر مقطعًا مصورًا قدم من خلاله "عرضًا خاصًا" للراغبين في أداء العمرة نيابة عن ذويهم المتوفين أو العاجزين عن السفر إلى مكة المكرمة (بسبب مرض أو حالة صحية معينة) مقابل مبلغ مالي يبلغ 4000 جنيه أي ما يوازي حوالي 130 دولارًا.
وفي الفيديو، ظهر أمير منير وهو يدعو المهتمين بالقيام بمناسك العمرة بالوكالة إلى استخدام تطبيق إلكتروني يسمح لهم بالتسجيل واختيار واحدة من الطرق الثلاثة المتاحة لأداء العمرة، ومنها "العمرة العادية والعمرة خلال شهر رمضان والعمرة المستعجلة في يوم واحد"، ومن ثم تحويل المبلغ المالي المطلوب.
وتسبب المقطع المصور الذي قام بتحميله على صفحته الخاصة على فايسبوك والتي يبلغ عدد متابعيها حوالي 8 ملايين شخص، ببلبلة واسعة.
وتعرض منير لانتقادات عدة وانهالت التعليقات من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين غاصوا في فحوى ما تم الحديث عنه في الفيديو، وهو ما اعتبره البعض "تجارة في الدين وأسلوبًا جديدًا من أساليب النصب".
وبعد هذه التعليقات، اضطر أمير منير إلى حذف الفيديو بناء على طلب من الشركة السعودية صاحبة التطبيق.
وقال عبر فيسبوك: "أنا حذفت الفيديو بالفعل استجابة للشركة السعودية صاحبة التطبيق التي تواصلت معي وطلبت مني هذا الأمر خوفًا منهم عليّ".
وأضاف: "لست مهتمًا لآراء الكثيرين ولا أطلب رضاهم، وكل ما أريده هو رضا ربي، وحذفت الفيديو من أجل من يحبني وشعر بالسوء بسبب الفيديو".
وكثرت التساؤلات عبر المنصات الرقمية حول طبيعة الخدمة المقدمة وما إذا كان من الجائز دينيًا تقديم خدمة العمرة للمتوفين والعاجزين مقابل مبلغ مالي، مما أجبر الأزهر على التدخل وحسم الجدل حول ما يعرف بـ "الإنابة في العمرة".
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في بيان أصدره إنه "لا مانع شرعًا أن يعطى المعتمر عن غيره من أصحاب الأعذار نفقات سفره وإقامته في الأراضي المقدسة، على ألا تكون مهنة بغرض التربح، يترتب عليها تهوين الشعيرة في نفوس الناس، وتنافي المقصود منها".
وأعلن الداعية محمد الغليظ أن السلطات ألقت القبض على صديقه أمير منير بهدف التحقيق معه بعد أن قدم أحد المحامين بلاغًا ضده.
وهاجم في منشور على صفحته الخاصة عبر فيسبوك من تسببوا بإيقاف منير، ونشر صورة تجمعهما أرفقها بعبارة "حبيبي وأخي في الله".
وكان المحامي المصري هاني سامح قد تقدم فور انتشار الفيديو ببلاغ عاجل للنائب العام المصري، متهمًا منير بتلقي الأموال والتبرعات دون ترخيص، وباستغلال الدين وارتكاب جرائم النصب وتلقي التبرعات وتحويل الأموال إلى الخارج لمنصات وهمية والاستفادة من المبالغ المرسلة شخصيًا، الأمر الذي دفع الجهات المعنية للتحرك وتوقيفه.
وعلقت المصرية إيمان هشام على قرار توقيف منير وانتقدت السلطات التي تجبر المواطن المسافر لأداء مناسك العمرة دفع مبلغ 10 آلاف جنيه مصري في المطار للحصول على تصريح، وكتبت: "ندفع 4000 جنيه لشخص من أجل القيام بالعمرة بدل أحد المتوفين، وبذلك نوفّر مصاريف السفر، إلا أن الكثيرين اعتبروا أن ذلك غير صحيح".
وأضافت: "لكن أن ندفع 10 آلاف جنيه في المطار من أجل التصريح، فهذا حلال ومقبول؟!".
ونفى عضو لجنة الحج والعمرة بالغرفة التجارية في المملكة العربية السعودية حسين حجازي ما يتم تداوله على لسان بعض مستخدمي مواقع التوصل الاجتماعي، مؤكدًا أن "تطبيق عمرة البدل غير مقبول بالسعودية وهو استغلال لضيوف الرحمن".
وقال في مداخلة هاتفية عبر إحدى القنوات المصرية: "نسأل الله أن يبعد عنا مثل هذه المواقع والدعوات العارية من الصحة والتي ترغب في جمع الأموال بالباطل".