سلّطت مجلة "livescience" العلمية الضوء على أحد الاكتشافات المثيرة التي تم العثور عليها في اندونيسيا، حيث وجد العلماء جسد امرأة عاشت قبل 7200 عام تقريبًا، لكن المفاجأة أنّ هذه المرأة تنتمي إلى صنف جديد من البشر لم يكن معروفًا من قبل.
وفي تفاصيل المقال المنشور في المجلة، قام العلماء بإجراء تحليل جيني جديد على المرأة، أثبتت نتائجه أنها تنتمي إلى سلالة بشرية لم تكن معروفة من قبل ولم تعد موجودة بعد الآن. وبيّنت نتائج التحليل أنّ هذه المرأة كانت تربطها صلات جينية مع السكان الأصليين في أستراليا، والذين يعرفون اليوم بـ"الميلانيزيين"، وهم حاليًا السكان الأصليين لجزر غينيا الجديدة وغرب المحيط الهادئ، الذين يعتقد العلماء أنّ أسلافهم كانوا من أوائل البشر الذين وصلوا إلى أوقيانوسيا.
وقال الدكتور كوزيمو بوست، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة: "النتائج تتناقض تمامًا مع الصيادين القدامى الآخرين الذين عُثر عليهم جنوب شرق آسيا، كما هو الحال في لاوس وماليزيا، الذين ليس لديهم الكثير من أصول دينيسوفان".
ولفت إلى أنّ "هذه الاكتشافات الجينية الجديدة تشير إلى أنّ اندونيسيا والجزر المحيطة بها، وهي منطقة تُعرف باسم والاسيا (Wallacea) كانت بالفعل نقطة التقاء لحدث الاختلاط الرئيسي أي التزاوج، بين إنسان الدينيسوفان والإنسان الحديث في رحلتهما الأولى إلى أوقيانوسيا".
واعتقد الباحثون قديما أن البشر القدامى سافروا عبر والاسيا قبل 50 ألف عام على الأقل (ربما قبل 65 ألف عام) قبل أن يصلوا إلى أستراليا والجزر المحيطة بها.
ووفق المصادر العلمية، عثر الباحثون على جزء من الحمض النووي محفوظًا بشكل جيد في أذن المرأة، وقاموا بدراسته، وهو من أقدم الأحماض النووية المكتشفة.
واعتبرت الدكتورة سيرينا توتشي، الأستاذة المساعدة في علم الإنسان في جامعة "ييل" والباحثة الرئيسية في مختبر الجينوم التطوري البشري، أنه "منذ بضع سنوات فقط لم نتخيل حتى أن هذا ممكن".
واعتبر الباحثون أن السلالة التي تنتمي إليها المرأة هي "سلالة بشرية متباينة غير معروفة سابقًا"، أي وبعبارة أخرى، فإن هذه المرأة القديمة لديها جينوم "لا يشبه أي شخص أو مجموعة حديثة معروفة من الماضي القديم".