أمضى رجل الأعمال الكويتي جاسم محمد بوعباس سنوات في تربية "الديدان الخارقة" المشهورة بكونها مصدراً طبيعياً للبروتين والفيتامينات والأحماض الدهنية، وأصبح يأمل الآن في أن تجد هذه الديدان طريقها إلى أطباق مواطني الخليج.
وفي غرفة مظلمة صغيرة خارج مدينة الكويت، يرتّب بوعباس يرقاته المقبلة على التشرنق في علب صغيرة شفافة، يحرص على توضيبها في أدراج خشبية صنعها برفقة شقيقه، بينما يضع الخنافس المقبلة على التزاوج في علب بلاستيكية كبيرة، فرشها بأرضية من النخالة.
ويقول بوعباس "طموحي هو أن تكون الديدان بديلاً غذائياً ناجحاً للإنسان". ويضع "الديدان الخارقة" في علب بلاستيكية، يفرشها بالنخالة وطحين الذرة، ويغطيها بالكرتون لامتصاص الرطوبة التي تمثّل تهديداً للديدان، حيث تعرضها للعفن ما لم يتم التخلص منها سريعاً.
وفي حين لم تتم الموافقة بعد في الكويت على الاستهلاك البشري للديدان التي يتهافت عليها ملاّك الطيور النادرة والزواحف والأسماك والسناجب في منطقة الخليج، يأمل بوعباس في أن يكون الناس على استعداد لتجربتها.
ويهدف إلى توسيع نطاق أعماله ليبيع الديدان في مطعم مخصص لذلك، وهو يقوم بتجربة الوصفات قبل الحصول على إذن من السلطات الكويتية، وقد أنتج حتى الآن ثلاثة أنواع من الصلصات.
وعن طعمها، يوضح بوعباس إن افتتانه بأسرار "الديدان الخارقة" دفعه للسفر إلى تايلاند في 2018 لمعرفة المزيد عن الحشرات الصالحة للأكل، التي تعتبر وجبة خفيفة شهيرة هناك. ويقول: "في البداية، كنت أتقزّز منها، لكن نجاحي دفعني اليوم إلى التعود على هذه الديدان، وفهم سلوكياتها والأخطار التي يمكن أن تهدّد حياتها".
ويوفر هذا الشاب اليوم لزبائنه في الكويت، خصوصاً لمربّي طيور الكاردينال والبلابل، باقات من الديدان في علب بلاستيكية بيضاء اللون. ويبيع كل 100 دودة بـ12 دولاراً. ويشير بوعباس إلى أن بعض الزبائن الذين يملكون محميات من الطيور، يقتنون في كل مرة أكثر من 1000 دودة، وقد يرتفع العدد إلى 3000 دودة بالنسبة للبعض.