أطلق علماء بيئة عام 2018 مهمة استكشاف في غربي غينيا، حيث يعيش نوع مهدد بالانقراض من الجرذان، لكن المفاجأة كانت أكبر مما توقعه الباحثون، حيث التقطت إحدى المصائد في إحدى الليالي نوعا جديدا من الجرذان لم تسبق رؤيته من ذي قبل.
ويتسم هذا الجرذ المكتشف حديثا بفرو برتقالي متراص، بينما يتخذ جناحاه اللون الأسود الخفيف، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقال الباحث والمسؤول المختص في الأنواع المهددة بالانقراض في محمية الجرذان العالمية، إن اكتشاف هذا النوع الجديد بالنسبة إليه يمثل "هدف العمر" الذي ما كان يعتقد أنه سيتحقق يوما.
وأضاف المسؤول في المحمية وهي منظمة غير ربحية تتخذ من مدينة أوستن في ولاية تكساس مقرا لها، أن كل نوع في الحياة له أهميته، أما الجرذ المكتشف حديثا "فهو مذهلٌ حقا بشكله".
ويوجد أكثر من 1400 نوع من الجرذان في العالم، ويلتحق بهذه القائمة ما يقارب عشرين جرذا في كل سنة، وفي بعض الأحيان يتبين أن بعض الجرذان التي كانت تعتبر مألوفة تشكلُ نوعا قائما بذاته، من حيث خصائص الجسم، حتى وإن كانت مشابهة للباقي من حيث الهيئة الخارجية.
ويعرف الجرذ الجديد باسم" Myotis nimbaensis" ، وهو يعيش في قمم جبلية يصل علوها إلى عدة أميال في مناطق متنوعة بيئيا من غينيا.
وقد حرص الباحثون عند بداية هذا المشروع العلمي على رصد ما يجري في أنفاق جرى استخدامها من ذي قبل في مجال المناجم، وأضحت فيما بعد ملاذا مفضلا للجرذان.
وقال الباحث المختص في الجرذان بجامعة مروا في الكاميرون، إريك باكوو: "عندما رأيته لأول اعتقدت أن الأمر يتعلق بجرذ عادي، لكن بعد إخضاع الجرذ لمعاينة دقيقة، من أجل رصد سماته، بالتفصيل، تبين أن الحيوان المكتشف في غينيا نوعٌ جديد بالفعل ولم يجر التعرف عليه من ذي قبل".
وأجريت الفحوص الجينية أيضا، فتبين أن الجرذ المكتشف في غينيا يختلف في 5 في المئة على الأقل عن أقرب الجرذان إليه.
ويقول الباحثون إن هذه الجرذان مهمة جدا في التنوع البيئي، حتى وإن كانت لا تحظى بالاهتمام الكبير في العادة مقارنة بحيوانات أخرى أكبر حجما.