سيترك المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو ريال مدريد الإسباني في نهاية الموسم الحالي، بعد موسم بلا ألقاب اختلط فيه الفشل بالغضب والمزاج العام السيئ والخلافات الحادة بينه وبين مجموعة من أبرز نجوم الفريق، ووجد مورينيو نفسه بلا دعم حقيقي داخل النادي الملكي.
قبل ثلاث سنوات فقط، تولى مورينيو تدريب الفريق الملكي لكرة القدم ووجد كل الدعم والمساندة من إدارة النادي والجماهير ولاعبي الفريق، وتمسّك مورينيو بكل الصلاحيات والسلطات فلم يمض عليه الموسم الأول حتى أطاح الأرجنتيني خورخي فالدانو مدير النادي بعدما كان الوحيد الذي ينازعه بعض الصلاحيات.
لكن المدرب البرتغالي، المعروف بلقب "سبيشال وان"، وجد نفسه وحيداً الآن بلا أي دعم في النادي بعد موسم أخفق خلاله في مختلف البطولات، حيث احتل المركز الثاني في الدوري الإسباني، وحلّ ثانياً أيضاً في كأس ملك إسبانيا بعد الهزيمة أمام أتلتيكو مدريد في المباراة النهائية للبطولة، كما ودع قبلها بطولة دوري أبطال أوروبا بالهزيمة أمام بوروسيا دورتموند الألماني في المربع الذهبي للبطولة.
ولم يحرز مورينيو هذا الموسم سوى لقب كأس السوبر الإسبانية على حساب الغريم الأزلي برشلونة.
"بعد المحادثات التي أجريناها مع مدربنا جوزيه مورينيو، توصلنا إلى اتفاق لإنهاء علاقة العمل بيننا في نهاية الموسم"، هذا ما قاله بيريز في مؤتمر صحافي عقده في ملعب "سانتياغو برنابيو" وأكد فيه أيضاً أنه لم تحسم حتى الآن هوية خليفة مورينيو.
وأضاف بيريز: "لم نصل إلى أي اتفاق أو نوقّع أيّ عقد مبدئي مع أيّ مدرب"، وذلك في إشارة إلى التقارير التي تتحدث عن انتقال المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي إلى النادي الملكي وإلى التهمة التي وجهها الرئيس القطري لباريس سان جرمان الفرنسي ناصر الخليفي للفريق الإسباني بأنه وقع عقداً مبدئياً مع المدرب الإيطالي.
وعلى مدار ثلاث سنوات قضاها مورينيو مع الفريق، تحول هذا المدرب البرتغالي إلى الآمر الناهي في الفريق، ولم يكتف بإبعاد فالدانو بل أطاح أيضاً الطبيب خوان كارلوس هيرنانديز الذي ظل مع الفريق طوال العقد الماضي وكذلك الطباخ تشيتشو، بعدما دأبوا على الوشاية به أو انتقاده في كل مكان سواء أمام اللاعبين أو الإدارة أو وسائل الإعلام.
وصرّح مورينيو إلى وسائل الإعلام بعد الهزيمة أمام أتلتيكو في نهائي الكأس الجمعة الماضي، قائلاً: "أعدكم بالصراحة والصدق من جانبي. عندما نحسم الوضع في المستقبل مع رئيس النادي، سأعلن هذا رسمياً".
وتوّج مورينيو في الموسم الأول له مع الفريق بلقب كأس ملك إسبانيا، ثم توّج في الموسم التالي بلقب الدوري الإسباني، قبل أن يحرز لقب كأس السوبر الإسبانية في بداية الموسم الحالي، ولكن هذا لم يكن مقنعاً لجماهير الفريق وإدارة النادي.
وبدأ اهتزاز وضع مورينيو مع الفريق في نهاية عام 2012 عندما وضع إيكر كاسياس حارس مرمى الفريق وأحد أبرز أعمدة الريال على مقاعد البدلاء، ما أثار الكثير من الانتقادات.
وتعالت حدة الانتقادات مع خروج الفريق صفر اليدين من بطولة دوري الأبطال ثم اكتملت الصورة بالسقوط في نهائي كأس ملك إسبانيا التي كانت الأمل الأخير للفريق بعدما تبدّد حلم الدوري الإسباني مبكراً.
وسكب مورينيو مزيداً من الوقود على النار المشتعلة في النادي الملكي من خلال تصريحاته المستفزة والنارية في المؤتمرات الصحافية وتجدّد المشاكل الداخلية بينه وبين نجوم الفريق وخاصة كاسياس ثم المدافع البرتغالي بيبي.
ولم يسلم البرتغالي الآخر كريستيانو رونالدو أبرز نجوم الفريق من نار المشاكل مع مورينيو على الرغم من أنه كان مع بيبي الأقرب إلى المدرب البرتغالي.
وبينما وجه بيريز دعوة في مطلع أيار الحالي إلى الجميع للوحدة معاً من أجل مصلحة النادي، مشيراً إلى ضرورة التماسك بين اللاعبين وأعضاء الفريق، استغل مورينيو مؤتمراً صحافياً في اليوم التالي مباشرة وانتقد كاسياس مجدداً كما لجأ لتوسيع هوة الخلاف مع بيبي قائلاً: "من الصعب على لاعب في الحادية والثلاثين من عمره أن يطيحه لاعب في التاسعة عشرة".
وبمجرد خروج الريال من دوري الأبطال، رأت الصحف الإسبانية الطريق مفتوحاً وخالياً من العقبات أمام توجيه سيل من الانتقادات لمورينيو وبدأت بالمطالبة برحيله الفوري من تدريب الفريق.
ونشرت صحيفة "ماركا"، إحدى أبرز صحيفتين رياضيتين في العاصمة مدريد، الأحد استطلاعاً للرأي أشار 87 بالمئة من المشاركين فيه إلى أن مورينيو فشل مع الريال، ليؤكد هذا الاستطلاع أن مورينيو لم يعد يحظى حتى بدعم الجماهير.
يمكنك قراءة المزيد
من هو مويز خلف فيرغسون في مانشستر يونايتد؟
27 عاماً من العطاء: فيرغسون في سطور بعد اعتزاله
ديفيد بيكهام يفجرّ قنبلته الكبرى: أنا أعتزل كرة القدم ولديّ حماسة لمغامرة جديدة
بعدما عرض راتبه على نيمار... هل يستغني ريال مدريد عن رونالدو؟
الشرطة الإسبانية تسحب رخصة قيادة كريستيانو رونالدو