تسجل

بحث عن ضغوط العمل

أصبحت ضغوط العمل مشكلة تؤرق الجميع، وكافة الأعمال أصبحت ضاغطة على عامليها؛ لذلك نستطيع القول أن كافة الأعمال تحتاج إلى الكفاح والصبر. كما يجب علي الفرد أن يحاول تحمل تلك الضغوط التي يواجهها في العمل، بل يجعل من هذه الضغوطات حافزًا له للوصول للقمة والريادة. ولتخفيف حدة تلك الضغوط حاول تغيير نظرتك إليها في العمل، فعلى الفرد مثلا أن ينظر إلى هذه الضغوط على أنها تحديات؛ تزيد من وعيه بذاته وتتيح له التعرف على مواهبه وقدراته ومهاراته وتعلمه كيفية تخطيها كما تبرز طرق تعامله معها، فإذا أصبحت تلك رؤيته الجديدة فحتما ستتغير نفسيته، وبالتالي ينعكس على عمله بشكلٍ أفضل. في هذا المقال نستعرض مفهوم ضغوط العمل وأسبابها ومصادرها ونتائجها وكيفية تأثيرها سلبيا في الأداء الوظيفي.

مفهوم ضغوط العمل

نشأ مفهوم ضغوط العمل في المؤسسات والمنظمات التي تعتمد في تحقيق أهدافها بصورة رئيسية على العنصر البشري، حيثُ يفترض من هذه العناصر أن تقوم بواجباتها المهنية بأسلوب يتسم بالفاعلية لتقديم الخدمات المنتظرة منها على أكمل وجه، ولكن على الرغم من الرغبة الصادقة التي قد تكون لدى أولئك المهنيين ومؤسساتهم في تذليل العقبات التي تقف في طريق تقديم الخدمات المطلوبة إلا أن هناك معوقات في بيئة العمل تحول دون قيامهم بدورهم بصورة كاملة، وهذا ما يطلق عليه ضغوط العمل  Job Stress، وهي بشكل عام المتغيرات التي تحيط بالعاملين وتسبب لهم شعوراً بالتوتر، وتكمن خطورة هذا الشعور في نتائجه السلبية التي تتمثل في حالات مختلفة منها القيام بالواجبات بصورة آلية تفتقر إلى الاندماج الوجداني؛ والتشاؤم؛ وقلة الدافعية؛ وفقدان القدرة على الابتكار.

اسباب ضعوط العمل

تنشأ ضغوط العمل من أسباب عديدة، فيمكن القول أن أي شيء داخل العمل قد يكون مصدراً للتوتر والقلق. ويعتمد هذا على إدراك الفرد لهذه الأسباب وعلى أبعاد العمل والبيئة المحيطة به، وتتمثل أسباب ضغوط العمل فيما يلي:

  • صعوبة العمل: تسبب صعوبة العمل شعور الفرد بعدم الاتزان. وترجع صعوبته إما لعدم معرفة الفرد لجوانبه، أو لعدم فهمه لهذه الجوانب. ويلعب المشرف ونظام الإدارة دور مهم في هذا المجال. فعدم وجود بطاقات وصف يقوم المشرف باطلاع الأفراد عليها، وعدم شرحه لها يعظم من شعور الفرد بصعوبة العمل.
  • مشاكل الخضوع للسلطة: تتميز المنظمات بوجود هيكل متدرج من السلطة الرسمية، فكل رئيس يمارس نفوذه وسلطته على مرؤوسيه. ويختلف المرؤوسون في قبولهم لنفوذ وسلطة الرؤساء. وعادة ما يطلب من المرؤوسين الامتثال لسلطة الرؤساء. وهذا ما يؤدي إلى الشعوب بالتوتر لدى البعض.
  • عدم توافق شخصية الفرد مع متطلبات التنظيم: تميل المنظمات كبيرة الحجم أن تأخذ الشكل البيروقراطي المتقيد بلوحة وإجراءات رسمية، والمعتمدة على نظم إشراف متشددة، والمرتكز على سياسات رشيدة وموضوعية لا تأخذ فقي الحسبان الاعتبارات الشخصية، ويتعارض ذلك عادة مع رغبة العاملين في التصرف بحرية ومع حاجتهم للنمو وتأكيد الذات. ويلقى ذلك التعارض ضغوطاً نفسية على العاملين.
  • التنافس على الموارد: ينظر دائماً إلى الموارد على أنها نادرة أو محددة وتتنافس الأقسام والإدارات والأفراد في الحصول على أكبر قدر من اهذه الموارد. ويتطلب ذلك اللجوء إلى المساومة والمناورة والمقايضة، وهي أمور قد تؤدي إلى الشعور بالضغط النفسي.
  • عدم وضوح العمل والأدوار: ويعني هذا عدم تأكد الفرد من شكل واختصاصات عمله، ويندرج هذا إلى عدم تأكد الفرد من توقعات الآخرين عنه فيما يجب أن يؤديه أو التصرفات الواجب أن يسلكها. ويؤدي هذا الأمر إلى شعور الفرد بعدم سيطرته على عمله مما يزيد من الشعور بالضغط النفسي.

مصادر ضغوط العمل

يعود التعريف بمصادر الضغوط  إلى العوامل التي تؤدي إلى شعور الفرد بضغط العمل؛ لذا ظهرت العديد من التصانيف والنماذج التي وضعها الباحثون لتصنيف مصادر الضغوط تبعاً لمصادرها المسببة لها، والتي تباينت بحسب نظرة مصنفيها لمصادر الضغوط أو تطويرها بوصفها معايير يمكن بواسطتها قياس الضغوط في الدراسات التطبيقية التي طوعت لتناسب بعض المهن. وتتمثل أبرز تلك المصادر فيما يلي:

  • المصادر التنظيمية لضغوط العمل، والتي من أهمها الاختلاف المهني؛ وغموض الدور؛ وصراع الدور؛ وعبء الدور؛ والمسؤولية عن الأفراد؛ والمستقبل الوظيفي؛ والافتقار إلى المشاركة في اتخاذ القرارات؛ والمساندة الاجتماعية.
  • المصادر الفردية لضغط العمل، ومن أهمها نمط الشخصية؛ والقدرة على التحكم في الأحداث؛ والقدرات والحاجات؛ ومعدل التغير في حياة الفرد؛ والسمات الشخصية الأخرى.
  • ضغوط ناتجة عن البيئة المادية التي يتعرض لها الفرد داخل المنظمة أثناء تأدية الأعمال والواجبات وممارسة المسؤوليات المتنوعة.
  • ضغوط ناتجة عن البيئة الاجتماعية في العمل من خلال التفاعل مع الزملاء.
    ضغوط ناتجة عن النظام الشخصي للفرد ذاته كالخصائص المتوارثة مثل القلق، والأساليب الإدراكية.

ضغوطات العمل وعلاقتها بالاداء الوظيفي

يقتضي وجود الفرد في منظمات الأعمال أن يعيش في بيئة تملي عليه شروطها وتفرض عليه نوعاً من القلق أو الخوف فالتعلم علي الآلات الحديثة والتأقلم مع جو العمل وطبيعة العمل الملقي علي عاتقه وشدة الإيقاع الذي يجب أن يعمل به لكي ينجز عمله وغير ذلك، كل ذلك يخلق مشاعر كثيرة ومتعددة مليئة بالإحباط والصراع النفسي والتردد والشك في قدرته علي إنجاز العمل.

ويؤدي زيادة التوتر إلي نتائج سلبية مثل إصابات العمل والمرض والتغيب عن العمل مما قد يكلف المصانع تكليف باهظة وترك البحوث العلمية علي أن مستويات التوتر العالية لها نتائج سلبية علي الصحة الجسدية والسعادة النفسية وعلى حسن الأداء في العمل.

لذلك ضغوط العمل والتوتر تؤثر سلبيا على أداء العاملين ورضاهم كما أن العلاقة قوية بين التوتر والأمراض وحسن أداء العمل.

نتائج ضغوط العمل

تؤكد الأبحاث والدراسات تأثير ضغوط العمل سلبيا على الأفراد وتأتي الآثار السلبية لضغوط العمل على الأفراد في عدة مناحي فمنها التأثيرات الصحية والسلوكية والتنظيمية والتي نعرضها جميعا فيما يلي:

  • التأثيرات الصحية: تؤكد الأبحاث وجود علاقة بين ضغوط العمل والمشكلات الصحية، فالضغوط تؤدي إلى تضخم عضلة القلب وبالتالي إلى أمراض القلب والشرايين. ولقد أوضحت أحدى الدراسات أن الأفراد الذين تحصلوا على مراتب عالية من الغضب من اختبار عادي للشخصية معرضون بنحو خمس مرات إلى الموت بسبب الإصابة بنوبة قلبية أكثر من نظرائهم الذين هم أقل غضباً. كما ذكرت إحدى الدراسات أيضاً أنه على المدى الطويل فإن استمرار تعرض الفرد لضغوط العمل يمكن أن يؤدي إلى أمراض القرحة، والتهاب المفاصل، وتلف الكبد، وسرطان الرئة، ومختلف أمراض القلب وأمراض نفسية كالاكتئاب.
  • التأثيرات السلوكية: عندما تتجاوز الضغوط مستوياتها العادية تترجم إلى العديد من ردود الأفعال السلوكية التي يتخذها الفرد ضد نفسه أو منظمته التي يعمل بها والتي تتمثل في الغياب غير المبرر عن العمل، والنزعة العدوانية، والتخريب، والإرهاق، والإفراط في الأكل، أو اللجوء إلى التدخين أو الإدمان، بوصفها نمطاً من أنماط ردود الأفعال السلوكية تجاه ضغوط العمل.
  • التأثيرات التنظيمية: يتضح مما سبق أن ثمة علاقة وثيقة بين ضغوط العمل والآثار الصحية والسلوكية التي قد تطرأ على الفرد بسببها، والمتضرر من هذه الآثار ليس الفرد فقط، بل تمتد بدورها لتشمل المنظمة التي يوجد بها الفرد، والتي تتمثل فيما يلي:
  • قلة الاستفادة من الخبرات والقدرات المتوافرة في العمل بشكل جيد.
  • ضعف مبادرة العاملين وابتكارهم لأساليب حديثة تساعد في تحسين العمل وأدائه بشكل
  • أفضل.
  • تبديد وقت العمل وعدم استثماره في إنجاز الأعمال بالسرعة والدقة المطلوبتين لعدم انتظام العاملين بالدوام الرسمي، وقلة تركيزهم.
  • هدر الإمكانات المادية المتاحة وعدم الاستفادة منها بشكل جيد في تنفيذ المهام الموكلة للعاملين.
  • تعقد العلاقات بين الرؤساء والمرؤوسين وبين الزملاء فيما بينهم أو بين العاملين والمستفيدين من الأعمال التي تقدم خدمات مباشرة للجمهور.

المراجع:

https://hrdiscussion.com

http://repository.sustech.edu

https://sst5.com/

https://sotor.com