قال تعالى في كتابه الكريم في سورة آل عمران فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ .
ماذا يعني الرفق
الرفق -كما توضح الآية الكريمة السابقة- يعني اللين في القول والفعل. الرفق هو القول الطيب والفعل الطيب. هو الابتعاد عما يؤذي الغير بل معاملتهم معاملة حسنة لينة طيبة. الرفق يندرج تحت خصال الرأفة والرحمة بالغير ومصاحبتهم بالمعروف ومشاورتهم في الأمور والبعد عن الفظة والغلظة في المعاملات الإنسانية حتى لا ينفض من حولك الجميع.
أنواع الرفق كما أشار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأطفال برفق فكان صلى الله عليه وسلم يُقبل دائما حفيديه الحسن والحسين. كما أن النبي صلى الله عليه وسلم رُوي عنه أنه قد حمل أحد الأطفال أثناء الصلاة للتخفيف عن والدته وكانت الطفلة أمامه بنت زينب، وقد روت عائشة رضِيَ اللهُ عَنْهُا قالت: “كان رسول الله يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم، ويحنكهم ويدعو لهم”. وعن أنس رضي الله عنه قال "كان رسول الله يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح على رءوسهم".
اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفق مع أهله ومع أقاربه ومع أهل بيته حتى مع الخدم وقد أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة رضى الله عنها باللعب واللهو في العيد ومشاهدة أهل الحبشة وهم يلعبون وقد ذكر الحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها: "ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل شيء منه قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى، فينتقم لله تعالى"
ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثال للصبر على الأذي وعدم القصاص من أعدائه حيث أشارت عائشة رضى الله عنها في الحديث الشريف (عن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضتُ نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقتُ وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلاَّ وأنا بقرن الثعالب، فرفعتُ رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال، فسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال النبي : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينا رجلٌ يمشي فاشتدَّ عليه العطشُ، فنزل بئراً فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلبٍ يَلْهَثُ، يأكل الثرى من العطش، فقال لقد بَلَغ هذا مِثْلُ الذي بلغ بي فملأ خُفَّه ثم أمسكَه بِفِيهِ، ثم رَقِىَ، فسقى الكلبَ فشَكَرَ الله له، فغفر له.
المراجع:
https://www.alukah.net
https://www.mosoah.com