كثيرون منا سمعوا عن قصة ذلك الصبي الذي كان يلهوا بدراجته الهوائية الصغيرة ثم ربطها بإحدى الأشجار وذهب ليشارك في الحرب العالمية الأولى، كما نُشِرَت صور في مواقع عدة عبر شبكة الإنترنت لتلك الدراجة وهي مربوطة بالشجرة، وتعددت الروايات وكان أبرزها أن والدي الصبي تركا الدراجة كتذكار بعد ذهاب ابنهما للحرب ولم يعد.
لكن الحقيقة هي أن الولايات المتحدة، حيث كان يعيش ذلك الصبي، لم تشارك في الحرب العالمية الأولى عام 1914 ( حيث يعود تاريخ تلك الواقعة )، بل دخلتها عام 1917، كما أن أمريكا لم يسبق لها أن أرسلت صبية للمشاركة في الحروبـ وهو ما ينسف تلك الرواية من الأساس، خاصة وأن الدراجة تبين أنها لصبي سنه 10 أعوام، فضلا عن أن مظهر الدراجة لا يوحي أنها تعود للسنوات الأولى من القرن العشرين.
والقصة الحقيقية لتلك الدراجة هي أنها كانت تخص صبي يدعى دون بوز وكان يبلغ من العمر 8 أعوام في عقد الخمسينات من القرن الماضي، وهي التفاصيل التي كشفها دون نفسه، بعدما كبر ومرت السنين ويعيش الآن في مدينة كينويك بولاية واشنطن، بعد أن تقاعده للمعاش بعد أن كان يشغل منصب نائب عمدة مقاطعة كينغ.
وأوضح دون أنه نشأ وترترع في جزيرة فاشون ( حيث التقطت الصورة الشهيرة لدراجته وهي مربوطة بالشجرة ) وظل هناك حتى عام 1992. كما أشار إلى أن والده توفي عام 1954 بعدما نشب حريق في المنزل ليترك والدته رفقة خمسة أطفال.
ولفت إلى أنه كان يلهو ذات مرة في الجزيرة بتلك الدراجة، رغم أنه لم يكن محبا لها، وكان ذلك في منتصف خمسينات القرن الماضي تقريباً، وقد نساها في غضون ذلك بأحد الأماكن الموحلة هناك، ولم يهتم باستردادها وكأن أمنيته بالتخلص منها قد تحققت.
وأضاف أنه وفي أثناء زيارة كان يقوم بها لشقيقته التي مازالت تعيش بالجزيرة عام 1995، اصطحبته لكي يلقي نظرة على تلك الدراجة التي أضحت من معالم الجزيرة، وبمجرد مشاهدتها الدراجة، قال دون "هذه دراجتي، ليس لدي شك في ذلك مطلقاً".
وعن سر دخول الدراجة في الشجرة بهذا الشكل الموضح في الصور، أرجع البعض ذلك إلى أن أحد المارة بالمكان ربما قام بتعليقها فوق الشجرة ثم أخذت الشجرة في النمو إلى أن أحاط لحائها الخارجي بالدراجة كما هو ظاهر في الصور، ومع مرور الوقت، تحولت الدراجة والشجرة إلى مزار سياحي من قبل كثيرين ممن يزورون المكان.