على الرغم من اتجاه الكثير من النساء إلى تصميم المجوهرات مؤخراً، إلا أن أهم المصممين في عالم المجوهرات هم من الرجال.
عندما نتحدث عن المجوهرات تتجه الأنظار إلى المرأة فهي من يهتم ويحلم بالمجوهرات ولكن الرجل هو الأبرع في إبداع ما تحبه المرأة وما تسارع إلى شرائه، هذا ما يقوله محمد أحمد فتيحي الرئيس التنفيذي لمجموعة فتيحي السعودية، في حديث خاص لنا من الرياض.
يقول فتيحي:" النساء تستخدم المجوهرات، ولكن الرجال هم من يقومون بتصميمها وتوجيه خطوط الموضة حول العالم، في الشرق عموماً وفي المملكة العربية السعودية نجد أن ألمع المصممين في عالم المجوهرات والأزياء من الرجال، وذلك بسبب الدور التقليدي الذي ورثه الرجل أباً عن جد في هذه المهنة الحرفية التي بدأت عائلية، والتي يختلط فيها التصميم مع الصياغة مع تجارة المجوهرات.
أناقة الرجل
ولكن إذا كان الرجال هم من يصممون ويروج لخطوط الموضة ، ما هي وجهة نظر فتيحي
عن أناقة الرجل؟ يجيب:" الله جميل يحب الجمال فتجملوا"، اعتقد أن الرجل عموماً يهتم بمظهره، واصبحنا نجد اهتماماً واسعاً من الرجال بأناقتهم، فهم اليوم لا يقلون اهتماماً من المرأة في العناية بمظهرهم، وهذا أمر يجب أن نؤيده ونؤكد عليه، وأعتقد أن على الرجل أن يعتمد على الآخرين ممن يملكون الخبرة عندما يختار الأزياء والمجوهرات التي يريد شرائها، ربما لأن الرجل أقل متابعة من المرأة لفنون الموضة بسبب مشاغله الكثيرة، ولكن الجمال في حسن المظهر وهذا يأتي عبر اختيار التصاميم المناسبة لكل شخص، فالاختيار المناسب في رأيي يظهر موطن الجمال، وموضوع اختيار الأزياء المناسبة يشغل الناس عموماً، ومن تجربتي فإن اختيار ما يناسبنا ليس أمراً سهلاً . من هنا فإن المصمم الناجح هو من يقدم أزياء ملائمة لأوسع شريحة من الناس وليس المصمم الناجح من يقدم استعراضاً لخبرته في اختيار الألوان أو الموديل.
يستوحي فتيحي أفكاره من كل شي حوله، يقول:"الإبداع موجود في كل شيء حولنا، والإبداع يأتي من أي شي حولنا، فكثير من التصاميم التي لاقت رواجاً كانت مستوحاة من أثريات قديمة أو حتى حشرات أو أشكال متناغمة كما هو الحال في الطبيعة التي تشكل في مجملها هارموني متناسقة تشكل نسيجاً فنياً يعطي أفكارا لا تنتهي.
التصميم للرجال أسهل
يجد المصممون صعوبة أكثر عندما يصممون أشياء خاصة بالنساء، هذا ما يقوله فتيحي، ويؤكد استعانته بزوجته في كل المجوهرات والتصاميم الخاصة بالمرأة، على عكس التصاميم الخاصة بالرجال التي تتميز بالبساطة، فالرجل في رأيه غير متطلب أما المرأة فهي تبحث وتدقق في التفاصيل، وبرأيه فإن كل المصممين يحسبون حسابات كثيرة ويبذلون وقتاً أكبر بكثير عند العمل على تصاميم تخص المرأة.
ولكنه يقول أن تصاميم الرجال تحتاج إلى استيعاب خاص لعالم الرجل، فالرجل لا يجب المبالغة ولا يميل إلى المقارنة كثيراً كما تفعل المرأة.
بدأ فتيحي عمله موظفاً بسيطاً حتى احتل اليوم واحداً من أهم المناصب في الشركة وهو من خلال تدرجه في معظم المناصب اكتسب الخبرات المتنوعة التي تجعل منه إدارياً يملك صورة متكاملة عن مراحل تحويل أي مادة إلى منتج وترويجيه في الأسواق.
يحمل فتيحي شهادات عالمية من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في علم الأحجار الكريمة وصياغة المجوهرات كما أنه عمل في مزاد كريستز بنيويورك وتلقى تدريباً في أحد مصانع المجوهرات الإيطالية.
نسأله عن المنافسة في عالم المجوهرات وكيف ينعكس تصميم المنتج وجماله على حركة المبيعات في السوق؟ فيقول:" المنافسة في هذا المجال نشأت مع تطور المجتمع في تذوق الجديد من الفنون ودخول شباب وشابات جدد إلى عالم الموضة، مما دفع الشركات إلى الاستثمار والتركيز على الأجيال الجديدة من شرائح الشباب، الذين يشكلون غالبية الزبائن في الأسواق، ولدينا الكثير من المصممين المبدعين والكثير من الشركات التي تساهم في رسم اتجاهات الموضة محلياً كما أن لدى البعض تأثير على اتجاهات الموضة العالمية.
المحلي ينافس بخصوصيته
شركة فتيحي هي مجموعة قابضة ويندرج تحتها شركات عدة، وهي شركة عائلية ثم انتقلت لتكون شركة مساهمة، ولكن الشاب أحمد محمد فتيحي اعتمد على نفسه، .
يقول:" رباني والداي على العصامية والاعتماد على النفس وعليه بدأت شركتي بإمكانيات مادية وبشرية متواضعة ولكن الله أكرمني بالنجاح.وهذا يعود إلى انفتاحي على عالم الموضة عالمياً وتعاونت مع مصمم المجوهرات التركي "ستيفان" وهو مصمم عالمي صمم معظم مجوهرات ممثلات هوليود ولستيفان تصاميمه الخاصة واسمه التجاري ونحن وكلاؤه بالمملكة العربية السعودية، ولكننا نملك تصاميمنا الخاصة بنا وله تصاميمه، ونحن فخورون بتعاوننا معاً ونأمل الاستمرار ونمو ذلك التعاون.لأنه ينعكس على الطرفين إيجاباً، ومن جانبنا لإغن شراكاتنا وعلاقاتنا مع مصممين عالميين يجعلنا دائماً على خط الموضة عالمياً ويروج لما ننتجه هنا ونصممه لأنه يلقى استحساناً كبيراً بسبب خصوصيته، وأنا أفضل عدم الخلط بين كل بيئة، فالأفضل الحفاظ على تراث وأسس كل حضارة والإبداع فيها دون مزج فن حضارة بأخرى، فالجمال في التراث أ، تتركه نقياً مدهشاً للآخرين.
علامات تجارية خاصة
يقول:" طرحت علامات تجارية جديدة هي"بيبي فتيحي"للأطفال و"فتيحي جونيور" الذي يمثل تصاميمي الشخصية المتميزة عن المعارض الأخرى، وقدمت فيه خطوط جديدة كـ"اسلاميك أنتيك Islamic Antique " و"هندي مغولي Indian Mugal " ولدى ثلاثة معارض بالرياض وجدة، أما "بيبي فتيحي" فهو مخصص للأطفال وحديثي الولادة الاسم التجاري الأول في العالم العربي في هذا المجال، ولدينا الآن 14 معرضاً في السعودية وقريباً سيكون لدينا فرع في البحرين.
ولن يثنينا وضع البحرين والاضطرابات التي لم تنتهي عن خطط التوسع هناك فالبحرين دولة شقيقة يجمعنا بها كل عناصر الترابط والأخوة والتوسع في الخليج لا بد أن يمر عاجلاً أم آجلاً بالبحرين، فأنا أراهن على أن البحرين قادرة عن تجاوز هذه الأزمة، وعليه أحببت خوض هذه المراهنة كتحدي بفتح معرض جديد هناك.