عندما ننظر إلى إعلان إحدى وجبات المطاعم الشهيرة بالمذاق والكميات المغرية، نشعر بالجوع مباشرة ونتلهف للذهاب إلى أحد المطاعم، ونخص بالذكر مطاعم الوجبات السريعة.
فربما لا تروق لك الهمبرغر ولكن البطاطا المقلية الشهيرة والمياه الغازية المجلدة تجعلك شرها لتناول الوجبة، وربما عدم الاكتفاء بوجبة واحدة، بل طلب المزيد.
إن سبب هذا المذاق الجيد جدا لا يعود دائما إلى أسرار الوصفات السحرية التي تتباهى بها مطاعم الوجبات السريعة، بل إلى الحيل والخدع النفسية والجسدية التي تقوم بها عادة لإغراء الزبائن، فهدفها الوحيد هو " أن تأتي حصرا إلى المطعم لكي تكرر مجيئك المتتالي" .
فنحن نعترف بأن تلك المطاعم لا تكمن الشر لنا، ولكن لديها أساليب وحيلا مذهلة لإغرائنا بشكل مستمر للمجيء إليها وعدم الاستغناء عن وجباتها. وإليكم أكثر الخدع والحيل التي تقوم بها:
نحن نقول لك ما يجب أن تتذوق
إنها إحدى أكثر الحيل التي يعمد إليها معظم مطاعم الوجبات السريعة، فتتفنن بتسمية وجباتها أو عروضها لوجباتها الجديدة مثلا " Finger Lickin' Good" وهي اسم لوجبة من الدجاج أطلق عليها اسم "لعق الأصبع" فهو عنوان ملفت ومميز، "Hot n' Juicy" وهو اسم لعصير ما يروج له بتلك التسمية المغرية، وبذلك إذا كنت ترغب بتناول وجبة من الدجاج مع العصير فسترغب مباشرة بتجربة التسميتين المغريتين.
الحفاظ على أن تكون إعلانات المطعم دائما تحت نظرك
إذا كنت في الشارع أو تقود سيارتك وسط ازدحام، ورأيت إعلانا لوجبة طعام في أحد مطاعم الوجبات السريعة، فمباشرة ستؤثر في شهيتك ونفسيتك بشكل عام، أكثر بكثير من أن ترى إعلانا لمتجر ألبسة أو إعلانات أخرى. اذ أثبتت الدراسات أن معظم إعلانات الهواء الطلق، كاعلانات الطرقات والحافلات والتكاسي، كلها تخص مطاعم الوجبات السريعة، لأن لها أثرا على الناس أكبر بكثير من إعلان المطعم على التلفزيون أو الراديو، وهذا هو سبب قلة إعلانات مطاعم الوجبات السريعة على التلفاز.
العروض المتعلقة بزيادة حجم الوجبة الخاصة بك
إنها استراتيجية التسويق التي أثبتت فعاليتها الربحية بالنسبة الى المطاعم، فهي تتعلق بزيادة حجم الوجبات وتقليل سعرها، الأمر الذي يشجع الزبون على انفاق مبلغ صغير مقابل الحصول على وجبة كبيرة مغرية. سيعتقد الزبون أنه حصل على صفقة، ولكن في الواقع الزبون هو الخاسر والمطعم هو الرابح، فبالنسبة الى المطعم حصل على المزيد من المال مقابل أن المشتري حصل على مزيد من السعرات الحرارية. فالناس تتهافت دائما نحو الأحجام الكبيرة "كومبو" عند شراء الوجبة، وتدفع ثمنها الباهظ مقابل أن المطعم لم يزد من الحجم الفعلي سوى الجزء اليسير، بعكس الربح الكبير، وحصول الناس على سعرات حرارية زائدة ربما ستكلفهم الكثير لفقدانها.
لعبة الروائح الشهية
الرائحة هي أحد العوامل الرئيسية في تحفيز الشهية، والتي تعتمد عليها كثيرا المطاعم، ففي الواقع ثمة شركات بأكملها مختصة في تصنيع الروائح التحفيزية وزيادة الشهية. فهناك روائح تباع للمطاعم خاصة، كرائحة الفوشار أو رائحة لحم الهمبرغر المشوي أو رائحة القرفة أو رائحة المياه الغازية، فهي كلها روائح اصطناعية، وقد تساهم الرائحة في إعجاب الناس بالطعام بشكل أكبر.
ألوان المطعم وإعلاناته
إذا قمنا بمقارنة معظم مطاعم الوجبات السريعة، فسنجد أن معظمها تم تصميم ديكوره وإعلاناته اعتمادا على اللونين الأحمر والأصفر، فهذا التقارب ليس بالصدفة بل عمد اصحاب المطاعم إلى ذلك، لأن الدراسات أثبتت أن الأصفر يحفز الشهية، وذلك عبر زيادة فرز مادة السيروتونين في الدماغ، وهو هرمون السعادة. أما الأحمر فهو اللون المسؤول عن ردود الأفعال السريعة والقوية، مثل تناول وجبة البرغر الخاصة بك بأقل من دقيقتين.
تعزيز المذاق السحري المائل للحلاوة
معظمنا يتساءل "ما هو هذا المذاق اللذيذ حقا"، فالبطاطس المقلية أو الدجاج المشوي أو حتى نوع الخبز المحمص المستخدم، يختلف مذاقها عما إذا صنعنا وجبتنا بأنفسنا. مطاعم الوجبات السريعة تستخدم مواد كيميائية تؤثر في المذاق وفي الطعم كالغليكول والبروبلين ومادة ثنائي ميثيل البوليسيلوكسان التي تؤثر على العقل وتزرع حالة الإعجاب بالطعام، وأيضا الكربوهيدرات المكررة التي تزرع حالة الرضا عن الطعام والرغبة الشديدة في تكرار زيارة المطعم وتناول الوجبة التي نالت رضاك، فهي نوع من المخدر.
التشجيع على تناول الوجبات مع الأصدقاء
يعمد الكثير من مطاعم الوجبات السريعة إلى إدراج إعلانات عائلية أو مجموعة أصدقاء يتناولون الوجبات. فأثبتت الدراسات أن الزبون يتناول وجبته أكثر بنسبة 30 في المئة مع شخص آخر من تناوله وحيدا. فإذا رغب صديقك بشراء الحلوى إضافة إلى الوجبة، فسيزرع فيك الرغبة في ذلك أيضا. وكذلك عروض الوجبات الكبيرة وتقاسم المبلغ مع أصدقائك يجعلانك تنفق المال وتزيد السعرات الحرارية بشكل أكبر. فمثلا إذا كنتم 3 أشخاص تريدون تقاسم المال تطلبون 2 من البيتزا الكبيرة كمثال والتي هي فعليا تكفي لأربعة وحتى خمسة أشخاص، فستأكلون أكثر وتدفعون مالا عن خمسة.
مرجع:
https://elaph.com