تسجل

الأكثر إشعاعا في العالم .. رجل يفاجأ الأطباء بعد نجاته من انفجار نووي

في ليلة الـ30 من أغسطس عام 1976 وأثناء عمل هارولد ماكلسكي ليلا في مختبر هانفورد النووي بولاية واشنطن الأمريكية، تعرض لانفجار نووي شديد أدى لإصابته بعدة من شظايا الزجاج والمعدن، بالإضافة إلى تعرضه ل500 ضعف الجرعة الآمنة من الإشعاع.
ماكلسكي كان يعمل ككبير المشغلين الكيميائيين على فصل عنصر البلوتونيوم باستخدام غاز الأميريسيوم المشع، وأثناء عمله في الغرفة حدث تفاعل كيميائي أدى لانفجار غرفة القفازات التي كان يعمل بها، الانفجار أدى لتمزق قناع ماكلسكي مما نتج عنه استنشاقه لغاز الأميريسيوم المشع، كما اخترقت العديد من شظايا الزجاج جلده وأصاب الحمض عينيه بالعمى المؤقت. وفي خلال دقائق استنشق ماكلسكي 500 ضعف الكمية الآمنة من غاز الأمريسيوم المشع، وبعد إصابته، نقل لمنشأة هانفورد للطوارئ لتطهيره والتحفظ عليه وهو مبنى لا يحتوي على أي نوافذ بريتشلاند واشنطن حيث تم التحفظ عليه لمده 3 أسابيع ومنع أي احد من الاقتراب منه لحمايته من الإشعاع.

في خلال خمسة أشهر اعتقد نصف الأطباء المعالجين له أنه لن ينجو وكان الطاقم الطبي يعالجه يوميا ويلتقط أجزاء الزجاج من جلده بواسطة الملاقيط ويغسلون جسده ويحكونه كل يوم لمحاولة التخلص من بقايا الإشعاع كما حقنوه ب600 جرعة من zinc DTPA وهو دواء تجريبي ليمتص بقايا الإشعاع من جسده. وبعد عودته لمنزله أخيرا في يناير 1977 لم يخلو جسمه من الإشعاع تماما وظل جهاز الإشعاع يقيس كمية محددة من الإشعاع في جسده لم يتمكن من التخلص منها ولذلك فقد أطلق عليه "الرجل الذري" وتجنبه جميع أصدقاءه وجيرانه خوفا من الاقتراب منه والتعرض للإشعاع.
بعد الحادثة، عانى ماكلسكي كثيرا من آثارها، فأصيب بعدوى في الكلى وعدة أزمات قلبية واضطر للخضوع لجراحة بعينية ثم قاضى الحكومة الأمريكية وحصل على مبلغ 275 ألف دولار كتعويض من قسم الطاقة المسئول عن مؤسسة هانفورد. وأجرى كثير من الأطباء بحوثاً على ماكلسكي أثناء حياته حتى توفي في ال17 من أغسطس عام 1987 عن عمر يناهز ال75 عاما نتيجة مرض قلبي ولم يجد الأطباء في التشريح أي أثر لإصابته بالسرطان.