
ابتكرت مجموعة من العلماء جراحة ثورية يمكنها اعادة الإحساس للأطراف المشلولة عن طريق زرع أعصاب من متبرعين متوفيين. وطبقا للعلماء، فإن الجراحة تم اختبارها بالفعل على 24 مريضا كانوا يعانون من مشاكل بالأعصاب بمستشفيات NHS ببرمنجهام وأثبت قدرتها على إعادة الإحساس في الأطراف في خلال أشهر.
وكانت الطريقة الوحيدة لعلاج الأعصاب المُدَمَّرة سابقاً هي استئصال عصب من منطقة أخرى بجسم المريض وزرعه محل العصب المصاب، وكان يعني هذا خضوع المريض لجراحتين وإصابته ببعض المضاعفات كالتنميل والندوب نتيجة استئصال العصب منه، أما التقنية الجديدة فتتطلب القيام بجراحة واحدة وتكون بفرصة أعلى للشفاء.
ولمن لا يعرف، فإن الأعصاب عبارة عن حزم من الخلايا تقوم بنقل الإشارات الكهربية عبر الجسم بسرعة 250 ميل/ساعة، وهي تمتد من العمود الفقري عبر الجسم لنقل جميع الأحاسيس وردود الفعل والحركات لذا فعند إصابة أحد الأعصاب بطريقة خطيرة قد ينتج عنه فقد الحركة أو الإحساس أو غيرها من وظائف الجسم طبقا للعصب المصاب.
وأحياناً ينمو العصب مجددا بعض الإصابة ولكن إذا كانت الإصابة جسيمة قد يلزم الأمر إجراء جراحة لاستزراعه وتحفيز نموه، وتقوم فكرة الجراحة الجديدة على استئصال نسيج من الأعصاب من جسم متبرع متوفي وزرعه ليعمل كجسر بين نهايتي العصب المدمر بعد تعقيمه وتنظيفه لضمان عدم رفض جسد المتلقي له، وبرغم أن النسيج المزروع لا يعمل كالعصب الطبيعي، لكنه يحفز نمو العصب الطبيعي بمقدار ملليمتر في اليوم.
وطبقا لدكتور دومينيك باور، وهو استشاري متخصص في جراحات اليد والأعصاب بمستشفى الملكة إليزابيث في برمنجهام، فإن جراحات الأعصاب قد أصبحت شائعة جدا خلال الآونة الأخيرة، فأوروبا وحدها تتضمن 300 ألف حالة سنويا لجراحات أعصاب اليدين فقط، لذا ستكون الجراحة الجديدة مفيدة للكثير من المرضى لأنها تساعدهم على استعادة حركة أطرافهم، وأضاف أنها جراحة بسيطة يمكن أجرائها في يوم واحد تحت التخدير الكلي بدون أي خطورة أو مضاعفات على الأعصاب أو الأطراف.