تسجل

هل ينتهي عالم الحواسب؟


عاش عالم الأعمال عام 1999 كابوساً عندما زعم بعض العلماء انتهاء عالم الحواسب. ولكن في اليوم الأول من عام 2000، اطمأن الجميع. لكن ذلك لا ينفي حقيقة أن العالم سينتهي يوماً ما. إن حافظنا على أنظمة التشغيل الحالية، فسينتهي العالم في 15:30:08 حسب التوقيت العالمي المنسّق يوم الرابع من كانون الأول عام 292.277.026.596.
هذا التاريخ هو حينما يتجاوز نظام يونكس القيمة الكبرى التي يمكن حملها في عدد صحيح هو 64 بيت. يونكس هو ما يشغّل معظم أنظمة الحواسب الضرورية لحياة البشر على الأرض، من المصارف إلى أنظمة الرعاية الصحية وشبكات الكهرباء والأقمار الصناعية والانترنت. كذلك حال آيفون وأندرويد أيضاً.
بكل تأكيد، لن تعيش أي من هذه الحماقات الحالية حتى عام 292,277,026,596. لا لأنك نسيت أن تزوّد هاتفك بعلبته الغبية، ولكن لأن الأرض لن تكون في الجوار حينها. لأن الشمس ستدمّرها بعد 7,900,000,000 سنة من الآن، أي عندما يصل نجمنا إلى أكبر قطر كعملاق أحمر، مدمّراً عطارد والزهرة وعلى الأرجح الأرض.
على أية حال، لا تقلق حول نهاية العالم، فنظرياً، سنكون قد انقرضنا قبل أن نشهد الانفجار الكبير. وفقاً لنظريات عالم الفيزياء النظرية ميتشيو كاكو الذي يقول إنه بعد 100.000 إلى مليون عام من الآن، ستكون حضارة البشرية "Type III" على مقياس كارداشا. ما يعني أن حضارتنا ستتمكن من السفر بين النجوم والاتصالات بين النجوم والعمل وفق هندسة المجرات وتأثير نطاق المجرات. وبين خمس سنوات و50 مليون سنة سيحتل البشر مجرة درب التبانة بأكملها، حتى لو لم نبتكر طريقة أسرع من الضوء للسفر بين النجوم. 
في ذلك الوقت، سنتمكن من استغلال طاقة المجرة بأكلمها، وسيبقى هاتفك الذكي على قيد الحياة بفضل قلب يونكس الصغير.
حين يحل العام 292,277,026، سنكون قد تخلينا عن يونكس. لقد ابتُكر هذا النظام منذ 43 عاماً ولا يزال هو الأفضل والأعتى. إنه جيد بما يكفي لينقذ الكون بأسره وفق نظرية بيغ ريغ، التي تتنبأ بزوال كل شيء عندما يصل الكون إلى مقياس لامتناهٍ بعد 20 مليار سنة من الآن.
لكن إن صدق مرصد شاندرا إكس راي الفلكي الذي يعمل بنظام يونكس، حول سرعة مجموعات وعناقيد المجرات في الابتعاد عنا، فحينها لن ينتهي العالم وفق التاريخ السالف الذكر أعلاه، بل في وقت بعيد، أبعد بكثير.
مهما يكن، فلن نكون هنا حينما ينتهي العالم.