للمرّة الأولى في لبنان والشرق الأوسط، أجرى فريقٌ من الأطباء الاختصاصيين في مركز كليمنصو الطبي أولى العمليات الجراحية بواسطة الروبوت (Robotic Surgery)، وهي شكل من الاشكال المتقدمة للجراحة بالمنظار.
والمركز هو المستشفى الوحيد في لبنان والمنطقة الذي ينفّذ هذا النوع من العمليات الجراحية مستخدماً نظام "دا فنتشي" الجراحي المُصنّع من قبل "إنتويتيف سورجيكال". وقد اشترى المركز النظام الجراحي بمبلغ تجاوز مليونيْ دولار.
وخلال الأسبوع الأول من وصوله إلى لبنان قام الروبوت "دا فنتشي"، بقيادة فريق طبّي من جرّاحين متمرّسين، بإجراء عشر عمليات في اختصاصات متعددة لمعالجة حالات مختلفة. ضمّ الفريق البروفسور كلود طيّار (جراحة عامة)، الدكتور كريم نوفل (جراحة نسائية)، الدكتور نديم أيوب (جراحة مسالك بولية) والدكتور فراس زهوة (جراحة مسالك بولية).
تحلّ هذه التقنية الطبية المتقدّمة والفريدة التي يشهدها لبنان للمرة الأولى، مكان المعالجات التقليدية في كثير من الحالات المرضية. لقد غيّرت جراحة الروبوت وجه رعاية المرضى ونصّبت نفسها واحداً من أهم الابتكارات الطبية الواعدة. تشمل مزايا هذه الجراحة ألماً أقل، نتائج جمالية أفضل (شقوق صغيرة جداً من 8 مم)، فقدان دم أقل وفترة بقاء في المستشفى أقصر.
ما هو روبوت دا فنتشي؟
الروبوت "دا فنتشي" هو نظام معلومات متكامل يتلقّى الأوامر من الجرّاح عبر الكمبيوتر. وهو يتألف من قسمين: الأول، "عربة سرير المريض" التي تتضمّن أربعة أذرعة متصلة بالمريض، أما الثاني فهو "منضد الجرّاح" حيث يجلس الجراح ويحرّك أذرع الروبوت ضمن مجال رؤية عالي الدقة وثلاثي الابعاد لموقع الجراحة ما يتيح له أداء الحركات في شكل أكثر دقة وتعقيداً.
والروبوت "دا فنتشي" لا يحل مكان الجرّاح، لكنه يسمح له بإجراء العمليات الجراحية الأكثر تعقيداً بمزيد من الدقة، وبأقلّ ألم. ويستخدم هذا النظام في مجالات عدة لمعالجة مجموعة من الحالات في الجراحة العامة (السمنة، سرطان المعدة، بنكرياس الكبد، استئصال الأمعاء، الفتاق)، جراحة المسالك البولية (البروستات، سرطان الكلى والمثانة بالإضافة إلى حالات أخرى على صلة)، الجراحة النسائية (استئصال الرحم، أو الأورام الليفية الرحمية، أمراض المبيض، هبوط الرحم وسرطاناته)، جراحة القلب (هبوط الصمام، ومرض الشريان التاجي). يُذكر أن معظم جراحات سرطان البروستات (70٪ من الحالات في الولايات المتحدة) أصبحت تُنفَّذ حالياً عن طريق الجراحة الروبوتية التي تثبت نفسها على أنها المعيار الذهبي للعلاج عبر إزالة السرطان مع تجنّب الآثار الجانبية مثل السلس البولي والضعف الجنسي.