كان ثمن أغلى قرص صلب في العالم يبلغ 4.4 ملايين دولار، أما اليوم فثمة قرص آخر حطم هذا الرقم بقدرته الفائقة على الصمود ملايين السنين. طوّرت وكالة إدارة النفايات النووية الفرنسية "ANDRA" هذا القرص الياقوتي الذي يتألف من ورقتين رقيقتين بعرض 20 سم تقريباً تتضمّنان المعلومات المحفورة بالبلاتينيوم.
ووفقاً لما أعلنته الوكالة فإنها تهدف إلى تزويد علماء الآثار المستقبليين بتلك المعلومات. على أية حال، فقد أعلنت الشركة قائلة: "لا نملك أدنى فكرة عن ماهية اللغة التي سنستخدمها". يستوعب القرص 40 ألف صفحة مصغرة تجسّد نصوصاً أو صوراً محفورة بالبلاتينيوم، وكل ما تحتاج إليه لقراءتها هو مجهر نأمل أن تقدر الحضارات المقبلة على قراءتها به والاستفادة منها. صُمّم نموذج عن القرص بلغت تكلفته 31 ألف دولار.
تنبع الحاجة من جنون متانة وتحمّل تلك المعلومات لتوالي السنين من استخدامنا للطاقة النووية، حيث تنتج المفاعلات النووية نفايات إشعاعية يجب تخزينها بأمان مدة تصل إلى مليون عام. وحالما نجد الطريقة المثلى للتخلص منها والتي ستكون على الأرجح عبر حفرٍ بعمق ميل تحت الأرض، سيكون علينا إحاطة المجتمعات المستقبلية بمعلومات عن مواقع تلك الحفر.