يبدو أن فرحة هيفاء المنصور البالغة 39 عاما لن تكتمل بمشاهدة أولى تجاربها في مجال الأفلام الروائية القصيرة الذي نتج عنه "وجدة"، لأن دور السينما محظورة بالمملكة. فإذا أراد الناس في السعودية مشاهدته عليهم السفر للبحرين ... وتقول المنصور: "إنه لأمر محزن السفر للخارج لمشاهدة فيلم صور وأنتج بالداخل."
أما عن أشرس ردة فعل واجهتها فقالت: "تلقيت تهديدات بالقتل، لكن لا يهم الأمر.. جميع العاملين في قطاع الإعلام بالسعودية تلقوا تهديدات."
من هي هيفاء المنصور؟
تعتبر هيفاء المنصور أول مخرجة سينمائية سعودية ،أخرجت العديد من الأفلام القصيرة عن بيئتها الاجتماعية، ثم التحقت بجامعة سيدني بأستراليا، وحصلت على شهادة الماجستير في فنون السينما.
تخلت المنصور قبل تسعة أعوام، عن وظيفتها بشركة نفط لاحتراف الإخراج ، وتقول عن هذا الموضوع:"عندما بلغت العقد الثالث أردت أن يكون لي صوتا.. في السعودية الناس لا يستمعون للنساء، أنهم يقفزون للرجل التالي لمحادثته.. أحببت الأفلام وقررت أن انتجها."
عما يدور فيلم "وجدة"؟
يسلط فيلم "وجدة" الضوء على قضايا المرأة السعودية، ويتناول حكاية الفتاة السعودية "وجدة" البالغة 11 عاماً، التي ترعرعت ضمن المجتمع التقليدي بضواحي العاصمة الرياض، واصطدم طموحها لممارسة هوايتها بركوب دراجة هوائية بتابو المحظورات.
وحول التحديات التي واجهت تصوير وعرض الفيلم، قالت المخرجة السعودية" تصوير امرأة في السعودية أمر شبه مستحيل.. من الصعب العثور على امرأة ترغب في الخروج عن المألوف والظهور أمام الكاميرا... بحثنا في كل مكان بأنحاء البلاد، ولم نجد الفتاة المناسبة حتى قبل بدء التصوير بأسبوع."
علماً أن عملية البحث المطولة كانت لإيجاد فتاة تجسد دور "وجدة" في الفيلم الروائي الذي تلعب فيه ممثلة الشاشة الصغيرة السعودية، ريم عبدالله، دوراً، وقامت استوديوهات روتانا بالاشتراك مع شركات عالمية أخرى في تصويره.
وأضافت: "السعودية ليس مكاناً يسهل العمل فيه.. ففي مواقع كثيرة كان الناس يتصرفون بعدائية باعتبار أن الكاميرا أمر مفسد، وتابعت: "صورنا في بعض المناطق المحافظة حيث أغضب وجود الكاميرا بعض الناس."
ماذا تأمل المنصور من "وجدة"؟
تأمل المنصور أن يساعد الفيلم في تغيير المواقف والسلوكيات تجاه المرأة والأفلام في المملكة. وأضافت: "هناك الكثير من الأطفال يريدون صناعة أفلام وهناك جيل بأكمله يستخدم الكاميرات والهواتف المتحركة وهم ليسوا بمعزولين عن العالم الذي حولهم." مضيفة: "بمجرد أن تصبح الأفلام واقعاً حقيقياً سوف تصبح دور السينما كذلك."