أكيو موريتا الرجل الياباني الذي قلب متجراً صغيراً في بناية في طوكيو إلى أكبر وأنجح شركة في الالكترونيات الاستهلاكية بالعالم ، من هو وما هي قصة نجاحه ؟
ولد أكيو موريتا في ناغويا في اليابان داخل أسرة كانت غارقة في عالم التجارة من 15 جيل على مر السنين, آلياتهم اشتملت أنتاج صلصة الصويا وكنتيجة لذلك, كانت أسرته ثرية جداً، و منذ صغره أخذ جميع الخصال الوراثية من عائلته ، فبدأ يهتم في عالم الأعمال منذ أن كان عمره 10 سنوات ويحضر جميع اجتماعات العمل مع والده .
بعد أن أنهى المرحلة الثانوية ألتحق بجامعة في اوساكا وحصل على درجة في الفيزياء عام 1944، في هذا الوقت كان قد أصبح بشكل خاص يهتم بالتقنيات والتحديات بتسجيل صوت عالي الجودة ، ولكن مصالحه الشخصية توقفت بسبب الأحداث آنذاك في بلاده حيث كانوا يعانوا من الحرب العالمية الثانية.
وبعد انتهاء الحرب أخذ مركزاً جيداً في كلية طوكيو للتكنولوجيا وفي غضون ذلك قام بتأسيس منظمة “طوكيو للاتصالات والبحوث” وكان واثقًا من أن بلاده ستتمكن من الإصلاح وايضاً ممكن أن تصبح رائدة في السوق العالمية وأراد أن يكون احد الأشخاص الذين يساعدون في الريادة ، فسارع الى الحديث مع صديقه ايبوكا عن كيفية وضع مجموع علمهم في الفيزياء والهندسة لاستخدامها في شيء ما.
في عام 1946 أخيراً توصل الاثنين في فتح “طوكيو للاتصالات والهندسة”، كان مقرها ناغويا اليابان ، بدأ برأس مال قدره 350 دولار في محل قد قصف وكان مهجور بعد الحرب، حتى وبعد تعيين 20 موظف لم يكونا يعرفان في أي مجال من المنتجات ولكن كانا يعرفان أنهما يريدان إنتاج شيئا جديدا- جودة عالية في المنتجات الالكترونية، تلك المنتجات التي ستغير اليابان.
في عام 1949 طور الاثنين شريط تسجيل مغناطيسي مما أدى إلى أول منتج في العالم القادم : آلة تسجيل كانت لأول مرة تباع هكذا منتجات في اليابان ، ثم قاما بانتاج الة جديدة عرفت باسم "الوالك مان" عام 1957- الراديو بحجم الجيب وكانت الأولى في العالم.
وللوصول إلى العالمية غيرا أسم الشركة إلى “سوني” هي الكنية المشهورة في أمريكا حين ذاك، وموريتا اليوم هو الرجل الثاني لشركة سوني, وواحداً من رجال الأعمال القلائل الذين ساعدوا الاقتصاد الياباني ليستعيد انتعاشه في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
اليوم وبعد انقضاء أكثر من نصف قرن على إنشاء الشركة العملاقه سوني تبقى من أكبر تكتلات وسائل الأعلام مع أكثر من 160.000 موظف في جميع أنحاء العالم وإيرادات تتجاوز قيمتها 63 مليار دولار ، و دخلت الشركة البورصة وتابعت تطوير المنتجات وإنتاج جديدة للمستهلكين.
في عام 1994 أصيب موريتا في نزيف دماغي بينما كان يلعب كرة المضرب فأعلن استقالته كرئيس الشركة ولكنه استمر في العمل وكتب كتابه المعروف: Never mind School" records", أيضاً نشر سيرة ذاتية Made in Japan ، و بعد خمس سنوات من الاستقالة مات وفي عمر يناهز الـ 78 عاماً بالتهاب رئوي.