يحقق شباب الإمارات اليوم حلم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الذي راهن كثيرًا على شباب هذا الوطن، واعتبرهم الحلم والأمل والطاقة التي تلهب الوطن عزمًا وعلمًا وارتقاءً، ويعد الدكتور إبراهيم أحمد واحدًا من هؤلاء الشباب، بعد أن أصبح أول إماراتي يتدرب في وكالة "ناسا".
وفي حديث لصحيفة "البيان" الإماراتية سرد الدكتور إبراهيم المتخصص في علم المواد في جامعة "كامبريدج" والذي تخرج فيها أخيرًا قصته، قائلاً إنه بدأ دراسته الجامعية في جامعة الإمارات في تخصص الكيمياء والرياضيات، التي من خلالها حصل على منحة من شرطة دبي في برنامج "استقطاب المتميزين"، وأنهى دراسته فيها بامتياز مع مرتبة الشرف.
وقد واصل إبراهيم حلمه بالعمل في المختبر الجنائي بشرطة دبي في عام 2010، ثم التحق بشركة أبوظبي للدائن البلاستيكية المحدودة "بروج"، كما التحق بشركة بورلز في السويد لمدة 6 أشهر.
وكانت هذه الرحلة كفيلة بصقل خبرات إبراهيم، إذ عاد للعمل على مشاريع عدة في شركة "بروج"، ولكن بداية رحلته للقمة كانت بعد أن رأى نقصًا في الكوادر الوطنية في تخصصات البوليمر، فلم يتوانَ عن الالتحاق ببعثة من "أدنوك" للدراسة في جامعة "مانشستر" لدراسة الماجستير في هندسة المواد وبالتحديد البوليمر.
وقد تتلمذ إبراهيم هناك على يد أفضل الأساتذة في هذا القسم من الجامعة الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 2010، وتخرج في هذا التخصص بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، مما مكنه من الالتحاق بجامعة "كامبريدج" لدراسة الدكتوراة لندرة هذا التخصص.
وعمل إبراهيم في "كامبريدج" على مشاريع كثيرة مع شركات كبيرة منها مع شركة "إيرباص" للطائرات في مجال بطاريات الليثيوم، كما التحق أخيرًا بـ"ناسا" بصفته أول إماراتي يتدرب في هذه المؤسسة العالمية.
ويصف الدكتور إبراهيم ما وصل إليه من نجاح أنها تجربة كفاح بدأت بالاجتهاد وبدعم القيادة الرشيدة التي وفرت كل ما يتطلبه التفوق والامتياز في المجالات كافة، مؤكدًا أن غاية ما يتمناه أن تكون دولة الإمارات دولة رائدة في تكنولوجيا النانو للمركبات الكربونية.
وقال إبراهيم عن تجربته في التدريب بـ "ناسا": "كنت سعيدًا جدًا لكوني أول إماراتي يُقبل لفرصة تدريبية في ناسا من بين مئات المتقدمين من ألمع العقول حول العالم، كانت مهمتي هناك هي تطوير مواد بالمركبات الكربونية لاستخدامها في أجهزة الاستشعار".
وأضاف: "أجمل ما يميز رحلتي في ناسا هو الجو العلمي المناسب للإبداع والدعم اللامحدود للشباب الذي رأيته هناك ومدى احترامهم وتقديرهم للعلم، وأكثر ما تعلمته هو الإيمان بالنفس، وأننا بإمكاننا أن نضيف في الجانب العلمي حتى إذا كنت في أحد أكبر المؤسسات العلمية في العالم مثل ناسا، ونصيحتي لكل شاب إماراتي يؤمن بنفسه ويسعى وراء أحلامه ويستفيد من أخطائه، عندما يقفل باب أمامك، سيفتح باب آخر لك، فالنجاح هو تخطي الفشل بدون فقدان الرغبة في الوصول".
أما هدف إبراهيم الأسمى خلال السنوات المقبلة فقد أعرب عنه بقوله: "هدفي هو العمل امتثالاً لأجندة الإمارات 2031 للعلوم المتقدمة، لجعل الإمارات الوجهة الأولى في مجال تقنية النانو، وتفوقي ومهمتي لم تتم لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ودعم القيادة الرشيدة وشركة «أدنوك» الذين ذللوا كل الصعاب لي للوصول إلى ما هو أنا عليه اليوم".