تسجل

خمسة دروس جوهرية تعلَّمها تيم كوك هذا العام

لقد مضى أكثر من عام على تسلُّم تيم كوك إدارة أبل التنفيذية، ليقود الشركة نحو مستويات جديدة. مع كل قرار يتخذه وكل ظهور له، تتوضح هيئته وأفكاره أكثر فأكثر، مانحاً إيانا إشارات تنبئ بطريقة إدارته لأبل مستقبلاً. يبدو أن تيم كوك قد تغيّر مع الوقت، إذ أصبح أكثر ثقة وإدراكاً وبراعة. برغم درايته بمتطلبات العمل كمدير تنفيذي، لم يتوانَ كوك عن تعلّم المزيد بعد تسلِّمه منصبه في آب 2011. منذ ذلك الحين، مهّد المدير التنفيذي طرقه الخاص في الشركة، بعد أن تعلَّم بلا شك دروساً قيِّمة ستعينه كثيراً في العام الجديد والسنوات القادمة.
عليك تحمّل المسؤولية: عندما أطلقت أبل خدمة الخرائط، ظن البعض أنها لن ترتقي إلى مستوى خرائط غوغل. خلال الصيف بدأ قرع أجراس الإنذار يعلو أكثر فأكثر، إذ لم تكن الخدمة جيدة. لم تكن آبل تملك خطة دعم، فاعتذر كوك من الزبائن على الملأ وقدّم لهم خدمات بديلة من مخزن أبل. نتيجة هذه المسؤوليات والقرارات التي اتخذها، ازدادت ثقة كوك بمهارته في معالجة العقبات، ونال احترام الزبائن والصحافة.
التعاون يغلب الموهبة: بعد وفاة جوبز، تحمَّل كوك مسؤولية مواصلة العناية بفريق العمل للحفاظ على الصورة التي رسمها جوبز لأبل. بعد مشكلة الخرائط اتضح أن فورستول كان يعمل بمفرده ما ادى إلى فشل الخدمة، وفي النهاية رفض الاعتذار عن خطئه فطرده كوك. ومنذ ذلك الحين أضحى التعاون أهم أولويات الشركة. تمتّع فورستفول بالمهارة والخبرة والنجاح، لكنه لم يكن متعاوناً ما أثر على مسار العمل كثراً.
الاعتراف بالخطأ فضيلة: عام 2010، أطلقت أبل موقع التواصل الاجتماعي بينغ الذي ثبت أنه منتج فاشل، وقد اعترف كوك بذلك في بداية العام الجاري. لقد كان قتل بينغ الرحيم جزءاً من استراتيجية كبيرة لربط برمجيات أبل بمواقع مثل فايسبوك وتويتر. يقال إن جوبز كان مستاءاً من تأخر فايسبوك عن دعمها لجهاز آيباد اللوحي، ولكن بعد وفاته، قوّى كوك أواصر العلاقة مع فايسبوك، ليكون تغييراً حكيماً بلا شك.
الصورة مهمة: في البداية لم يكن كوك مهتماً بالظهور أمام الكاميرات، لكن ذلك تغيّر العام الماضي. فبدأ يظهر في فعاليات إطلاق المنتجات الجديدة والمقابلات الصحافية وقد بدا مرتاحاً من موقعه، وخاصة أنه تلقَّى تدريباً خاصاً بالظهور الإعلامي، وأدرك أن سلوكه الشخصي يعرِّف أبل أكثر من أيّ شخص آخر.
تحتاج أبل إلى إصدار تلفاز في أقرب وقت: تقول الشائعات إن أبل تعمل على إنتاج تلفاز، ويبدو أن الشركة تطوّر منتجها من ناحية التقنية والمحتوى وواجهة المستخدم البينية قبل أن تكشف النقاب عنه بحلول 2015. لكن في هذا الوقت تتنافس بقية الشركات لإطلاق جيل كامل جديد من الاجهزة لعرضها في معرض الإلكترونيات الذي سينعقد في شهر كانون الثاني المقبل. هذا التلفاز المستقبلي سيعبّر عن هوية الشركة أكثر من أي جهاز آخر، إذا نجح طبعاً.

كوك في المستقبل: لن يغادر تيم كوك الشركة فأوراقه المالية البالغة 500 مليون دولار لن تنفد قبل عام 2021، ويعتزم أن يبقى في منصبه خلال السنوات التسع المقبلة. فإذا نجح في قيادة أبل على مدار هذا العقد، فيسعود الفضل إلى النقلات التي قام بها خلال العام. حيث بدأ 2012 بحل نزاع علاقات عامة كبير في الصين صعَّد من تشوّش السياسات الداخلية للشركة. صحَّح كوك مسار هذه المشكلات واعترف بالأخطاء التي حصلت والأهم، وضع آبل في المسار الصحيح لتحافظ على إبداعها.