ولدت عرفة كريم وعاشت في مدينة فيصل أباد ،باكستان، ومنذ صغرها كانت تشعر بالشغف لتلك الصناديق البيضاء التي عندما تضغط على الزر، يحصل شيء سحري حسب قولها (هكذا كانت تصف الكومبيوتر عندما كانت في الخامسة من عمرها).
أقنعت والدها "أمجد كريم" الذي كان يعمل مع الأمم المتحدة في أفريقيا، لشراء كومبيوتر لها، وعندها لاحظ موهبة إبنته التقنية الغير عادية، مما شجعه للتوسط ل " عرفة" مع معهد APTECH للكومبيوتر لإلحاق إبنته كطالبة في المعهد وخاصة انها كانت لا تزال صغيرة جداً .
عام 2005، و بعد مرور أربعة أشهر لإلتحاقها بالمعهد، إندهش الفريق لعملها، وأعلموا والدها أن باستطاعتها وبسهولة أن تكون فردا من عائلة " مايركوسوفت". وخضعت لفحص التطبيقات المطور من مايكروسوفت وأصبحت حديث العالم عندما كان عمرها 9 أعوام حين حصلت على شهادة " Microsoft Certified Professional " وهي شهادة تعطيها مايكروسوفت للخبراء في برامجها لتمييزهم في عالم التقنية، لتصبح عرفة بذلك أصغر خبيرة كومبيوتر في العالم.
حققت عرفة بهذا الإنجاز ضجة كبيرة في عالم التقنية فدعاها بيل غيتس لزيارة مقر الشركة في أمريكا وهي في العاشرة من عمرها وقال إن عرفة أبهرته بمعلوماتها وخبرتها البرمجية في عمرها الصغير.
عقب هذا اللقاء، أضحت عرفة واحدة من مشاهير باكستان. وفي أغسطس 2005 حصلت على تكريم خاص من الحكومة الباكستانية تسلمت فيه ميدالية ذهبية سلمها لها رئيس الوزراء ( شوكت عزيز في ذلك الوقت)، فضلاً عن عدة جوائز أخرى حصلت عليها من البرلمان الباكستاني وجهات أخرى.
وأعربت عرفة عن حلمها بالذهاب إلى جامعة هارفارد أو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لاستكمال دراستها في هندسة الأقمار الصناعية.
لسوء الحظ أصيبت عرفة بنوبة صرع يوم 22 ديسمبر الماضي لتتسبب في هبوط حاد في الدورة الدموية وتلف فى المخ.
وعند معرفة بيل غيتس عرض نقلها لأمريكا للعلاج والتكفل بكل النفقات لكن لم يكن ذلك ممكناً لاتصالها بأجهزة الإنعاش، ليؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى أزمة قلبية فارقت على إثرها الحياة في أوائل يناير/كانون الثاني 2012.
أصاب هذا الخبر المجتمع الباكستاني بالصدمة وشارك في جنازتها رئيس وزراء إقليم البنجاب شهباز شريف، ومجموعة من القادة العسكريين والسياسيين وعدد كبير من الباكستيين.
قد تكون عرفة كريم رحلت، ولكنها لن تنتسى أبداً . رحمها الله.