تسجل

ما هي الخبرة


يمر الإنسان بالكثير من التجارب خلال حياته، فهو يمر برحلة طويلة بها العديد من المحطات، والكبد الذي ذكره الله تعالى في آيته الكريمة يقصد بها العناء والمشقة.


ولو تأملنا حياة الإنسان منذ ولادته في أيامه الأولى ثم المراحل المختلفة من تسنين ومشي ودراسة جامعية وعمل وزواج وإنجاب نجده مر بالكثير.


فكل يوم يمر على الإنسان يكتسب منه ويتعلم العديد من الخبرات ويمر أو يجرب العديد من الأمور منها ما يأتي من خلال القراءة أو المشاهدة أو السماع أو العمل، ومجموع التجارب الذي يمر بها الإنسان هي ما يسمى الخبرة.


وتنقسم الخبرة إلى نوعين، خبرة في أمور العمل، وخبرة بأمور الحياة بشكل عام، وكلاهما ذو أهمية كبيرة، وعلى كل شخص الموازنة بين الأمرين، وكلما كانت تجارب الشخص أكثر كانت خبراته أكثر. 


وخوض التجربة ذاتها يكفي للخروج منها بفائدة، ويجب ألا يركز الشخص على أمور العمل ويبتعد عن الحياة العامة، فخبرة العمل مطلوبة دائمًا والشخص الذي مر بتجارب العمل السابق ويعرف كيف تسير الأمور وكيفية القيام بالأعمال المطلوبة منه هو شخص ذو تجارب قوية.


ودائمًا ما يطلب أصحاب العمل أشخاص أصحاب خبرة كبيرة في تسيير الأمور والقيام بالأعمال، خاصة الأعمال الإدارية الكبيرة حرصًا منهم على استمرارية أعمالهم، والشخص قليل الخبرة والتجربة والمعرفة لا يؤدي عمله كما يؤديه الشخص المتمرس والذي مر بتجارب سابقة كثيرة.


وهناك مقولة تقول أعمل كثيرًا تخطأ كثيرًا تحاسب كثيرًا، لا تعمل لا تخطأ لا تحاسب.


هذه مقولة يعتنقها الكسولين والفشلة، الذين لا يكون لديهم أي طموح للتطور يدفعهم للعمل.


فالحياة هي مجموعة من الأيام المتعاقبة التي تمضي سريعًا على كل البشر، ومعنى الأيام وطعمها لا يعرفه سوى الذين يستغلون هذه الأيام في العمل والعبادة والسفر وإقامة العلاقات الاجتماعية.


ومن يمضي يومه ما بين العمل والنوم والتلفاز لا يكتسب الخبرات الكافية بالحياة، ويقول الشيخ العلامة ابن باز بينك وبين أن تصبح عالمًا أن تقرأ.


فالقراءة والعلم هي أول كلمات نزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهي تعني العلم والثقافة، والتعرف على تجارب الآخرين، وثقافاتهم وعلومهم وطريقة حياتهم، وتفتح أمك آفاق مختلفة للحياة.


وتشجع على القيام بالتجارب وخوض الأمور، ومن هنا تكتسب الخبرات، ويصبح الشخص خبيرًا بمعنى الكلمة.