تسجل

رحلة ثاني أغنى رجل في العالم "بيل غيتس"

رحلة ثاني أغنى رجل في العالم "بيل غيتس"
رحلة ثاني أغنى رجل في العالم "بيل غيتس"

ولد وليام هنري جيتس الثالث (وهو الاسم الحقيقي لبيل جيتس) عام 1955 لعائلة أرستقراطية تقطن مدينة سياتل الواقعة في أقصى غربي الولايات المتحدة. ولقد كان بيل غيتس الاسم الرابع من عائلته ولكن عرف بوليام غيتس الثالث ،لأن والده ترك لقبه بصفته الثالث، وهو من أصل إيرلندي-أسكتلندي .
ترعرع بيل في عائلة ذات تاريخ عريق بالعمل السياسي وعالم الأعمال والخدمة الاجتماعية. تفوق على زملائه في المدرسة الابتدائية وخاصّة في الرياضيات والعلوم، وقد أدرك والداه ذكاءه المبكر فقاما بإلحاقه بمدرسة لايك سايد (Lakeside) الخاصّة والمعروفة ببيئتها الأكاديمية المتميزة، وكان لهذا القرار الأثر البالغ على حياة بيل ومستقبله، ففي هذه المدرسة تعرّف بيل على الحاسوب لأول مرّة.

خبرته الأولى بالحاسوب
في ربيع العام 1968، قررت مدرسة لايك سايد شراء جهاز حاسوب لتعريف طلابها بعالم الحاسبات، وكانت أجهزة الحاسوب في ذلك الوقت ما تزال كبيرة الحجم ومكلفة، ولم تتمكن المدرسة من تحمل نفقات شراء جهاز حاسوب، من أجل ذلك قررت المدرسة شراء حسابات مستخدمين بمدة زمنية محددة لطلبتها، مقدمة من شركة جينيرال إلكتريك .
 ارتبط الطلبة مع حواسيب الشركة من خلال نظام- متعدد المستخدمين (Time-Sharing System) عبر خط الهاتف في المدرسة؛ وكان لابدّ من أن توفر المدرسة لطلبتها جهازاً طرفياً (Terminal) يقوم الطلبة من خلاله بتحميل البرامج حتى يتم أرسالها عبر خط الهاتف إلى حواسيب الشركة، حيث تتم هناك عملية معالجتها ومن ثمّ إرسال النتائج للطلبة عبر خط الهاتف من جديد.

ومنذ تلك اللحظة أصبح بيل شغوفاً بالحاسوب، وكان وقتها طالباً في الصف الثامن. فقد أمضى غالبية وقته في غرفة الحاسوب في المدرسة منشغلاً بكتابة البرامج وتطبيقها لدرجة أنّه أهمل واجباته وتغيّب عن صفوفه الدراسية في بعض الأحيان. وفي هذه الغرفة تعرّف بيل على بول آلن، طالب آخر يشاطره شغفه وانشغاله في الحواسيب، وخلال وقت قصير نمت بينهما صداقة وثيقة استمرت لسنوات عديدة.
توجّه أربعة من طلاب المدرسة: بيل غايتس، بول آلن، ريك ويلاند، وكنت إيفانس إلى شركة  CCC، وقدموا عرضاً يقتضي بأن يساعدوا الشركة لإيجاد أخطاء النظام والتي سببت الخروقات التي قام بها الطلاب مقابل أن تمنحهم الشركة زمناً مجانياً وغير محدود لاستخدام النظام. وبما أنّ الشركة قد سئمت من تعطل النظام واختراقه المتكرر، وافقت على طلبهم وقررت أن تمنحهم هذه الفرصة.
وشكّل الطلاب الأربعة مجموعة أسموها: مبرمجوا لايك واكتسبوا خبرة برمجية واسعة في لغات برمجة كانت شائعة في ذلك الوقت  كما قاموا بإنتاج بعض برامج ألعاب.

الانطلاق تجاه مهنة العمر
في عام 1970 واجهت شركة CCC مشاكل مالية مما دفعها لإغلاق أبوابها في شهر مارس من ذلك العام. وبدأت المجموعة من جديد بالبحث عن من يمنحها فرصة لاستخدام الحاسوب، فوفر لهم والد بول آلن فرصة لاستخدام بعض حواسيب جامعة واشنطن حيث كان يعمل. لكنّ المجموعة لم تتوقّف عند هذا الحد، فقد كانت بحاجة ماسّة لمن يمنحها الفرصة لإظهار مهاراتها الحاسوبيّة، وبعد عام واحد وُظّفت المجموعة من قبل شركة (Information Sciences Inc)، لكتابة برنامج لاحتساب رواتب موظفي الشركة باستخدام لغة البرمجة كوبول (COBOL). ولأوّل مرّة حصل الطلاب على ربح مادّي مقابل موهبتهم الفذّة. وبالإضافة لذلك منحت المجموعة حقوقاً للملكية على برامجها، وتمّ الاعتراف بها قانونيًّا.
كان مشروع بيل وبول آلن التالي إنشاء شركة صغيرة خاصة بهما فقط أسمياها (Traf-O-Data)، وقاما بتصميم جهاز حاسوب صغير يهدف لقياس حركة المرور في الشوارع، وأستخدما في تصميمه معالج إنتل 8008. حققت هذه الشركة الصغيرة ربحاً مقداره 20000 دولار أمريكي في عامها الأوّل، وكان بيل وقتها في المرحلة الثانوية، وأستمرت الشركة في العمل حتى دخول بيل الجامعة.
في خريف عام 1973 ألتحق بيل بجامعة هارفارد، ولم يكن وقتها قد قررّ بعد نوع الدراسة التي يرغب بها، فالتحق بمدرسة الحقوق التمهيدية كتجربة، لكنّ قلبه كان ما زال معلقاً بالحاسوب؛ فقد كان يقضي الليل ساهراً أمام الحاسوب في مختبرات الجامعة ومن ثمّ يقضي النهار نائماً في الصفوف الدراسية. كان صديقه بول آلن قد التحق بجامعة هارفارد أيضاً، وكانا يتقابلان بشكل مستمر ويتابعان التفكير والحلم بمشاريع مستقبلية لتطوير البرمجيات ونظم التشغيل.
عام 1974 إستطاع بيل كتابة برنامج"Altair 8800"  وتوجها الى شركة ميتس لعرض البرنامج بحضور رئيس الشركة إد روبرت . وبدأت عملية تشغيل البرنامج الحقيقية لأوّل مرّة و عمل البرنامج بكل سلاسة ودون أيّة أخطاء.
فتعاقدت شركة ميتس مباشرة مع كلّ من بيل وبول لشراء حقوق الملكيّة للبرنامج، وعيّن بول آلن نائباً لرئيس قسم البرمجيات في الشركة. وبالمقابل ترك بيل جامعة هارفارد وأنتقل للعمل مع بول في تطوير البرمجيّات.

ولادة شركة مايكروسوفت
في منتصف عام 1975، وبعد النجاح الباهر الذي حققه كل من بيل غايتس وبول آلان مع شركة ميتس، قرر الاثنان إنشاء شراكة خاصة بينهما لتطوير البرامج، أسمياها " Micro-Soft" وتشكل هذا الاسم من الكلمتين " Microcomputer" و"Software ". امتلك بيل غايتس نسبة 60% من حجم الشركة بينما حصل بول آلان على ال40% الباقية.
خلال هذه الفترة تعرضت الشركة للسرقة والنسخ غير المشروع من قبل قراصنة الحاسوب، مما أثار غضب بيل غايتس ودفعه لكتابة رسالة للقراصنة في جريدة شركة ميتس الدورية"An Open Letter to Hobbyists"، تدين عمليات السرقة والقرصنة وتؤكّد على حقّ المبرمج في الحصول على ثمن نتاجه من خلال بيع البرامج.
وفي المقابل حصل بيل على العديد من الرسائل التي تحمل اقتراحات لحلّ مشكلة القرصنة، تضمن أحدها وضع البرنامج داخل رقاقة " ذاكرة القراءة فقط (ROM) "، وبالتالي تصبح سطور البرنامج محفورة داخل رقاقة من السيليكون بدلاً من أن تدخل إلى الحاسوب من خلال شريط ورقي، ممّا يجعل عملية السرقة شبه مستحيلة، وكان هذا الحل الأمثل في نظر بيل وآلن، وقرّرا تطبيقه في المراّت القادمة. وبالفعل فقد طوّرت مايكروسوفت برنامج مترجم لشركة كومودور العالمية، وتمّ تضمين البرنامج لأول مرة داخل رقاقة ROM لحاسوب كومودور بت.
تمّ تسجيل مايكروسوفت رسمياً كشركة مستقلة مع نهاية عام 1976، وبلغت أرباحها ما يقارب 104 ألفاً و216 دولاراً أمريكياً. واستقال بول آلن من شركة ميتس للعمل بدوام كامل لدى مايكروسوفت، واستمرت مايكروسوفت في تطوير البرامج للأنظمة المختلفة.

الشراكة مع شركة  IBM
في عام 1980م بدأت شركة IBM العالمية  مشروع مانهاتن لتصنيع حاسوب شخصي جديد ليستخدم في المكاتب والمنازل، وكانت الشركة بحاجة لنظام تشغيل للكمبيوتر الجديد؛ لذلك قامت بالاتصال بشركة مايكروسوفت في محاولة للحصول على النظام. لكنّ شركة مايكروسوفت لم تكن تمتلك نظام تشغيلٍ جاهزاً في ذلك الوقت، فقامت باقتراح نظام تشغيل CP/M والذي طوّرته شركة "Digital Research"، ولكن فشل اللقاء.
وعادت شركة IBM تطلب مساعدة بيل غايتس، وهذه المرّة قرّر هو أن يلبي حاجتهم ويزوّدهم شخصيّاً بنظام التشغيل المطلوب. فقام بيل غايتس وبول آلان بشراء الحقوق الكاملة لنظام التشغيل الجاهز QDOS من مطوّر النظام المبرمج تيم باترسن والذي كان يعمل حينها في شركة سياتل لمنتجات الكمبيوترمقابل 50000 دولار أمريكي- ولم تعلن مايكروسوفت آنذاك لشركة سياتل عن السبب الحقيقي لشراء هذا النظام- وكان هذا النظام ملائماً للعمل مع معالج إنتل المستخدم في تصنيع جهاز حاسوب " PC IBM". وقامت مايكروسوفت باعادة تسمية النظام مبدئياً ليصبح "PC-DOS".
في اتفاق الشّراكة الذي عقد بين مايكروسوفت و IBM، أصرّ بيل غايتس أن تكون مايكروسوفت المزوّد الحصري لأنظمة التشغيل لكل الكمبيوترات الشخصية التابعة. وفي المقابل، يحق لشركة مايكروسوفت الاحتفاظ بالحقوق الكاملة لتطوير وبيع نظام التشغيل الخاص بها لمن تريد من الأفراد أو الشركات في محاولة منها للهيمنة على سوق البرمجيات.
في 12 أغسطس 1981 أعلنت شركة IBM عن الصدور الرسمي للحاسوب الشخصي  IBM PC .
في أعقاب هذه الأحداث نشب خلاف بين شركتي مايكروسوفت وسياتل لمنتجات الحاسوب أتُّهم فيه كل من بيل غايتس وبول آلن بالتصرف بطريقة تنافي أخلاقيات المهنة. فعندما قاما بشراء نظام التشغيل "QDOS" من شركة سياتل لم يذكرا أبداً أنهما في مفاوضات مع شركة IBM لتطوير نظام تشغيل لها. وقامت شركة سياتل برفع دعوى قضائية على شركة مايكروسوفت على أساس الاحتيال والاستغلال لاتمام صفقة رابحة من خلال إخفاء معلومات مهمة عن طبيعة العلاقة التي تربطها بشركة IBM .وانتهت هذه القضية لاحقاً من خلال إجراء تسوية مالية خارج المحكمة بين الشركتين.

استقالة بول آلن
في نهاية عام 1982، أصيب بول آلن بمرض هودجكين، وهو نوع من أنواع السرطان النادرة التي تصيب النظام اللمفاوي في الجسم. وعلى أثره استقال بول آلن من شركة مايكروسوفت ليتفرّغ للعلاج، وبذلك ترك بول آلن مايكروسوفت للأبد، لكن ذلك لم يمنع من استمرار الصداقة التي نشأت باكراً بين رفيقي لايك سايد حتى يومنا هذا.

ولادة مايكروسوفت ويندوز والمواجهة مع شركة أبل
في العام 1985 انتجت مايكروسوفت النسخة الأولى من نظام تشغيل ويندوز1.0 والذي استخدم واجهة التطبيق الرسومية المستوحاة من نظام (Xerox PARC) بالإضافة لبعض أجزاء الواجهة المتوفرة في نظامي أبل ليزا وماك. وكان هذا النظام بديلاً لنظام التشغيل MS-DOS  ومنافساً لأنظمة التشغيل الأخرى المتوفرة في السوق.
 مكّن هذا النظام الجديد المستخدمين من استخدام مؤشر الفأرة، والتنقّل بين عدّة نوافذ في نفس الوقت، مع احتوائه على عدّة تطبيقات مثل: برنامج المفكرة، وتقويم سنوي، وساعة، وبرنامج الآلة الحاسبة، بالإضافة لإمكانية تفعيل نظام التشغيل MS-DOS.
في عام 1987 انتجت شركة مايكروسوفت النسخة الثانية من نظام التشغيل ويندوز2.0 وأضافت عليه بعض التحسينات مثل زيادة سرعة المعالجة وزيادة حجم RAM المستخدمة. بالإضافة لدعم النوافذ بخاصية التراكب(overlapping)، والتي تعني إمكانية فتح عدّة نوافذ فوق بعضها البعض.
في أعقاب صدور النسخة الثانية من ويندوز، رفعت شركة أبل للحاسوب في عام1988 دعوى قضائية ضدّ شركة مايكروسوفت تتهمها فيها بسرقة بعض العناصر الخاصّة بواجهة التطبيق الرسومية لحاسوب أبل ماكنتوش واستخدامها في نظام التشغيل ويندوز.
وفي عام 1990 وبعدما أنتجت شركة مايكروسوفت النسخة الثالثة من نظام التشغيل ويندوز3.0، أضافت شركة أبل إدّعاءات إضافية بالسرقة لدعواها القضائية.
ادّعت شركة أبل في دعواها القضائية أنّ شركة مايكروسوفت سرقت الشكل والمضمون "look and feel" لنظام تشغيل ماكينتوش، كاستخدامها بعض خواص النوافذ؛ من إمكانية فتحها على سطح المكتب وتغيير حجمها وتراكبها، وكونها مستطيلة الشكل، وتحتوي على شريط العنوان.
وبعد جدل طويل في القضية، أصرّ القاضي أن تقدّم شركة أبل قائمة محدّدة بالعناصر المسروقة، فقدّمت الشركة قائمة مكونة من 189 عنصراً. وبعد دراسة لهذه القائمة قرّر القاضي أنّ 179 من هذه العناصر كان من حقّ شركة مايكروسوفت استخدامها بناءً على الاتفاق الذي أبرم بين الشركتين عام 1985 .
باعت مايكروسوفت ما يقارب 10 ملايين نسخة من هذا النظام في أول عامين، ممّا شرّع لها أبواب السيطرة على سوق أنظمة التشغيل ليس في الولايات المتحدة فحسب بل في العالم أجمع. وأصبحت أكبر شركة برمجيّات في العالم، وجعلت أرباحها من بيل غايتس أغنى رجلٍ في العالم.
استمرّت شركة مايكروسوفت عاماً بعد عام باصدار نسخ ناجحة من نظام التشغيل ويندوز مثل ويندوز95، ويندوز98، ويندوز2000، ويندوز إكس بي، أما بالنسبة لويندوز فيستا فلم يحظ بمثل نجاحات أشقائه. وقامت الشركة بإصدار نظام ويندوز 7 في الثاني والعشرين من أكتوبر 2009،والانطباعات حتى الآن تشير إلى تقبل الأغلبية بشكل ممتاز للنظام.

الولايات المتحدة الأمريكية ترفع دعوى ضد الشركة
في 18 مايو 1998، رفعت وزارة العدل الأمريكية و20 ولاية أمريكية قضية مدنية ضدّ شركة مايكروسوفت، تتهمها فيه بالاحتكار لسوق البرمجيات في تعاطيها مع مبيعات نظام التشغيل ويندوز ومتصفح الإنترنت Internet Explorer .
بعد إصدار شركة مايكروسوفت لمتصفح الإنترنت Internet Explorer قامت بضمّه لنظام ويندوز ليباع البرنامجان معاً في قرص مدمج واحد، فوصفت المحكمة هذا الفعل بأنه تقييد للتنافس بين متصفحات الإنترنت المختلفة .
ردّت مايكروسوفت بأن هذه العملية هي نتاج الابتكار والمنافسة الحرّة، وأنّ نظام التشغيل والمتصفّح يمثّلان الآن وحدة واحدة وارتباطاً لا مفرّ منه، فالمتصفح عبارة عن ميزة إضافية لنظام التشغيل وليس منتجاً منفصلاً ، وبإمكان المستخدم الآن الحصول على منافع المتصفح مجاناً فهي بذلك تقدّم خدمة للمشتري.
فردّ الادعاء بأن المتصفّح Explorer منتج منفصل عن نظام التشغيل ولا حاجة لربطهما معاً والدليل على ذلك وجود إصدار منفصل منه يباع على حدة لمستخدمي نظام تشغيل ماكنتوش  كما أنّ المتصفح ليس مجانياً لأنّ تكلفة إنتاجه وتسويقه أضيفت لتكلفة نظام التشغيل ويندوز مما جعل سعره مرتفعاً.
وبعد مجموعة من التحقيقات والمداولات والجلسات أصدرت المحكمة حكماً في 3 أبريل 2000 يقضي بأن شركة مايكروسوفت شركة محتكرة ومنتهكة بفعلتها لقوانين حماية المستهلك ضد التلاعب والاحتيال، وعليه فإنّ مايكروسوفت يجب أن تنقسم لجزئين منفصلين، أحدها لإنتاج نظام التشغيل ويندوز والآخر لإنتاج الإصدارات البرمجية الأخرى لمايكروسوفت.
صعقت شركة مايكروسوفت بالحكم، واتهمت القاضي بالانحياز وعدم الموضوعية، وأنّ حكمه يقيّد حرية المنافسة والابتكار، واستأنفت مايكروسوفت القضية.
 في 2 نوفمبر 2001 توصّلت مايكروسوفت لتسوية مع وزارة العدل الأمريكية اقتضت تراجع المحكمة عن قرار التقسيم مقابل قيام مايكروسوفت بالكشف عن عناصر بعض برامجها (source code) للشركات الأخرى لاتاحة الفرصة لها بإنتاج برامج منافسة، ممّا يمنح أسواق الحواسيب مرونة أكثر ويمنع الاحتكار.
نجت مايكروسوفت من هذه المحنة، لكنّها كانت أول الغيث، فقد أمطرت مايكروسوفت لاحقاً بوابل من قضايا اتهام بالاحتكار رفعت عليها من شركات وهيئات مختلفة، كان آخرها قضية مرفوعة من قبل الاتحاد الأوروبي والتي كان من أحد نتائجها إصدار نسخ ويندوز موجهه لدول الإتحاد بدون مشغل الميديا ويندوز ميديا بلاير وذلك أيضاً لاعتبار ضم برنامج الميديا بلاير لنظام التشغيل نوع من الاحتكار.

على الصعيد الشخصي
تزوّج بيل غايتس من ميليندا فرينش عام 1994 وأنجبا ثلاثة أطفال هم: جينفر كاثرين (1996)، روري جون (1999)، فيبي أديل (2002). وتعيش العائلة في منزل عصري ضخم ومكلف يطلّ على بحيرة في العاصمة واشنطن.
منذ عام 1996 وحتّى 2006 حمل بيل غايتس لقب "أغنى رجل في العالم"، و قدّرت ثروته في عام 1999 بـ 100 مليار دولار أمريكي وقد تربع على العرش مرة أخرى عام 2007 .

في عام 2000  أنشأ بيل وزوجته مليندا مؤسسة بيل وميلندا جيتس وهي تعنى بالأعمال الخيرية  وقدّمت هذه المؤسسة الكثير من الدعم المادي على لمحاربة مرض الإيدز والأوبئة المتفشية في دول العالم الثالث. كما قدمت المؤسسة منح دراسية.

حمل بيل غايتس مؤخّراً اهتماماً جديداً تمثل في تحسين التعليم في المدارس الحكومية الأمريكية. وظهر في عدّة مناسبات وبرامج شهيرة في محاولة منه لتسليط الضوء على مشكلة ضعف التحصيل الأكاديمي لطلاب المدارس الحكومية وبذل الجهود لحلّها.
حصل بيل غايتس على 4 شهادات دكتوراه فخرية، كان أوّلها من جامعة الأعمال " Nyenrode Business University" في هولندا عام2000، والثانية من المعهد الملكي للتكنولوجيا في السويد عام 2002، والثالثة من جامعة واسيدا في اليابان عام 2005م، والأخيرة من جامعة هارفارد  في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2007.
كما حصل بيل غايتس في عام 2005 على لقب فارس من ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية.
وفقا لقائمة مجلة فوربس لأثرى أثرياء العالم، حصل بيل غيتس على الترتيب الأول بين عامي 1995 و2007 ولكنه في عام 2008 تراجع ترتيبه إلى المركز الثالث .
قدرّت ثروته عام 2012 ب 61 مليار دولار وحلّ في المرتبة الثانية بعد كارلوس سليم الحلو.