بفضل الشهادة التي حصل عليها من مدرسة أعمال فرنسية مهمة ووظيفة في وكالة استشارات دولية كبرى، بدا من الواضح أن سيدريك معلوف يخطو خطى أي لبناني طموح وناجح، لكن حياته انقلبت رأساً على عقب منذ ثلاث سنوات، حين بدأ يبحث عن الحب.
حينها قرر البحث عن الشريك المناسب، وبدأ يستخدم مواقع تعارف إلا أنه أدرك أن تلك المتوافرة في العالم العربي لا يمكن الوثوق بها، ويستخدمها الناس للمحادثة فقط من دون ذكر أسمائهم، وثمة أيضاً شبكات اجتماعية مثل "العالم الجديد" في المغرب مخصصة لجمع أولئك الذين يتشاركون الاهتمامات نفسها مع بعضهم البعض.
أدرك رائد الأعمال اللبناني كيف أن المجتمع يضغط على الأشخاص للعثور على الشريك المناسب بعد عمر معين، وكيف أنه يصعب أحيانًا العثور على هذا الشريك في بعض المناطق. وأشار الى وكالات الزواج الموجودة في السعودية والتي يتزايد عددها باستمرار، وقال إن هناك طلبا إقليميا عليها.
وقرر عندها اغتنام الفرصة، فعاد إلى لبنان ليؤسس بالشراكة مع ركان نمر، موقعاً مشابهاً لمواقع المواعدة الموجودة في الغرب، مثل "إي هارموني" eHarmony، مع تعديله ليناسب الثقافة العربية، وأطلق عليه اسم "إتعرّف" Et3arraf خلال عيد الحب الماضي.
ويهدف الموقع الى السماح للعرب في العقد الثالث من العمر، الجديين في رغبتهم بالزواج، والذين يسكنون في العالم العربي أو خارجه، بأن يلتقوا ويتعرفوا، ومن هنا جاء اسم "اتعرّف".
ما يستطيعون فعله أولاً هو الدخول إلى ملفات مجهولة من دون أسماء حقيقة أو صور وبعث الرسائل. وفي الوقت المناسب، يمكن للمستخدم إرسال طلب لرؤية صور الشخص الآخر. وحين يصبح الطرفان مرتاحين أكثر بإمكانهما أن يتبادلا أرقام الهواتف ويلتقيا شخصياً.
ويقوم موقع "إتعرّف" بعكس ما تقوم به خدمات مثل "تيندر" Tinder الأميركية التي لا تظهر إلا صور المستخدمين على فايسبوك والأصدقاء المشتركين والاهتمامات likes. وإذ يهتم فريق عمل "إتعرّف" بتقديم نصائح حول كيفية تنظيم عملية التعارف في بيئة تقليدية، وإطلاع العائلة على ما يجري وتنظيم أول لقاء شخصي.
والموقع الذي لا يعتمد سوى على تسويق الناس له، يولي أهمية كبرى لطريقة تفاعله مع متابعيه على الإنترنت. حتى أنه أرسل هدية زفاف لأول ثنائي تزوج بعد أن تعارف على الموقع.
وقد وضع الفريق هذا العام خطة تسويق بعد تلقيه استثماراً بقيمة 150 ألف دولار. وكان معلوف بدأ في عام 2012 بالبحث عن استثمار لتحويل فكرته إلى واقع. وبعد أن رفضت المنظمات دعمه لأنها اعتبرت أن موقعه لا يقدم منتجاَ قابلاً للاستمرار، توجه إلى مسرعة النمو "سيكوينس" Seeqnce. وهو لم يستفد كثيرًا إلا أنه جمع أول 76 ألف دولار له (50% كانت خدمات) وتعرّف إلى بعض المرشدين الماهرين.
أعلن الموقع هذا العام عن تلقيه مبالغ كبيرة بعد أن حصل على 150 ألف دولار من مستثمرين تأسيسيين لبنانيين وأردنيين، بينهم أسماء معروفة مثل هلا فاضل مؤسسة مسابقة أفضل خطة عمل عربية من معهد ماساشوستس للتقنية، و"أويسس500"، وأيضاً من وزير الاتصالات اللبناني نقولا صحناوي. ويقوم حالياً الفريق الذي يضم أربعة موظفين، ويجني المال من الاشتراكات ومن المنتجات الافتراضية، بتوسيع قاعدته لتبلغ نصف مليون مع حلول نهاية العام الجاري.
يمكنك قراءة المزيد
شاب يجمع 200 ألف دولار لإمبراطوريته التكنولوجية الناشئة
طوني فاضل يبيع شركته الناشئة نست لـ غوغل بـ 3.2 مليار دولار
نيكول جلاروس... امرأة قوية تقود الشركات الناشئة إلى المجد
أبرز 10 مشاريع ناشئة مرتقبة خلال 2014
MongoDB... شركة ناشئة عملت وراء الأضواء