هل تعلم أنّ هناك صناعة قائمة بذاتها تكرّس عملها بصمت على شبكة الإنترنت في إطار تشكيل صورة تتعلّق بأفراد أو مؤسّسات قد تكون سيّئة أو جيّدة؟
لا تتعجّب، فقد صار للسمعة قطاع يُدار عبر الإنترنت، وهناك أشخاص يدفعون للتحكم بما تشاهده على الشبكة الرقمية.
يُعرف هذا المجال باسم "إدارة السمعة"، ويكلّف زبونه بين 5,000 و 20,000 $ شهريًّا. ومحور عمل هذا القطاع يدور حول خداع محرّكات البحث، وخصوصًا الرئيسة منها، مثل "غوغل"، من خلال دفع معلومات سيّئة في مستوى أدنى من نتائج البحث وإبراز الأخبار الجيّدة (وربّما كان بعض هذا النوع من الأخبار مزيّفًا) إلى الأعلى.
ويمكن أن يتضمّن هذا العمل كلّ مجال: ككتابة مقالات إيجابية وإطلاق مواقع إلكترونية لترقية هذه المقالات، إبراز مراجعات مزيّفة، أو مقالات متحيّزة عبر الويكيبيديا، التجسّس على التعليقات والروابط على المنتديات والمدوّنات مثل Blogs وغيرها.
يقول أحد المعنيّين في هذا القطاع: "عندنا في شركتنا زبائن يدفعون لنا 10,000 $ شهريًّا من أجل العمل على ما يُسمّى "مساحة الاسم"، أي ببساطة ما يتعلّق بترويج اسم الشركة مثلاً". ويضيف: "قد يقتصر عملنا على إدارة سمعة دقيقة ومتواضعة، وعندنا منها ما يعود إلى 35 زبونًا، أغلبهم يدفع حوالى 5,000 $ شهريًّا، ويمكن أن يصل عقب تطوير هذه السمعة إلى 175,000 $ شهريًّا، أو 2,1 مليون $ سنويًّا".
هذا، ويشير آخرون إلى أنّ هناك شركات تزيد نسبة أجرها، وبذلك يرتفع سعر التكلفة بين 10,000 و 20,000 $ شهريًّا مثلاً من أجل جعل سمعة الزبون نظيفة على الدوام أو ما يُعرف بـ Individual Online Reputation Clean-up.
ونسبة تحقيق هذا المجال يعتمد على مدى تعرّض السمعة إلى الأضرار، ومدى الحاجة إلى العمل اليومي من أجل إصلاح الضرر، وإخفاء السيئ، وطبعًا، القيمة النقدية المدفوعة أو المرصودة لهذه العملية.
"إدارة السمعة" قطاع عريض يُديره أشخاص وشركات من عدّة مجالات، وزبائنه أيضًا يتوزّعون بين مستويات متباينة، فمنهم المشاهير، والسياسيّون، والمحامون، وحتّى الشركات التكنولوجية العملاقة كشركة "سامسونغ". ويجري توظيف مدراء السمعة المحترفين الذين يستطيعون استبعاد المسائل المتعلّقة بهم والتي قد تسبّب الإحراج أو الفضيحة، كالأمور المتّصلة بالقضاء، أو مدّة الحكم بالسجن، أو إخفاء العمليّأت التجميلية وغير ذلك.
وتدخل أمور شرعية في عمل هذا القطاع، وهو ما يُعرف باسم "القبّعات البيض" أو "White Hats" بوساطة التركيز على المعلومات الإيجابية وإبرازها، وتُعدّ فانيسا فوكس Vanessa Fox من أبرز الكتّاب الحاليّين في هذا المجال، وقد حقّقت شهرة واسعة من خلال كتابها Marketing in the age of Google .
يمكنك قراءة المزيد
أسئلة هامة عند بدء تحسين سمعة شركتك على الإنترنت
راقب وتحكّم بسمعة علامتك التجاريّة ما تحتاج إليه ثلاث أداوت فقط!
خمس خطوات للتخلّص من سمعة علامتك التجاريّة السيئة
ثلاث أدوات حيوية لا بد من استخدامها لإدارة سمعة شركتك على الانترنت
ما هي الخطوات التي يجب إتباعها للإرتقاء الى أفضل سمعة ؟