محمد غريب: المقابلة الهاتفية وسيلة فعالة لتقييم المتقدّمين للعمل

عند إعلان الشركة عن شواغر وظيفية لديها يتقدّم إليها الكثير من طالبي العمل بسير ذاتية للحصول على الوظيفة وتعتمد معظم الشركات على السير الذاتية للمفاضلة بين المتقدمين من أجل إجراء مقابلات شخصية معهم.
إن الاعتماد على السير الذاتية فقط للمفاضلة بين المتقدمين للعمل قد لا يكون معياراً موضوعياً للمفاضلة، لذلك يفضّل أن تتصل الشركة مع المتقدمين للعمل أو أصحاب السير الذاتية وتجري معهم مقابلة هاتفية وتكون المقابلة الهاتفية هي المعيار لاختيار المرشحين لإجراء مقابلات شخصية معهم في الشركة.
يفضّل الاعتماد على المقابلة الهاتفية لتحديد المرشحين للمقابلة الشخصية لعدة أسباب إليك هذه الأسباب: 
- المديرون لا يملكون الوقت الكافي لمقابلة جميع المتقدمين للوظيفة شخصياً حيث يمكن استبعاد الأشخاص غير المؤهلين للوظيفة عن طريق المقابلة الهاتفية التي يجريها مدير الشركة أو مدير الموارد البشرية مع المتقدمين للوظيفة ومن ثم اختيار مرشحين لإجراء مقابلة شخصية معهم. وهذا ما يوفر الوقت والجهد للمديرين وكذلك توفير التكاليف للشركة فلا حاجة لإجراء مقابلات مع الكثير من الأشخاص في مكاتب الشركة.
- بعض الشروط الوظيفية لا يمكن التعبير عنها في السيرة الذاتية أو طلب التوظيف مثل سؤال مدير الموارد البشرية للمتقدم للعمل عن إمكانية العمل في أيام العطل أو سؤال المدير للمتقدم للوظيفة عن الراتب المتوقع أو الراتب المرغوب من قبل المتقدم للوظيفة.
- الكثير من المتقدمين للوظائف يكتبون السيرة الذاتية عن طريق مكاتب مختصة بكتابة السير الذاتية أو أشخاص خبراء في كتابة السيرة الذاتية، فغالباً السيرة الذاتية لا تعكس أسلوب الشخص المتقدم للوظيفة في كتابة سيرته الذاتية.
- بعض المتقدمين للوظائف يبالغون بالكفاءات والخبرات الخاصة بهم والتي يكتبونها في السيرة الذاتية فالاعتماد على السيرة الذاتية في تقييم المتقدّمين للوظيفة قد يؤدي إلى اختيار أشخاص غير أكفاء لإجراء مقابلات معهم.
- التحدث الجيد والطلاقة في الحديث مهمة جداً لأي وظيفة، فالمقابلة الهاتفية قد تعطي صورة أفضل عن المتقدم للوظيفة من السيرة الذاتية.
- من الممكن التعرّف إلى إمكانيات المتقدم للوظيفة عن طريق بعض الأسئلة على الهاتف من خلال السؤال عن بعض النقاط الأساسية التي تعكس كفاءة المتقدم للوظيفة لشغل المنصب الوظيفي.
- تمكن المقابلة الهاتفية من معرفة بعض المعلومات عن المتقدم للوظيفة، التي من خلالها قد يتم استبعاد المتقدم للوظيفة بدون الحاجة لإجراء مقابلة شخصية معه. على سبيل المثال قد يكون الشخص المتقدم للوظيفة كفؤاً لشغل هذا المنصب الوظيفي ولكنه طلب راتباً مرتفعاً أعلى بكثير من الراتب الذي خصّصته الشركة لهذا المنصب الوظيفي فلا حاجة لإجراء مقابلة شخصية مع هذا الشخص وبذلك توفر الشركة التكاليف والوقت والجهد لإجراء المقابلة الشخصية.
وأخيراً إن الاعتماد على المقابلة الهاتفية لا يعني إلغاء السير الذاتية فالسيرة الذاتية مهمة جداً للحصول على معلومات أولية عن الشخص المتقدم للوظيفة وخاصة معلومات الاتصال للتواصل مع هذا الشخص وإجراء مقابلة هاتفية معه.