لقد غدا الحضور الرقمي في أيامنا هذه عنصراً حيوياً يحتاجه كل مشروع. في هذا السياق تحوّل أصحاب الشركات إلى الشبكة ليصلوا بسهولة إلى السوق المتنامية، حيث تتبرعم فرص الأعمال التجارية وأضحت الشركات الناشئة تخص مقاولين رقميين في الدرجة الأولى.
تُبرِز ريادة الأعمال الرقمية الاستخدام المتزايد للانترنت في المشاريع والتجارة. من منظور امتلاك أعمالهم الخاصة والاستمتاع بهامش من الحرية ومزج العمل بالمرح، وجد الرواد عدداً هائلاً من المعجبين متخذين من ملاحقة النجاح حافزاً لحماية حرياتهم.
ستقود المحفزات الشخصية المغامرين إلى تأسيس مشروع الكتروني؛ لكن على هؤلاء الاستحواذ على مهارات في التسويق الالكتروني والتطوير ما يقدم لهم نظرة عالمية تساعدهم في تعديل عروضهم ونماذج شركاتهم.
عدا عن فوائد الطريقة السالفة الذكر، قلّصت ريادة الأعمال الرقمية المخاطر المالية الضخمة التي ستطرأ على عمل الشركة في الحياة الواقعية.
المغامر الرقمي هو الشخص الذي يجمع مصادر ومهارات لتطوير نشاط رقمي يروّج لبضائعه وخدماته عبر قناة توزيعية الكترونية.
لكن، يجب أن يعي مغامرو الشرق الأوسط، أن مفتاح نجاحهم ليس بنسخ نموذج ريادة الأعمال الغربي، بل بإدراك ماهية الزبون الشرق أوسطي الباحث عن المصداقية والثقة على الشبكة، وهنا يكمن التحدي الحقيقي، في تقديم خدمة شديدة الصلة باحتياجات زبون الشرق الأوسط وربط الخبرة بمصداقية ريادة الأعمال الرقمية.
يكتسب زبون هذه المنطقة المعرفة بالأعمال التجارية الالكترونية ببطء، برغم أننا نرى نمواً هاماً في هذا النوع من الأعمال، إلا أنها بحاجة إلى كثير من الوقت وقصص النجاح لتشجيع أصحاب المشاريع والزبائن على حد سواء لبناء حضور على الشبكة.
على الحكومات أن تقود مبادرات رعاية الشركات الناشئة وخلق البيئة الملائمة للمقاولين الرقميين كي يزدهروا من خلال حل عقد السياسات والقوانين المتبعة، وتخفيض تكاليف تلك الشركات، وتطوير البنية التحتية، وتقديم التبرعات بصيغة أدوات رئيسية يمكن أن يستخدمها مسؤولو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كي يشجعوا الابتكار التقني في المنطقة.
إضافة إلى ما سبق، على ريادة الأعمال الرقمية أن تتخطى بعض العقبات لتزدهر في الشرق الأوسط، بدءاً من رهبة الفشل حيث يجب أن يدرك أصحاب المشاريع أن ما من عمل أو استثمار "معصوم عن مخاطر الفشل"، لكن يوم تتخذ الحاضنة مكانها الصحيح في الشرق الأوسط لتشجيع التكوين والتطوير، من أفكار جديدة، للشركات المتشكلة حديثاً من خلال برامج لمساعدة الشركات الصغيرة في الحصول على فرصة أمثل للبقاء عبر طور النشوء، قد تتضمن هذه الخدمات مساحة مكتبية وخدمات في مستويات منخفضة. من أهم النصائح الريادية مراقبة وضمان وصول المقاولين والمبتكرين والمحترفين القادرين على الإجابة عن الأسئلة، وتقديم إرشادات ومصادر؛ فقط عندما تتبنى الحاضنة ريادة أعمال رقمية تتخطى هذه العقبات.
من ناحية أخرى، يجب أن يهيكل مقاولو الشرق الأوسط علامات تجارية خاصة بهم، عبر جعل منتجاتهم مرئية تتواصل بكل طرق قيمهم الشخصية واختصاصاتهم، باتساق وجلاء متكاملين. من الهام إبراز تميّزهم بطريقة يسهل تذكُّرها، ما يجعل الناس يفكرون بهم وبما يفعلونه، في حال احتاجوا المنتج أو الخدمة.
يعتمد نجاح ريادة الأعمال الرقمية في هذه المنطقة، على هيكلة المقاول لمنتجه بثقة، ويُظهِر أن خصائصه مهمة للزبائن.
على المقاول أن يجد هذه الفكرة الصغيرة التي تملأ الهوة الكبيرة في السوق، عليه أن يعرض منتجاً أو خدمة تمثِّل حاجة السوق التجارية التي لم يقدمها أي رائد رقمي سواه، بهذه الطريقة يمكنه التحكم بالسوق.
في النهاية، تتوفر لدينا أداتان لريادة الأعمال الرقمية في المنطقة: الأولى قد بدأت بالانطلاق، فاستغلها على الفور. يفيدك التخطيط لتتقدم. باشر التنفيذ وستتعلم ما عليك القيام به أثناء تقدُّمك. التوجه الثاني هو تحديد هوية الإدراك المحلي، والشروط المحلية، والعوامل المحلية المتغيرة التي يمكن أن تبدو كعقبة، لكن يمكن أن تتحول إلى فرصة، إن اعتنيت بها. من المهم أن تقضي بعض الوقت في المنطقة، لتدرك وتعي الظروف المحلية وتنتج منها أفكارا. بهذه الطريقة ستلقى فرصاً كبيرة لتنجح.