تستضيف المصممة البحرينية موقع رائد الإلكتروني في منزلها و تتحدث عن أسرار مهنتها كمصممة أزياء وعن مشروعها الجديد ببناء فندق بعلامة تجارية خاصة في البحرين بكلفة 75 مليون دولار.
نالت المحال التجارية التي أسستها المصممة كبرى " القصير " في بدايات مشوارها والتي سمتها "السعفة" شهرة كبيرة بين سيدات المجتمع الخليجي، لكن بداياتها الفعلية انطلقت من فستان زفاف صممته، وأنفقت عليه ألفي ريال وباعته بأربعة آلاف ريال، ومازالت المصممة تفاوض صاحبة الفستان على استعادته لما يعنيه لها كونه أول عمل تقوم بتصميمه وبيعه. وقد اتفقت معها أخيراً على شرائه بعشرة آلاف ريال، تقول "إن لهذا الفستان ذكرى عزيزة على قلبي. كما أن أول جلابية صممتها كانت لي خصيصاً ومازلت أحتفظ بها".
تقول القصير أن العمل رحلة طويلة وصعبة لكن نتائجها ممتعة ومثمرة. وتالياً نص اللقاء.
يغلب على ديكور منزلك الصخب لكنه مذهل حقاً. حدثينا عنه قليلاً؟
كل قطعة في منزلي صممتها بذائقة معينة، الديكور فن وهو بالنسبة لي يتوافق مع نظرتي للحياة، لكنني وأفراد عائلتي أعتدنا الاجتماع في مكان نألفه ونحبه داخل المنزل يمكننا تسمينه غرف المعيشة، والمساحة الباقية في المنزل تركناها للضيوف.
هل هناك ثمة برنامج معين تتبعينه يومياً؟
تعودت النهوض من الساعة العاشرة والنصف صباحاً، استيقاظي قبل هذا الوقت أو بعده يزعجني وقد تعودت على هذا النظام لسنوات طويلة حتى أصبح جزء من طبيعتي، وكوني أعمل لساعات طوال يومياً، لذا فإن ذلك يحدث فرقاً خلال سفري وترحالي من خلال فارق التوقيت.
في أي الطقوس عادة تصممين أزيائك؟
أعتدت تصميم أزيائي في توقيتين غريبين، الأول قبل النوم أغمض عيني، وأرسم أزيائي، والثاني وأنا في الطائرة. قد تستغربون ذلك ولكن هذه هي الحقيقة. يجعلني ذلك أكثر انسجاما مع ما أقوم بتصميمه وتخيّله.
ما علاقة مهنة تصميم الأزياء بدراستك؟
تخرجت بشهادة إدارة الأعمال، لكنني لا أجد بين دراستي ومهنتي رابطاً، فتصميم الأزياء بحاجة لموهبة قبل الدراسة. وهذا ينسجم مع طبيعتي، فأنا أميل إلى الحرية وعدم التقيد ببرامج وروتين محدد.
كيف تبرمجين جدولك وآنت لاتحملين معك مذكرة خاصة كما يفعل الكثير من أصحاب "البزنس"؟
قبل النوم، أرتب أفكاري بشكل متسلسل، وأعتقد بأنني إذا ما قمت بذلك فسوف يرسخ في ذاكرتي، وسأقوم بمهامي التي ستترتب تلقائياً واحدة تلو الأخرى.
صفي نفسك اليوم وانت متجهة الى عرض أزيائك لعام 2012، وسط مصممين معروفين في مسقط؟
كلنا في مسقط سنكون مثل طيور تغرد كل على طريقته الخاصة، أحب الحياة، وعودتها أن تحبني، أستيقظ كل يوم، بكامل طاقتي الايجابية وهذا ما يجعلني صافية الذهن دوماً، لكنني ومع كل جديد أشعر برونق الحياة لأنني أنتظر جديداً في كل لحظة.
حكاية المصممة كبرى القصير التي بدأت بتصميم فستان عروس. كان يسبقها إرادة(طفلة هاوية)اخبريني؟
حين أتذكر طفولتي أبتسم وأتذكر ميول الطفلة التي بداخلي إلى عالم الألوان والأناقة، لربما يصح لي أن أطلق على نفسي(مصممة أزياء منذ الصغر)، إذ لم أكن لأرضى بلون ضفائر لا يتناسب مع لون حذائي. وهذا ماحكته لي أمي عن طفولتي. تصمت قليلاً ثم تقول :لكن دخولي لعالم تصميم الأزياء، جاء بعد زواجي وإنجابي لأولادي الثلاثة، حينها شجعني زوجي على خوض هذا المضمار، بعد أن وجد ما لدي من موهبة وميول.
هل تشعرين بأنك وصلت حقاً للعالمية؟
أنا أجتهد كثيراً، فالعمل أخذ من وقتي وجهدي الكثير، وها أنا ذا أحصد ثمرة نجاحي، انتشر أسمي على المستوى الخليجي والعربي، وها أنا ذا أستعد لعرض أزيائي في( كان ) هذا العام.
كم متجراً تمتلكين حتى الأن في الدول العربية والخليج؟
لدي ستة فروع منشره في الوطن العربي والخليج، وأقيم خمسة عشر عرضاً عالميا للأزياء كل عام، منها خمسة عروض عادية.
هل تتذكرين تكلفة أول عرض قمت به في حياتك؟
كان هناك راع رسمي للعرض، وأتذكر انه كلف ما يقارب 30 ألف دينار بحريني أي ما يعادل 100 ألف دولار، وكانت من ضمن العارضات ملكة جمال الكون في ذلك الوقت.
في بيروت عاصمة الموضة هل وجدت لنفسك موقعاً؟
دعيت ذات يوم لعرض تصاميمي في لبنان وسط ستة مصممي أزياء مشهورين، هناك وضع عرضي في ختام الحفل، وقد كادت الدموع تخنقني من شدة القلق، لكنني حين وجدت الحفل وسط كل تلك الأضواء، شعرت بالسعادة تغمرني وحين شاهدت تصفيق الحضور وحماسهم في التقاط صور أزيائي وثنائهم على ماقدمت من أزياء تراثية وتقليدية. تنفست بعمق لم أحسه من قبل.
ماذا مثلت بالنسبة لك المشاركة في "أسبوع الموضة "بمسقط لعام2012؟
حين جاءتني دعوة من سلطنة عمان للمشاركة في أسبوع الموضة، كنت سعيدة جداً، لطالما أحببت الشعب العماني المضياف، وأجد بأن المرأة العمانية أمرأة مميزة تستحق الثناء. هناك قدمت(عباءة الرأس) ووصفت الصحافة السعودية ما قدمته، بالعودة للحنين، إذ أن عباءة الرأس أندثرت وحلت محلها عباءة الكتف. لكنني كنت واثقة الخطوة، ولدينا نمادج بارزة مثل الأميرة سبيكة حرم ملك البحرين وغيرها من النساء المعروفات بأناقتهن مازلن يرتدينها. اعتقد أنها ستحظى بإعجاب الجيل الجديد من باب التغيير والعودة للأصالة.
ما أهم ما ميّز عرض مسقط2012 ؟
أفتتحت العرض الخاص بي ملكة جمال المغرب غزلان كرامر زروال مرتدية عباءة الرأس، ووجدت ثناء جميلاً من صحافة مسقط والصحف الخليجية.
لكن هناك من هن أشهر منها وقدمن لك عروضاً؟
مبتسمة. تذكرت الآن فتيات الفور كاتس اللبنانيات، لقد قدمن عروض لي في بداياتي . وتكمل ضاحكة. لكنهن الآن أصبحن شهيرات وزاد سعرهن بالتأكيد.
ملكة جمال المغرب وصفت في حديث سابق معها وصفت أزيائك بالحلويات الشهية؟
ضاحكة..أسعدني ذلك التشبية، فتصاميمي يغلب عليها الشك والتطريز اليدوي، وتتميز بالألوان المرحة والحياة، وهذا ما يجعل الكثير من العارضات يشعرن بالاستمتاع أثناء عرضهن. وبالطبع فأن أثرت إعجاب الأوربيات بأزيائي وهذا يمثل بالنسبة لي الكثير لكوني مهتمة وبإصرار على إيصال ثقافتنا العربية لأوربا والحفاظ عليها.
تربطك علاقة قوية بالبعض من الفنانات مثل المطربة البحرينية هند؟
نعم، ولاتزال صديقة مقربة لي، وترتدي من أزيائي باستمرار.
لفتني في منزلك صورة واحدة تجمعك مع المطربة شمس، لماذا هي تحديداً ؟
شمس فنانه صادقة وطيبة القلب، بالرغم من الاختلاف فيما بيننا في وجهات النظر، إلا أنني أحبها وأجد في قلبها(طفلة صغيرة).
ويسرا ورزان مغربي وفنانات خليجيات أخريات؟
بالطبع، وكم أن الأمر يزيد من نشوة السعادة في قلبي، حين أشاهد بصمتي في مسلسلات خليجية وعربية .
من أشهر من أرتدين تصاميمك من الأميرات وسيدات المكانه الرفيعة في المجتمع؟
غالبية الشيخات والأميرات أرتدين من أزيائي لكنني لاأستطيع الأفصاح عن أسمائهن.
من الأزياء إلى الفنادق
لكنك دخلت إلى عالم العقار والفنادق أخيراً. ووجد البعض بأن كبرى القصير. ستتجه لعالم المال والأعمال عوضاً عن الأزياء؟
تقصدين الفندق الذي أنوي إنشائة قريباً في البحرين، وبهكذا أمر سأكون أول بحرينية تنشأ فندقاً في البحرين إذ تم منحة أربع نجوم لأنه لايطل على البحر فيما سيطل الطابق السادس منه على البحر، والفندق يتكون من 30 طابقاً.
هل هناك ثمة شروط وضعتها في الفندق؟
أتمنى أن يلتزموا بشرطي في عدم إدخال الخمور للفندق، وسأضع فيه بصمتي العربية وهويتنا الشرقية التراثية.
ماهي تكلفة هذا الفندق؟
30 مليون دينار بحريني أي حوالي 70 مليون دولار.
لماذا اتجهت للعقار؟
العقار أبنا باراً، واتجهت له لأحمي أولادي مستقبلاً من الحاجة.
دخول المرأة في ساحة العقار تحفة الكثير من الصعوبات، مالفرق بينه وبين وعالم تصميم الأزياء ؟
سأختار الجبهتين، العقار لن يأخذني من مهنتي الأصلية في تصميم الأزياء، والمرأة في البحرين كما هوى معروف تستطيع إدارة أملاكها والتصرف بأعمالها شخصياً، وهذا لا ينف وجود البعض من الضغوطات، لكن بإمكاني إدارتها والتغلب عليها.أما على صعيد مهنتي الأصلية كمصممة أزياء فأنا أنوي افتتاح فروع في بلدان أوربية كلندن مثلاً بالرغم من الصعوبات التي أواجهها.
أخيرا ثمة ملاحظة لفتت أنتباهي في تعاملك مع "كنتك" إذ تبدوا حيناً مديرة لأعمالك وحيناً صديقة. فسري لنا نوع علاقتك بزوجات أبنائك؟
أنها أميرة زوجة أبني رائد، ولطالما أجد بحكم خبرتي في الحياة أن الأم التي تحب أبنائها يجب أن تحب زوجاتهم أكثر، أعتقد بأن اقتران أحد أبنائي بزوجة له يعني بأنها أصبحت فرداً من أفراد عائلتي، أحتويها وأحبها كصديقة وأعطيها أهتماماً خاصاً من أجل الحفاظ على أمانه منحنا أياها الرب ولأعلم أبنائي قيمة الحفاظ على الحياة الزوجية الأسرية، وأنا أتعامل هكذا مع جميع زوجات أبنائي بلا استثناء.