تسجل

هل أصبحت البيئة المحلية صديقة للسيارات الخضراء الصديقة للبيئة؟

تغيرت أولويات الشركات المصنّعة للسيارات بطريقة ملحوظة عبر السنوات الماضية، فهي لم تعد تكتفي بالإلتزام بالتأكد من المعايير المسموح بها لعادمات السيارات، ولكنها أصبحت تسعى إلى تبني وتطبيق السياسات الحكومية للمحافظة على نوعية الهواء وتحسينه في كل بلد. إلاّ أنه إلى الآن، لم تنتشر السيارات قليلة استهلاك الوقود في الأسواق الناشئة بالسرعة التي انتشرت بها في الأسواق الغربية. ومع هذا، فهناك تغيرٌ ملحوظ، وإن كان بطيئاً، في سلوكيات مشتري السيارات حول العالم يشهد ميلهم لشراء السيارات الخضراء الصديقة للبيئة. قامت كارمودي بتحليل ملايين لائحات السيارات المعروضة للبيع على موقع الشركة الإلكتروني، حيث بينت البيانات المجموعة أن الطلب على السيارات حول العالم، بما في ذلك في الإمارات العربية المتحدة، أصبح يميل نحو السيارات الخضراء الصديقة للبيئة.

وجدت كارمودي أن بلدان الشرق الأوسط، مثل الإمارات وقطر، لا زالت تعشق سيارات الدفع الرباعي الكبيرة، اذ لا تتجاوز نسبة  السيارات الصديقة للبيئة المعروضة للبيع على موقع الشركة هناك أكثر من 5.8% و 1.88% على التوالي، رغم أن حب الناس للسيارات الخضراء الصديقة للبيئة آخذ في التصاعد.

وفي باكستان، اكتسبت السيارات الخضراء مكانة لها في السنوات الأخيرة، إذ ارتفعت نسبة السيارات المهجنة المعروضة للبيع على موقع كارموي هناك إلى 85% في العامين الماضيين، في الوقت الذي شهدت فيه السيارات التي تعمل على البنزين في البلاد انخفاضاً ملحوظاً وصل إلى  17.48%. ويأتي هذا الإتجاه متماشياً مع السياسات الحكومية للرفع من جودة الهواء والحد من انبعاثات أكسيد الكربون في الأعوام المقبلة.

أما في سريلانكا، فقد وصل معدل السيارات الصديقة للبيئة المعروضة للبيع إلى 43.5%، تتألف 93% منها من سيارات مهجنة، تتصدّرها سيارات هوندا "إنسايت" وتويوتا "براياس سينيرجي درايف". كما شهدت كارمودي سريلانكا نمواً في عدد السيارات الكهربائية المعروضة للبيع وصل إلى 4% في الإثني عشر شهر الماضية.

وعلى الرغم من التحول الملحوظ نحو السيارات الخضراء في آسيا والشرق الأوسط، يظل عدد السيارات الصديقة للبيئة في البلدان الأفريقية ضئيلاً. فقد سجّلت كارمودي انخفاض نسبة هذه السيارات المعروضة للبيع على منصة الشركة الإلكترونية في بلدان غرب أفريقيا مثل السنغال (0.79%)، غانا (0.55%)، نيجيريا (0.37%) وساحل العاج (0.26%). كما أن هذا البطء في تبني السيارات الصديقة للبيئة ملحوظ في البلدان الواقعة في شرق أفريقيا أيضاً مثل الكاميرون (0.97%) وتنزانيا (0.70%).

إذاً، هل سيستمر إعجاب الأسواق الناشئة بالسيارات الصديقة للبيئة في النمو؟ تتوقع كارمودي أن يشهد هذا التوجه ارتفاعاً في الشرق الأوسط في الأعوام المقبلة اذ بدأت المؤسسات الحكومية عبر المنطقة في تبنى السيارات المهجنة. فقد شهدنا في بداية هذا العام افتتاح 16 محطة شحن للسيارات الكهربائية والمهجنة، ومن المتوقع أن يرتفع عدها ليصل إلى 100 محطة قبل نهاية العام. ومن المتوقع، بعد الإعلان مؤخراً عن رفع القيود عن أسعار البنزين، أن نبدأ بمشاهدة سيارات مختلفة على الطرق. إلاّ أن سائقي السيارات في أفريقيا سيواصلون قيادة السيارات التي تتطلب البنزين على عكس نظرائهم في آسيا، فالأرجح أن الوقت حان لهم للتحول إلى قيادة سيارات اقتصادية وصديقة للبيئة عن قريب.