تمكنت مجموعة من علماء الفلك من التقاط أول صورة على الإطلاق للثقب أسود الذي يقع في مجرة بعيدة. ويبعد الثقب 500 كوادريليون كيلومتر عن الأرض (كوادريليون= مليون ترليون)، واشترك في تصويره شبكة من ثمانية تلسكوبات في جميع أنحاء العالم.
وتبلغ مساحة الثقب 40 مليار كيلومتر، أي ثلاثة أضعاف حجم الأرض، وقد شبهه العلماء بـ "الوحش".
وكشف العلماء أن مخرجي السينما الأمريكية "هوليوود" الذين أخرجوا أفلاماً تصور الثقب الأسود كانوا دقيقين في تصويرهم لهذة الظاهرة الكونية.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور الذي اقترح التجربة، هينو فالك، من جامعة رادبود في هولندا، في تصريح صحفي، إنه تم العثور على الثقب الأسود في مجرة تسمى إم87، وأضاف: "ما نراه أكبر من حجم نظامنا الشمسي بأكمله، وتبلغ كتلة الثقب 6.5 مليار ضعف كتلة الشمس، وهو واحد من أثقل الثقوب السوداء التي نعتقد أنها موجودة، إنه وحش مطلق".
ويوضح البروفيسور فالك أن الثقب يظهر في الصور كـ"حلقة نار" ملتهبة، تحيط بفتحة مظلمة دائرية. نتجت هذه الهالة الساطعة عن سقوط غاز محموم في الفتحة. ويبدو الضوء الصادر عنه أكثر إشراقا من جميع مليارات النجوم الأخرى في المجرة مجتمعة، ولذا يمكن رؤيته من مسافة بعيدة من الأرض. ويدخل الغاز إلى الثقب الأسود عن طريق حافة الحلقة المظلمة في المركز، ويرتفع فيه معدل الجاذبية بشكل كبير، حيث لا يمكن حتى للضوء أن يهرب.
ويقول عضو فريق الفلكيين الدكتور زيري يونسي، من جامعة لندن، إن الصورة التي أخذت للثقب تتطابق مع ما كان يتخيله علماء الفيزياء النظرية ومخرجو هوليوود.
ويضيف "على الرغم من أنها كائنات بسيطة نسبيًا، فإن الثقوب السوداء تثير كثيراً من الأسئلة المعقدة حول الفضاء والزمن، وكذلك وجودنا".
ويردف "من اللافت للنظر أن الصورة التي شاهدناها، تشبه إلى حد كبير تلك التي حصلنا عليها من حساباتنا النظرية. حتى الآن، ويبدو أن آينشتاين مصيب مرة أخرى".