في اكتشاف أثري مذهل، تمكن فريق من علماء الآثار في الأردن، بمساعدة جهاز مسح راداري متطور، من العثور على مقبرة سرية تعود إلى ألفي عام داخل الخزنة، أحد أشهر المعالم في مدينة البترا الأثرية.
وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، كشفت هذه المقبرة عن رفات 12 فرداً على الأقل، بالإضافة إلى قطعة أثرية فريدة تُعرف بـ"الكأس المقدسة"، والتي تعود إلى حضارة الأنباط، مؤسسي هذه المدينة الصحراوية. هذا الاكتشاف الغني بالتحف النادرة يفتح آفاقاً جديدة لفهم أعمق لحياة وحضارة الأنباط.
وتعرف المنطقة بالخزنة وهو المبنى الذي يعود تاريخه إلى 2000 عام والذي ظهر في فيلم "إنديانا جونز والحملة الصليبية الأخيرة". وتلفت الصحيفة أن الدكتور ريتشارد بيتس قام بتمرير جهاز رادار خاص فوق الحجر الرملي ومسحه في مبنى الخزانة القديم في البتراء. و في عام 2003، اكتشفوا مقابر مخفية حول مبنى الخزانة المزخرف الشهير في المدينة، والذي تم نحته في جدران وادي البتراء في القرن الأول قبل الميلاد. ولكن بسبب نقص التمويل، لم يتمكنوا أبداً من فحص الجانب الآخر بالكامل. وحصل الدكتور بيتس وفريق من الباحثين هذا العام على إذن بتشغيل رادار قوي يخترق الأرض داخل نصب الخزانة الدقيق، المعروف محليًا باسم الخزنة. قال الدكتور بيتس، وهو عالم جيوفيزيائي وأستاذ في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا: "لقد صُدمنا تماماً لأنهم منحونا الإذن بالدخول والمسح. كانت هذه بيانات مذهلة".
وكشفت الحفريات عن قبر لم يمسه أحد في مبنى الخزنة الشهير بالبتراء، يحتوي على 12 هيكلاً بشرياً ومجموعة واسعة من القرابين، تم اكتشافها مقابل الاكتشاف الأولي الذي تم العثور عليه في عام 2003. قال الدكتور بيرس بول كريسمان، عالم الآثار الذي ساعد في قيادة الحفريات: "يعتقد الناس أنهم يعرفون البتراء، حين يزوروا المنطقة للتعرف على الخزنة. لكن كل هؤلاء الناس يمرون، وهناك الكثير تحت الأرض التي نمشي فوقها". البتراء، التي بناها شعب الأنباط القدماء كعاصمة لهم في حوالي القرن الرابع قبل الميلاد. إلا أنه هناك القليل من المعلومات عن هذه المملكة العربية التي ضمت إلى الإمبراطورية الرومانية في عام 106 م.
وأدت الأدلة إلى حفريات قام بها فريق أردني وأمريكي مشترك، بما في ذلك دائرة الآثار الأردنية والمركز الأمريكي للأبحاث، وهي منظمة غير ربحية مقرها الأردن ويديرها الدكتور كريسمان وهو أستاذ في جامعة أريزونا. ومن بين الاكتشافات الأكثر أهمية في المقبرة التي تم الكشف عنها حديثاً، 12 بقايا هيكل عظمي سليمة، وشبكة من الجدران تقسم الغرفة – وهي سمة هيكلية لم تُشاهد في أي مكان آخر في المدينة القديمة. ويذكر الفريق أنه هناك فجوات أخرى داخل البتراء ومنطقة الخزنة لم يتم اكتشافها بعد ويتطلعون لإجراء المزيد من عمليات التنقيب والبحث لرسم صورة أكمل عن المنطقة.