هزّ مقتل ضحية المنصورة، نيرة أشرف، المجتمع المصري، في 20 يونيو الجاري، بعدما قام طالب في كلية الآداب بجامعة المنصورة بطعن زميلته بسكين وذبحها قبل أن يتمكن الأهالي من الإمساك به.
ويقول مصدر أمني أن المارة فوجئوا بالطالب يمسك سكينًا أمام بوابة "توشكى" بشارع كلية الآداب، وانهال على زميلته طعنًا، وحين سقطت على الأرض ذبحها.
وبعد ذلك تجمهر المارة والأهالي وتمكنوا من السيطرة على المتهم وانهالوا عليه ضربًا حتى حضرت الشرطة وأنقذته من أيديهم.
وقررت النيابة العامة حبس المتهم 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات، لاتهامه بقتل الطالبة (نيرة) عمدًا مع سبق الإصرار أمام جامعة المنصورة بعدما أقر المتهم خلال استجوابه بالتحقيقات بارتكابه الجريمة وإجرائه محاكاة لكيفية تنفيذها بمسرح الحادث.
والد الضحية يروي تفاصيل صادمة
وروى والد ضحية المنصورة، تفاصيل صادمة عن حادثة مقتل ابنته، وقال: "ابنتي تلقت تهديدًاً بالقتل على هاتفها المحمول قبل ذهابها للامتحان في كلية الآداب..وأنا قرأت رسالة التهديد عندما تسلمت هاتف نيرة بعد وقوع الحادثة، ولو علمت بذلك قبل ذهابها للامتحان لما تركتها تخرج بمفردها".
وأضاف: "إن زميلة ابنته أخبرته أن القاتل اتصل بنيرة ليعرف منها موعد الحافلة، التي ستستقله للوصول إلى الجامعة، بغرض مرافقتها".
وقال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مصرية "إن القاتل حاول الجلوس إلى جانب نيرة، ودفع الأجرة عنها، إلا أنها رفضت، ليحرك يده بعدها بطريقة أشارت لها أنه ينوي ذبحها".
وأضاف ودموع الحسرة تملأ قلبه: "نيرة ذهبت للامتحان صباحًاً لتعود لي جثة هامدة".
وأشار إلى أنه تحدث مع ابنته في اليوم السابق، وطمأنته على وضعها الدراسي، لافتًاً إلى أن نيرة طلبت من والدتها في تلك الليلة النوم إلى جانبها لإحساسها بالخوف ورؤيتها للكوابيس.
ونفى والدة نيرة خطبة ابنته من شخص آخر، قائلًا: "ابنتي كانت تبحث عن مستقبلها، ولاتفكر بالزواج إطلاقًاً".
الدكتورة سومة تكشف تفاصيل جديدة
من جهتها، كشفت الدكتورة سومة خالد، رئيس قسم لغات شرقية في كلية الآداب جامعة المنصورة في مصر، والتي تترأس قسم الطالبين (المتهم بالقتل والقتيلة)، تفاصيل جديدة بشأن مقتل الطالبة، قائلة إنها عرفت من أحد زملاء القتيلة أن المتهم كان يحبها وتقدم لخطبتها أكثر من مرة، لكن أهلها رفضوا على اعتبار أنه ليس زوجًا مناسبًا لها، ووصل الأمر إلى تحرير محضر ضده بعدم التعرض في قسم الشرطة.
وأضافت أنها سمعت بعض الروايات من زملاء القتيلة والمتهم، لكنها أكدت أنه لا يوجد لديها إثبات على ذلك، مشيرة إلى أن الطالبة أثناء ذهابها أمس إلى الجامعة، قابلت المتهم، الذي أراد أن يدفع لها أجرة الركوب، لكنها رفضت فتشاجرا، وأشار إليها بعلامة الذبح، كما أنها عرفت من بعض زملائها أنه كان يرسل إليها رسائل تهديد لدفعها لمقابلته.
وتابعت: "كلمت الدكاترة بتوع المتهم وقالولي إن الولد هادي وممتاز جدًا وأخلاقه عالية ومتفوق وبيطلع من الأوائل، لكن الفترة الأخيرة مبقاش يحضر، لكنه محافظ على تفوقه وكلنا مستغربين أن ده يطلع منه".
وأضافت: "الولد والده متوفي وهناك نقطة مفقودة في الموضوع".
وأشارت إلى أن كل ما تردد بشأن تعاطي المتهم مخدر "الإستروكس" غير صحيح، مضيفة: "لأنه لو بيتعاطى إستروكس مكانش هيكون متفوق، والحاجة التانية أن التحليل بيظهر بعد 24 ساعة مش بعد ساعتين".
وتابعت: "هما من أسر عادية وناس محترمة، البنت والدها مدرس كويس ومحترم، والولد والده متوفي وله أختين والاتنين من الأسر المتوسطة".
وقالت رئيس قسم لغات شرقية كلية الآداب بجامعة المنصورة: "المتهم جايب سكينة معاه ليه وهو رايح الجامعة، يعني مبيت النية وهل صحيح كان هناك تهديد؟".
وأوضحت: "ما حدث ممكن يكون تهور شباب وعدم دراية، لكن إحنا مش عارفين السبب الحقيقي.. الكل بيشكر في الولد فهو من المتفوقين واتكرم من الجامعة مع المتفوقين وبيطلع الأول علشان كدة بقول إن فيه نقطة مفقودة في القصة".
شقيقة المصرية نيرة أشرف تروي تفاصيل الساعات الأخيرة قبل الجريمة
وروت شروق، شقيقة الطالبة المصرية نيرة أشرف، تفاصيل الساعات الأخيرة قبل مقتل شقيقتها، قائلة: "من البداية نيرة كانت قاعدة معايا، لأنها عايشة معايا في القاهرة بسبب كتر المشاكل اللي حصلت معاها، قلنا خلاص تعيش معايا عشان تبعد عن الولد دا، وبتنزل بس الامتحانات وترجع تقعد عندي تاني، هي كانت نازلة المرة دي تمتحن وترجع القاهرة، حاجتها كلها عندي واوضتها عندي".
وأضافت: "القاتل كان عامل لنا مشاكل وكان بيعمل حسابات مزيفة وبيدخل لقرايبنا وأصحابنا ووصل لأصحاب جوزي وقرايبي ولقيناه منزل صورة ليا أنا وأختي ومنزل عليها أرقامنا وبسببه غيرت رقمي في رمضان الماضي".
وتابعت: "كان بيبعت كلام وحش وكان بيقولي يا تخلوني أكلمها يا هخلي جوزك يطلقك، وجوزي كلمه وقاله في بنات كتير أخطبها وسيبك من نيرة، لكنه كان عايزها بأي طريقة".
وفي نفس السياق، قالت هدير شقيقة الطالبة نيرة أشرف: "القاتل بعتلها تهديد من 3 أيام قالها أنا هدبحك، وهي زي أي رسالة تهديد بعته ليها خلال السنتين اللي فاتوا معملتش اعتبار للكلام قالت عادي بيهدد زي كل مرة دا أكيد اللي كان في راسها، وعشان كده مقالتش لبابا وماما على اللي حصل والرسالة دي كانوا خدوا حذرهم أو على الأقل كانت ماما راحت معاها الكلية".
وأوضحت: "عرفت بالحادثة من جوزي جالي منه مكالمة لأنه في السعودية اتبعتله الفيديو لقيته بيقولي هي نيرة فين، قولتله عند ماما، قالي لا نيرة بيقولوا إنها مدبوحة عند الكلية، كنت لسه صاحية من النوم مصدقتوش، ومهتمش، وفي نفس الوقت لقيت أختي شروق اتصلت قولتلها ايه، قالتلي أختك مدبوحة قدام الكلية".
وأردفت: "قولتلها في ايه بقى، ومعرفش لبست ازاي واخدت ايه في ايدي، ركبت وجيت عند والدي وأنا مش عارفة الكلام صح ولا غلط لقيت في ناس على باب البيت، ولقيت بابا وماما بيقفلوا البيت ورايحين الكلية، لأنهم جالهم نفس الكلام وإحنا في الطريق كنت بدعي وبقول أذكار أنها تكون كويسة".
النيابة العامة المصرية.. تفاصيل التحقيقات
وقد أصدرت النيابة العامة بيانًا جاء فيه: "امر المستشار النائب العام بحبس المتهم محمد عادل 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات لاتهامه بقتل الطالبة (نيرة) عمدًا مع سبق الإصرار أمام جامعة المنصورة بعدما أقر المتهم خلال استجوابه بالتحقيقات بارتكابه الجريمة وإجرائه محاكاة لكيفية تنفيذها بمسرح الحادث".
وأضافت: "إلحاقًا ببياننا السابق عن الواقعة، فقد استمتعت النيابة العامة منذ توليها التحقيقات فور وقوع الحادث إلى 20 شاهدًا منهم والدا المجني عليها وشقيقتها الذين أكدوا -وأحد الطلاب بالجامعة- تعرض المتهم الدائم للمجني عليها على إثر فشل علاقتهما ورفضها لشخصه، وعقدهم جلسات عرفية وتحريرهم محاضر رسمية ضده منذ ما يربو على شهرين لأخذ تعهده بعدم التعرض لها، كما أكد 13 شاهدًا من طلاب وعاملين بالجامعة وبمحيطها رؤيتهم المتهم حال ارتكابه الجريمة إبان تواجدهم بمحيط مسرح الواقعة، وقد أطلعتهم النيابة العامة على تسجيلات آلات المراقبة التي رصدت ملابسات الحادث فأكدوا ظهور المتهم حال تعديه على المجني عليها بتلك التسجيلات".
وتابعت: "استجوبت النيابة العامة المتهم فيما نسب إليه من اتهامات فأقر بارتكابه جريمة قتل المجني عليها عمدًا مع سبق الإصرار للخلافات التي كانت بينهما ورفضها الارتباط به وبيَّن في تفصيلات إقراره كيفية تخطيطه لارتكاب الجريمة وتنفيذها وأجرى محاكاة مصورة لكيفية ذلك بمسرح الحادث، كما أقر بصحة ظهوره بتسجيلات آلات المراقبة التي رصدت الواقعة".
وشددت: "وقد ندبت النيابة العامة مصلحة الطب الشرعي لتوقيع الصفة التشريحية على جثمان المجني عليها، بيانًا لما به من إصابات وكيفية حدوثها وسبب الوفاة ومدى جواز تصور حدوثها على نحو ما انتهت إليه التحقيقات، وفحص السكين المستخدم بالجريمة، وجار سرعة إنجاز التحقيقات والتصرف فيها".
كان المتهم الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة المنصورة، باعتراف أولي أمام المباحث، بالقيام بقتل زميلته "نيرة أشرف" الطالبة بنفس الفرقة بسبب "خلافات عاطفية"، مضيفًا أنه كان مصرًا على الارتباط بها، إلا أنها كانت ترفض وقامت بحظره على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما تقوم الأجهزة الأمنية بفحصه للوقوف على الأسباب التي أدت إلى الجريمة.
جاء ذلك عقب تسلم المتهم من المستشفى الذي تم نقله إليه لفحصه بعد الإصابات التي تعرض لها عقب اعتداء الأهالي عليه.