تسجل

انتشار جدري القرود وتساؤلات حول أعراضه وكيفية انتشاره

ارتفع عدد حالات الإصابة بجدري القرود في المملكة المتحدة إلى 7 حالات، بعد أن ظهرت أول إصابة في بريطانيا ثم إسبانيا والبرتغال. فما هذا المرض وما أعراضه؟
وتُعرف منظمة الصحة العالمية جدري القرود على أنه "مرض نادر يحدث أساسًا في المناطق النائية من وسط إفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة".
وأضافت المنظمة: "تماثل أعراض إصابة الإنسان بهذا المرض الفيروسي الحيواني المنشأ (ينقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان)، تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدة. 
ينتمي فيروس جدري القرود إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري.
كشف لأول مرة عن جدري القرود بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية (المعروفة باسم زائير في وقتها) لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استؤصل منها الجدري في عام 1968. وأبلغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا، وخصوصًا في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي يبدو أنها مموطنة به، والتي اندلعت فيها فاشية كبرى للمرض في عامي 1996 و1997.
وأبلغ في خريف عام 2003 عن وقوع حالات مؤكدة من جدري القرود في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأميركية، مما يشير إلى أنها أولى الحالات المبلغ عنها للإصابة بالمرض خارج نطاق القارة الأفريقية، وتبين أن معظم المرضى المصابين به كانوا قد خالطوا كلاب البراري الأليفة.
كيف ينتقل جدري القرود؟
تنجم العدوى عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية. وتقول منظمة الصحة إنه وثقت في أفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القرود أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض، علمًا بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس.
تقول منظمة الصحة إنه ومن المحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيدًا من الحيوانات المصابة بعدوى جدري القرود عامل خطر يرتبط بالإصابة به.
لا ينتشر جدري القرود بسهولة بين البشر، ويتطلب اتصالًا وثيقًا. ووفقا لما نقلت الغارديان عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يعتقد أن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر يحدث بشكل أساسي من خلال قطرات تنفسية كبيرة.
تتراوح فترة حضانة جدري القرود (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بالعدوى ومرحلة ظهور الأعراض) بين 6 أيام و16 يومًا، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يومًا.
أعراض جدري القرود
تقسم مرحلة العدوى إلى فترتين:
- فترة الغزو: من لحظة العدوى إلى 5 أيام.
- فترة ظهور الطفح الجلدي: في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى.
أعراض فترة الغزو من جدري القرود
- حمى.
- صداع مبرح.
- تضخم العقد اللمفاوية.
- آلام في الظهر وفي العضلات.
- وهن شديد.
أعراض فترة الطفح الجلدي من جدري القرود
- يبدأ الطفح على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثَم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويكون وقع الطفح أشد ما يكون على الوجه (في 95% من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75%). ويتطور الطفح إلى حويصلات (نفاطات صغيرة مملوءة بسائل) وبثرات، قد يلزمها 3 أسابيع لكي تختفي تمامًا.
- يصاب بعض المرضى بتضخم وخيم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميز جدري القرود عن سائر الأمراض المماثلة.
فترة أعراض جدري القرود
تدوم أعراض جدري القرود لفترة تتراوح بين 14 و21 يومًا، ويصاب الأطفال بحالاته الشديدة على نحو أكثر شيوعًا.
معدل الإماتة بجدري القرود
يتعافى معظم المرضى من جدري القرود في غضون أسابيع قليلة. مع ذلك، تقول منظمة الصحة إن معدل الوفاة في الحالات يشهد تباينا كبيرًا بين الأوبئة، ولكن نسبته لا تتجاوز 10% في الحالات الموثقة التي يحدث معظمها فيما بين الأطفال. وعمومًا فإن الفئات الأصغر سنًا هي أكثر حساسية على ما يبدو للإصابة بجدري القرود.
جدير بالذكر أنه لا توجد أدوية متاحة لجدري القرود، وبالتالي لا يوجد أي لقاح متاح له، ولكن يمكن مكافحة فاشياته.
وقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحًا لعامة الجمهور بعد أن أوقف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم.