رغم فشله في الفوز بلقب الدوري الإسباني ولقب دوري أبطال أوروبا هذا العام، واصل المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي هوايته في بناء أسوار شامخة يصعب تحطيمها في عالم كرة القدم وقفز إلى قمة جديدة في عام 2012 من خلال تحقيق المزيد من الأرقام القياسية التي يصعب بشدة تحطيمها في المستقبل.
وخلال هذا العام، حطم ميسي الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في عام ميلادي واحد حيث رفع رصيده هذا العام إلى 91 هدفاً مع برشلونة الإسباني والمنتخب الأرجنتيني محطماً الرقم القياسي السابق الذي ظل صامداً لأربعة عقود كاملة باسم أسطورة كرة القدم الألماني السابق غيرد مولر الذي سجل 85 هدفاً في عام 1972.
وكان هذا الرقم هو أحدث وأبرز رقم قياسي لميسي في هذا العام الذي اتسم بالجنون والذي أكد فيه أنه مهاجم لا يقارن ولا يمكن لأحد أن يجتازه. وأكد ميسي مجدداً أحقيته وجدارته بإحراز جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة قدم في 2012 وذلك خلال حفل تسليم جوائز الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، المقرر في مدينة زيوريخ السويسرية في السابع من كانون الثاني/يناير الحالي.
وإذا أحرز ميسي (25 عاماً) الكرة الذهبية الشهر المقبل فستكون المرة الرابعة على التوالي التي يفوز بها ليضيف إلى رصيده رقماً قياسياً جديداً حيث لم يسبق لأي لاعب أن توّج بها أربع مرات.
ويستحوذ ميسي على العديد من الأرقام القياسية الأخرى حيث أصبح أفضل هداف في تاريخ برشلونة برصيد 288 هدفاً كما أصبح أفضل هدّاف في أيّ موسم بالدوري الإسباني بعدما سجل 50 هدفاً لبرشلونة في المسابقة في الموسم الماضي إضافة إلى أنه أفضل هداف في موسم واحد في دوري الأبطال وهو الرقم الذي حققه في الموسم الماضي أيضاً برصيد 14 هدفاً.
ولذلك ولأسباب عديدة أخرى، سارع برشلونة إلى تمديد عقد ميسي إلى عام 2018 مع تحسين بنود العقد للمرة السادسة في غضون السنوات الثماني التي قضاها اللاعب حتى الآن مع الفريق الأول بالنادي الكتالوني منذ تصعيده للفريق الأول في عام 2006.
ووضع العقد الجديد ميسي في المركز الثاني بقائمة أعلى اللاعبين راتباً في عالم كرة القدم ولا يتفوّق عليه سوى زميله السابق الكاميروني صامويل إيتو مهاجم آنجي الروسي حالياً.
ولكن ذلك لم يغيّر من طبيعة ميسي التي تميل للتواضع حيث يضع اللاعب نصب عينيه هدفاً كبيراً في العام الجديد وهو قيادة برشلونة للفوز بألقاب الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا. وكان هذا متوقعاً من اللاعب الذي صرّح من قبل قائلاً: "لا ألعب من أجل الأرقام القياسية بل من أجل الفوز بالألقاب (مع الفريق)".
ولذلك شعر ميسي بمرارة بالغة في الموسم الماضي عندما قاد الفريق للقب كأس ملك إسبانيا فقط، الذي يأتي في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية بعد الدوري الإسباني الذي توّج به ريال مدريد ودوري أبطال أوروبا الذي فاز به تشيلسي الإنكليزي.
وإذا كان هناك من شيء يقترب بميسي من التفكير في مستواه الفردي فإنه فقط عدم ظهوره بمستوى أفضل في اثنتين من المباريات المهمة والحاسمة لبرشلونة هذا العام.
وكانت المباراة الأولى على استاد "كامب نو" ببرلشونة في 21 نيسان/أبريل عندما خسر الفريق 1-2 أمام ضيفه ريال مدريد ليقطع الريال بهذا الفوز شوطاً هائلاً نحو التتويج بلقب المسابقة.
والمباراة الثانية كانت بعدها بفترة قصيرة عندما تعادل الفريق 2-2 أمام تشيلسي الإنكليزي في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال ليخرج الفريق الكتالوني من المربع الذهبي للبطولة.
ولم يسجل ميسي أيّ هدف في هاتين المباراتين ما يدل على الأهمية البالغة للاعب وجهوده وأهدافه ومدى تأثير ذلك على المستوى الجماعي للفريق، كما أنه أهدر ركلة جزاء في مباراة تشيلسي. ولكن ميسي برهن على أنه لا ينظر إلى الوراء حيث فرض اللاعب نفسه بقوة في الموسم الحالي وسجل 26 هدفاً لفريقه في 17 مرحلة حتى الآن.
وإذا حافظ اللاعب على مستواه الحالي في العام المقبل، فإنه يستطيع اجتياز المئة هدف في عام 2013.
وفي ظل عدم اعتراف ميسي بأي حواجز مهما كان ارتفاعها وصلابتها، أصبح من الطبيعي أن يكون هدفه التالي هو البحث عن مزيد من الأرقام القياسية في العام المقبل ليكون 2013 هو عام التحديات "المثيرة" بالنسبة للاعب.
ويأمل ميسي قيادة الفريق لاستعادة لقب دوري الأبطال أيضاً وخاصة أن نهائي البطولة هذا الموسم سيقام على استاد "ويمبلي" بالعاصمة البريطانية لندن، الذي أحرز برشلونة عليه اثنين من ألقابه الأربعة السابقة في البطولة وذلك في عامي 1992 و2011.
كذلك يسعى ميسي إلى الوفاء بوعده الشخصي وقيادة المنتخب الأرجنتيني إلى نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، التي قد تصبح اللحظة الأكثر أهمية في مسيرته الكروية حيث يخوض فعاليات البطولة وهو في السابعة والعشرين من عمره.
ويأمل ميسي أيضاً رفع كأس البطولة بالفوز في المباراة النهائية التي تقام على استاد "ماراكانا" الشهير في البرازيل.
وهكذا أعاد ميسي، في 2012، كتابة تاريخ كرة القدم بعدما تطوّر في السنوات الماضية من موهبة مبكرة إلى لاعب استثنائي ثم إلى "لاعب بلاي ستيشن" ثم إلى "لاعب من كوكب آخر" مثلما وصفه زميله المدافع الإسباني جيرارد بيكيه.