إنّ الانجراف بعيداً عن الوسائل الطبيعية لخسارة الوزن، قد يرتدّ سلباً على صحّة الإنسان وسلامته، إذ لا يوجد سوى عدد قليل من عقاقير التنحيف المرخّص لها، ذلك أنّ بعض الأنواع من الحبوب تتسبّب بآثار جانبية وحتى الوفاة في بعض الحالات.
ويمكن تقسيم حبوب التنحيف إلى ثلاث فئات:
- أدوية و«منتجات» قاطعة للشهية تعمل على الجهاز العصبيّ المركزيّ في الدماغ.
- أدوية تعمل على عدم امتصاص الدهون في الأمعاء، وهي إما من ألياف طبيعية (chisosan, nopal)، أو من مضادات الأنزيمات المهضمة (Xenical).
- أدوية تعمل على إدرار البول أو تسهيل الأمعاء.
لكن يجب القول إن حبوباً كهذه لا يجوز بتاتاً الاستخفاف بمدى قوّتها وانعكاساتها السلبيّة.
فهي ليست حلوى يمكن اختيار ما لذّ وطاب منها... فعندما يعتمد المرء على الحبوب المنحّفة لخسارة الوزن الزائد، يضع ثقة عمياء بفعاليتها، فيتخلّى بالتالي عن اتباع حمية غذائية منتظمة وسليمة. كما يتغاضى عن القيام بالحركة والرياضة، فيُسيء إلى نظام حياته ولا يطوّر قدراته الجسدية. كما أنّ هذه العقاقير قد لا تناسب الفرد، لكونها مُعدّة للجميع، من دون الأخذ بالاعتبار التاريخ الطبّيّ لكلّ شخص وحتى صحّته الجينية. ومن الممكن أن تتفاعل الحبوب مع بعض الأدوية وتسبّب آثاراً جانبية سلبية.
وقد ثبت أنّ بعض حبوب التنحيف مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحالات خفقان القلب، وارتفاع ضغط الدم، كما يمكنها أن تؤدّي إلى تلف صمامات القلب إضافة إلى كونها تسبّب الأرق والصداع والإمساك وحتى فقدان الشعر والهلوسة في حالات أكثر تطوّراً.
تعد عقاقير التنحيف بالقضاء على الشحوم في الجسم. والصحيح أنها تعمل على منع استيعاب الدهون في مجرى الدم، بل تحوّلها للتفريغ في الأمعاء. كما أنّ نوعاً آخر من هذه المنتجات يعطي الشعور الكامل بالشبع للشخص بعد أن يتناول كماً ضئيلاً من الطعام. لذلك، يجب على الإنسان معرفة ما يتناوله وما يناسب جسمه وحالته الصحيّة.
لا ضرورة للتوجّه إلى الطرق القصوى للتخلّص من الشحوم الزائدة، وإنما يمكن إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة، ما يسمح بخسارة الدهون والمحافظة على الرشاقة والصحة معاً.