افتتح مساء أمس في العاصمة البريطانية لندن المعرض التشكيلي الأول للفنان البحريني راشد بن خليفة آل خليفة الذي يعتبر أحد أهم رواد الحركة الفنية المعاصرة في مملكة البحرين، وذلك في واحدة من أعرق صالات العرض الفنية في لندن وأكثرها اهتماماً بالحركة الفنية الدولية. حيث تستضيف صالة ساجي في قاعتين كبيرتين ضمن المقر الرئيسي لمبنى دوق يورك عدداً من الأعمال الفنية المستوحاة من التراث العربي الأصيل الذي استطاع الفنان التشكيلي راشد بن خليفة تجسيد بعض أفكاره والتعبير عنها ببراعة من خلال عشرة أعمال مجسمة برع في تقديمها في عدة أشكال فنيّة مُستقاة من مضمون واحد متمثل في فكرة "المشربية".
شكل جمالي
ومن المعروف عن "المشربية" في الهندسة المعمارية القديمة أنها تستخدم لعدة أغراض، علاوة على شكلها الجمالي المحفور في الخشب ونقوشها الزخرفية، فقد كانت تساهم في التخفيف من حدة الضوء الداخل إلى المنزل وتسمح بمرور شيء من الريح لتلطيف الجو خصوصاً في البيئة العربية الحارة، كما أنها توفر نوعاً من الخصوصية لسكان المنزل حيث أنها تتيح الرؤية من الداخل فيما تحجبها من الخارج. وقد وجد الفنان البحريني راشد بن خليفة في هذا العنصر الهندسي والذي شهدته الحضارة العربية منذ زمن بعيد، أفقاً واسعاً وبعداً عميقاً أتاح له رحابة التعبير في عمله الفني والابداع فيه من خلال الجمع بين عددٍ من المفارقات الصارخة المتمثلة في الضوء والظل، والظاهر والباطن، وكذلك بين ما هو واقع قائم وما هو فقط من نسج الخيال. الأمر الذي يعكس قدرة الفنان على تجسيد استيعابه لعدة مفاهيم مزدوجة في آن واحد.
أعمال عديدة
ويأمل الفنان راشد بن خليفة آل خليفة نجاح هذا المعرض، الذي يستمر حتى 21 أكتوبر 2018، في استقطاب اهتمام أكبر عدد من المهتمين بالحركة الفنية والثقافية والفنانين المحليين والعالميين، من خلال ما تميزت به مجموعته من أعمال فنية امتزج فيها الطابع الفني المعاصر، وكذلك فيما استخدمه من أساليب حديثة كالخامات المعدنية الصلبة مثل مادة الألمنيوم المطلية بالألوان الزاهية والقوية في بعض الأحيان، مع مضمونها التراثي العريق، ليعطي بعداً ثقافياً زاخراً يتيح الاطلاع والانفتاح على مختلف الثقافات من خلال عالم الفن.