تسجل

تكنولوجيا قد تغني الأم عن أهم أدوارها

بدأت الفكرة في العام 1924 مع ج. ب. اس. هالداين عندما أطلق اسم "ectogenesis" على مفهوم الحمل في بيئة صناعية، من مرحلة الإخصاب ولغاية الولادة. توقع أن تتم معظم الولادات بهذه الطريقة مع حلول العام 2074.


والآن، إذا ما نظرنا إلى وضعنا الراهن، يتضح لنا أن فكرة هالدين بدأت تتحقق. ففي عصرنا اليوم، يمكنك للجنين المولود قبل أوانه أن يظل على قيد الحياة عند نقله إلى وحدة العناية المكثفة لحديثي الولادة. ويمكن فعل ذلك حتى إن كان الجنين لا يتجاوز عمر 22 أسبوعاً. بعبارة أخرى، نحن نستطيع أن نبقي الجنين على قيد الحياة لمدة نصف فترة الحمل تقريباً. ولأن الأعضاء الداخلية والشكل الخارجي للجنين يتكونان في النصف الثاني من الحمل، يمكننا القول بثقة اننا حققنا، بصورة جزئية، مفهوم "ectogenesis". وتجدر الإشارة هنا إلى التطور الحاصل في مجال المعدات والعناية اللازمة لرعاية حديثي الولادة، ما يترك الباب مفتوحاً أمام أي رفع لسقف الاحتمالات في المستقبل بشأن إمكانية الاستغناء عن الأم في الحمل من مرحلة الإخصاب ولغاية الولادة.


مع ذلك، لا تعمل الرئتان بكامل وظائفهما في وقت مبكر من الحمل. وهذه عقبة أمام هذا المشروع. وككل العقبات، يتم العمل على حلها. ويبدو أن إخضاع الأم لعلاج قبل الولادة، وإخضاع الجنين للعلاج وللرعاية المكثفة بعد الولادة قد يشكّل حلاً لهذه العقبة.


وهناك جانب آخر لهذا الموضوع، وهو نقل الجنين. يمكن نقل أي جنين من فصيلة الثدييات إلى أم بديلة. والسعي جارٍ لإعادة إنتاج طبقة الخلايا في الرحم التي تحتوي الجنين وتغذيه، في نموذج أنبوبي، ما قد يتيح نقل جنين قيد النمو إلى نظام يحتوي على المشيمة والحبل السري وكل المواد الضرورية كالأوكسجين والطعام.


هكذا، يبدو أن أفلام الخيال الواقعي ستغدو واقعاً نعيشه في المستقبل القريب.