تسجل

كيف يمكنك قراءة البورصة؟

ليس عليك أن تكون تاجراً لكي تستطيع دراسة سوق البورصة وما يرتبط بحركات الصعود والهبوط اليومية. إليك فيما يلي بعض الأدوات التي يمكن لأي شخص استخدامها لكي يفهم أكثر الرسم البياني للسوق.
إن الخطأ الأساسي الذي يقع فيه غير المحترف عند قراءة المؤشر هو قراءة آداء البورصة أثناء اليوم. هذا ليس صحيحاً، لأن ما يهم هو مستوى الإغلاق. فعلى سبيل المثال، لو أن المؤشر العام للسوق المالي في دبي (DFMGI) ارتفع في الافتتاح بنسبة 2% ولكنه أغلق في النهاية على ارتفاع بنسبة 1% مقارنةً باليوم السابق، فإن تلك النسبة هي التي تهم ولا شيء غيرها.

التركيز على الأحجام في اتساع السوق

وفقاً لبيانات الإغلاق، يجب على المتعاملين بالبورصة الاهتمام بمؤشرين: الأحجام واتساع السوق. ويمكن الاطلاع على الأرقام الخاصة بهما يومياً من خلال المواقع الرسمية للبورصة.

لا تعني الأحجام الكبيرة بالضرورة أن السوق تشهد تحسناً مستداماً. في الحقيقة، إذا ارتفعت المؤشرات على مدار فترة طويلة وزادت الأحجام، قد يكون ذلك مؤشراً أن هناك تضخم في حركة الشراء، ويجب على المتعاملين بالبورصة الخروج من السوق. وقد حدث هذا بالفعل في الربع الأول من العام الحالي، عندما ارتفع المؤشر العام للسوق المالي في دبي بنسبة 22% في الشهور الثلاث الأولى، وبلغت الأحجام معدلات أعلى من أعوام عدة سابقة.

كانت الزيادة سريعة جداً وكبيرة جداً، واستمرت حتى نهاية شهر مايو من تاريخه، حيث تراجع مؤشر دبي بنسبة 15%.

أما في حالة الأسهم الفردية، يجب على مستثمري التجزئة التركيز على الأسهم السائلة أو التي يمكن تحويلها إلى نقد بسرعة، هي تلك الأسهم التي يمكن التعامل فيها لمدة طويلة. وتعرض كل المواقع الرسمية لسوق بورصة الأسهم لدول التعاون الخليجي أكثر الأسهم سيولة يومياً. كما أن هناك تحليل جاد للرسم البياني فقط للأسهم التي يمكن تحويلها إلى نقد بسرعة، والتي يطلق عليها أيضاً أسهم الشركات الكبرى. مع العلم بأن عدد أقل من الأسهم السائلة يصعب التعامل فيها كما أن الأحجام الصغيرة قد تؤدي إلى حركات هائلة للأسعار في كلي الإتجاهين.

هناك رقم آخر يساعد في فهم البورصة وهو اتساع السوق. إذا كانت تلك الأسهم المرتفعة التي تفوق عدداً الأسهم المنخفضة، إذن فإن اتساع السوق إيجابي، والعكس صحيح. مرةً أخرى، فإن الصعود والهبوط المرتبطين بإغلاق السوق هما ما يهم.

ويمكن الاستدلال باتساع السوق على النقاط الفاصلة. إذا كان اتساع السوق إيجابياً على مدار فترة طويلة، وكان معدل الصعود والهبوط يتزايد أكثر وأكثر مع كل جلسة، فعلى المتعاملين بالبورصة البدء في حجز الأرباح، لأن هذا السيناريو عادةً ما يشير إلى أن حالة التحسن قد أوشكت على الانتهاء.

ويمكن تطبيق نفس الحكم على حركة هبوط السوق. فإذا كان هبوط المؤشر حاداً وكان السوق يتجه بشكل أكبر نحو الخسارة مع كل يوم تجاري، فإن ذلك يعني أن هناك تحول ما على وشك الحدوث، على الأقل لفترة قصيرة.
وهناك أيضاً وسيلة مفيدة جداً في قراءة الرسم البياني لتوقع الأداء المستقبلي للسوق وهي مؤشرات بولينجر باندز. وترجع تسميتها لمكتشفها جون بولينجر. تعمل تلك الوسيلة ببساطة على قياس حركة تقلبات السوق. وبشكل بياني، تظهر على هيئة تجمعات تحيط بالمؤشر، بينما يكون التجمع الأوسط عبارة عن معدل التحرك البسيط.

فإذا ما تركنا الرياضيات جانباً، فإن تلك المؤشرات يمكن استخدامها لوضع خطط بسيطة للتداول. فإذا ما كان المؤشر أو الرسم البياني للسهم يصل لأعلى نقطة في بولينجر باند، فيمكن تفسير ذلك على أنه إشارة للبيع والعكس صحيح. إذا كان الرسم البياني يمر بوسط النطاق، فإن هناك تأكيد على وجود توجه ما.
ويمكن تحميل بولينجر باندز مجاناً لمعظم مؤشرات دول مجلس التعاون الخليجي والرسم البياني للأسهم على موقع السمسرة والذي يوفر بعض أدوات الرسم البياني.