يتفاوت المستوى الاقتصادي للدول، وذلك على مستوى حياة الشعوب كذلك، حيث توجد شعوب غنية للغاية وأخرى فقيرة للغاية، وهناك حكومات تعمل على توفير مستوى حياة متقدم لرعاياها، وذلك من خلال حسن استغلال الموارد الطبيعية فتتقدم ويزداد انتاجها، وشعوب أخرى لا تهتم حكوماتها بذلك ما يؤدي إلى اتساع الفوارق بين شعوب العالم.
وكلما زاد انتاج الدول احتاجت إلى مواد أولية أكثر وبالتالي تتجه إلى الدول الضعيفة غير القادرة على استغلال مواردها الطبيعية وتقوم بعقد معها الاتفاقيات غير المتكافئة لاستغلال مواردها فيما يسمى الهيمنة الاقتصادية.
مفهوم الهيمنة الاقتصادية:
الهيمنة الاقتصادية لها العديد من المعاني ولكن معناها الأساسي هو التركيز على الخضوع والتسلط والسيطرة، والهيمنة العسكرية تعني تسلط دولة قوية على دول ضعيفة من الناحية العسكرية، واحتلال جزء من أرضيها.
بينما الهيمنة الثقافية هي تخلي الدول الضعيفة عن ثقافتها الخاصة ونشر ثقافة الدول القوية، بينما الهيمنة الاقتصادية تعني سيطرة الدولة القوية على موارد دول ضعيفة وتسخير عناصر الإنتاج لصالح الدول القوية، وبالتالي تمارس الهيمنة الاقتصادية شركات صناعية عملاقة فتسيطر على اقتصاديات دول كثيرة.
بعض مظاهر الهيمنة الاقتصادية:
• سيطرة الدول الغنية على ثروات الدول الفقيرة.
• استخدام الدول الفقيرة كسوق مستهلكة لمنتجات الدول الغنية.
• عدم تشجيع الدول القوية على إقامة صناعات في الدول الفقيرة.
• التفاوت في الثروة الذي أدى إلى انقسام إلى مستويات من حيث امتلاك الثروات.
• عجز الدول الفقيرة عن تلبية احتياجات سكانها من مدارس وجامعات وخدمات صحية من مشافي وعناية صحية، وفرص العمل، وتوفير الغذاء الصحي والمتوازن للسكان، ونلاحظ كذلك انتشار الأمية بين المجتمعات الفقيرة ما يؤدي إلى حدوث مشاكل اجتماعية مثل انتشار الفوضى والاضطرابات داخل المجتمعات الفقيرة.
• عدم امتلاك الدول الفقيرة لقرارات السيادة الهامة.
• تدخل الدول القوية في شئون الدول الفقيرة الداخلية وذلك كحركات الاستعمار والتي تعرضت لها كل الدول الأسيوية والافريقية بعد الحرب العالمية الأولى.
• نشر هوية الدول القوية وثقافتها وعادتها وتقاليدها ونمطها الاستهلاكي قصراً على الشعوب الضعيفة من اجل طمس الهوية.