بينما تسبب تراجع أسعار النفط في الإضرار بالكثير من المشاريع السعودية، إلا أن المشروع الخاص بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية ماض في طريقه دون توقف.
ووصف ذلك المشروع، الذي يبعد حوالي ساعة بالسيارة عن شمال جدة، بكونه أكبر مشروع عقاري في العالم. وبمجرد اكتماله ربما في منتصف ثلاثينات القرن الحالي، سيكون تم انفاق ما يقرب من 100 مليار دولار على هيئة استثمارات على تلك المدينة.
وهذا المشروع يتم في إطار صفقة شراكة خاصة عامة بين شركة اعمار الاماراتية ومجموعة من المستثمرين المحليين، وينطوي على بناء مدينة كاملة من العدم، في مساحة تقترب من مساحة العاصمة الأميركية واشنطن. من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة إعمار المدينة الاقتصادية، فهد الرشيد، إنهم لا يمتلكون علاقة تمويل مباشرة مع الحكومة، ولهذا لم يتضرروا جراء التراجع الذي طرأ على أسعار النفط.
وتابع الرشيد بقوله :" لكني أتصور أن التحدي الأكبر هو ما ان كنت سترى تباطؤاً بالنمو أم لا نظرا الى أن الشركات لا تستثمر. ولم نر ذلك بعد، فنحن ما زلنا نوقع مع شركة كل أسبوع".
ونظرا الى بدء العمل في المدينة منذ قرابة العشرة أعوام، فقد بدأت تدخل بعض مكوناتها حيز التشغيل ومن بينها على سبيل ميناء الملك عبد الله. وهناك شركات شهيرة مثل مارس، سانوفي، فايزر ودانون قامت بانشاء فروع تابعة لها في المنطقة الصناعية هناك.
كما ينتظر أن يقام هناك أول مصنع يتخصص في انتاج شاحنات الفولفو والرينو من خط التجميع نفسه. وبحلول نهاية 2015، يأمل مخططو المدينة أن يتمكنوا من توفير 50 مصنعا وربما أكثر وأن تبدأ في مزاولة أنشطتها التصنيعية المختلفة كل حسب مجاله.
ورغم بدء العمل في ميناء الملك عبد الله العام الماضي فقط، لكنه سرعان ما أضحى واحداً من أكبر موانئ العالم، وبدأ العمل مع اثنتين من أكبر الشركات العاملة في مجال الشحن البحري حول العالم، هما مايرسك الدنماركية وإم إس سي التي يوجد مقرها بجنيف.
ويرى مراقبون أن المدينة ينتظرها مستقبل باهر بالتزامن مع القيادة الجديدة للمملكة، بعد وصول الملك سلمان لسدة الحكم مطلع العام الجاري، اذ يتوقع أن تتوافر المزيد من الإمكانيات وتذلل مزيد من العقبات بغية اخراج تلك المدينة العالمية للنور.