انعقد يوم أمس "منتدى المرأة العربيّة - NAWF" في فندق فور سيزنز برعاية النائبة والوزيرة السابقة السيدة بهية الحريري ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، حيث شارك في المنتدى الذي ينعقد في دورته السابعة نحو 400 شخصية لبنانية وعربية وأجنبية تتقدّمهم السيدة وفاء ميشال سليمان والوزيرة السابقة نايلة معوّض، إضافة إلى حشد من سيدّات الأعمال والرائدات والناشطات في شتّى المجالات الاجتماعية والإنمائية.
بهيّة الحريري
تحدّثت الرئيسة الفخرية للمنتدى ورئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهيّة الحريري وقالت: "إنّ وجودنا في حضرة الريادة والرائدات يشدُّ من عزيمتنا ويعزّز لدينا الأمل في الخروج من هذا الواقع المرير الذي يحيط بنا من كل اتجاه وتعاظم الخراب والقتل والتشريد إذ بلغت نسبة اللاجئين من العرب ما يزيد على الـ 50 في المئة من نسبة اللجوء العالمي وإنّ هذه الأرقام تبعث اليأس مع ما يرافقها من عنف وإرهاب.
وأضافت: "إنّ المنتدى السابع لرائدات الأعمال هو خير شاهد على هذه المسيرة الصعبة، وإنّنا بالرائدات والرواد اللبنانيين والعرب استطعنا أن نحافظ على ما أنجزناه وأن نتقدم معكنّ سنة بعد سنة نحو الأمام، وهذا المنتدى السابع هو خير جواب لكل سؤال".
الوزير رشيد درباس
ثم ارتجل وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس فرأى أنّ هذا المنتدى يدق جرساً في آذان الوطن العربي. وقال: "يحضرني في أجواء هذا المنتدى تشبيه مفاده الآتي: هو ذلك المستثمر الذي يملك مالاً ولا يستعمل إلا نصفه، بينما يبقى النصف الآخر منه في المنزل سواء في الكيس، أو في غرفة المونة، أو في المطبخ. وإذا احتاج لمزيد من المال يهاجر ويُبقي ماله في البيت يتآكل ويفقد قيمته. وهذا المستثمر حاله حال نصف المجتمع إذا كانت المرأة فيه قابعة في المنزل وغير منتجة".
واعتبر أنّ "أجمل السيدات هي السيدة المنتجة والناشطة في العمل الاجتماعي الذي له مردوده"، مضيفاً: "يواجه لبنان خطراً وجودياً بسبب النزوخ السوري وآن الأوان أن نخرج من ترف المماحكاة ومن انتظار الحلول من الخارج"، مؤكّداً "أهمية الاستعداد الداخلي والجهوزية المطلوبة لمعالجة مشكلة النازحين حيث في الإمكان عند ذلك الإفادة من حلول الخارج. أما إذا كنّا غير مستعدّين، فإنّ لبنان يتحوّل ثمناً للحلول الخارجيّة".
السفير باتريس باولي
من جهته قال السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي أنه للمرة الثالثة يشارك في هذا المؤتمر الذي يساهم في تعزيز دور المرأة وتطورها ليس في لبنان وحسب إنما في المنطقة العربية كافة، مشيراً إلى أنّ المواضيع التي يعالجها منتدى المرأة العربية يسلّط الضوء على مواضيع مهمّة خصوصاً مسألة المساواة في الحقوق السياسية والاجتماعية والمدنية والاقتصادية بين المرأة والرجل.
محمد شقير
ثم تحدّث رئيس اتحاد الغرف اللبنانيّة محمد شقر وقال: "موضوع المنتدى الذي نفتتح أعماله له نكهة خاصة بالنسبة لي، لطالما شكل إعطاء المرأة دورها كاملا في المجتمع محط اهتمامي ومتابعتي على الدوام. أعتقد في القرن الـ21، هناك الكثير من العبارات التي يتم ترديدها في إطار المطالبة بإنصاف المرأة وإعطائها دورها في المجالات كافة، لم تعد تليق بالمرأة وبوضعها الاجتماعي والإنساني. فالمرأة اللبنانية والعربية أثبتت وجودها بقوة، وأقولها بصراحة ان ما وصلت إليه ليس منّة من أحد إنما نتيجة كفاح ونضال وتضحيات مكنتها من انتزاع الكثير من حقوقها، وتمكنت من إيجاد مساحة كبيرة لها، وحققت الكثير من الإنجازات، خصوصاً في مجال الأعمال".
موريس صحناوي
وتحدّث رئيس مجلس إدارة ومدير عام البنك اللبناني للتجارة موريس صحناوي فأعرب عن سعادته للمشاركة في هذا المنتدى الذي يلتقي مع ما يحقّقه في بنك الـ BLC للمرأة خصوصاً في إطار تركيزه على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وأشار في هذا السياق إلى أنّ القروض الممنوحة لسيّدات الأعمال زادت بنسبة 69 في المئة في خلال ثلاث سنوات، لافتاً إلى الجوائز التي يمنحها البنك سنوياً حيث هناك تزايد سنوي في عدد المرشّحات. ونتيجة لذلك، قال صحناوي "إنّ البنك اللبناني للتجارة بات منصّة ومرجعاً لدعم المرأة في أعمالها".
نادين أبو زكي
وتحدّثت المؤسّسة والرئيسة التنفيذية للمنتدى ورئيسة تحرير مجلّة "الحسناء" نادين أبو زكي وقالت: "سبع سنوات مرت على ولادة منتدى المرأة العربية، سبع سنوات مرّت كان وما زال تنظيم هذا المؤتمر مغامرة، تجربة اختبرنا فيها الصعوبات والأخطاء. مغامرة لم تكن لتنجح لولا التساؤلات المتواصلة والعزيمة الثابثة على تذليل الصعوبات، والمضي قدماً نحو مزيد من الإنجازات.
وأضافت: "بعد سبع سنوات من الممارسة الحثيثة والعمل من أجل الأفضل، وجدنا أن الإبتكار هو مفتاح التقدم والتنافسية، فالإبتكار هو تحد للعولمة والتكنولوجيات الجديدة. وسط عالم مملوء بالهواجس، مبلل بالدموع وملطخ بالدماء، ونعيش اليوم في بلد كثرت فيه التوقعات والمخاوف وفي ظل اقتصاد خانق، يأتي تنظيم مؤتمر كهذا ليضفي الضوء على مسار هو أن المحرك للتطور الإقتصادي في مجتمعات القرن الواحد والعشرين هو الإبداع".
وختمت أبو زكي قائلة: حان الوقت للإستثمار في المرأة، حان الوقت للمرأة أن تستثمر في نفسها، في موهبتها الخلاقة وثروتها الكامنة في داخلها".