تعتزم صالة «أثر»، إحدى أبرز صالات الفنون المعاصرة في جدة بالمملكة العربية السعودية، عرض أعمال فنية لاثني عشر فناناً مشهوراً في المملكة العربية السعودية إلى جانب عدد من الفنانين الناشئين خلال مشاركة الصالة ضمن فعاليات معرض «آرت دبي» التي تقام في الفترة بين 21 – 24 مارس 2012، وبتسخيرهم للكثير من الأدوات الفنية المتقاطعة كالوسائط المتعددة، والمنحوتات، والأعمال التركيبية، والصور الفوتوغرافية، واللوحات الزيتية، يقدم فنانو صالة «أثر» رؤاهم الخاصة للتناقضات التي تتسم بها الحياة في منطقة الشرق الأوسط، وإيجاد الفرصة للحوار والنقاش والتأمل في الواقع المرير الذي يعيشه عالمنا.
ويسجل العام 2012 المشاركة السنوية الرابعة على التوالي لصالة «أثر» ضمن فعاليات معرض «آرت دبي»، وتضم قائمة الفنانين الذين تمثلهم الصالة خلال مشاركتها ضمن فعاليات معرض الفنون المعاصرة البارز لهذا العام، كل من: إبراهيم أبو مسمار، وأيمن يسري ديدبان، ومساعد الهليس، ومها ملوح، والحاج نور الدين مي غوانغ جيانغ من الصين، ورؤوف رفاعي، وناصر السالم، وجوهرة آل سعود، وراشد الشعشعي، وسامي التركي، وصديق واصل، وشادية عالم.
وسيعرض فنان الوسائط المتعددة المعروف أيمن يسري ديدبان مجموعة «إحرامات»، المفهوم المنبثق من العرف والتقليد الهام الذي يتبعه الناس في الحج، ويتساءل فيها عن الوعد المطلق لنموذج اجتماعي مستخدماً لباس الإحرام الحقيقي وهو عبارة عن قماش أبيض معروف يرتديه الحاج، بأساليب متعددة. وبالتوازي مع الفكرة نفسها، يقدم ديدبان أيضاً مجموعة «كنا جميعاً أخوة» الرائعة، المأخوذة من فيلم "مالكوم إكس"، والتي تصور صفاً من الحجاج بلباس الإحرام الأبيض في تجسيد رائع للطهارة والنقاء. وقد نظم ديدبان، الذي يحظى باحترام كبير لدى عشاق الفن واقتناء الأعمال الفنية وأقرانه من الفنانين، العديد من المعارض الفردية والجماعية في أوروبا وكافة أرجاء الشرق الأوسط منذ عام 1992.
ويعد أسلوب سامي التركي الانتقائي والمتنوع في أعماله الفوتوغرافية انعكاساً لنشأته الثقافية المتنوعة وبيئته الغربية المشوشة في مقابل البيئة الشرقية الموجودة في دبي. ويستكشف التركي في مجموعته «صناديق التبرعات» كيف تأتي "قضايا الخير" وتذهب بسهولة كصيحات الموضة، تاركةً الناس الذين كانوا يعتمدون عليها أكثر يأساً من قبل. وفي سن الـ28، برز سامي بسرعة كمعلق اجتماعي فائق الذكاء من خلال إظهاراته التأملية والصريحة جداً عن الواقع وتبعاته.
ويعد الفنان راشد الشعشعي عضواً نشطاً جداً في المشهد الفني السعودي وكانت له إسهامات كبيرة في حركة الفنون المعاصرة. ومن خلال مجموعته «سجادة صلاة جديدة»، يقدم الشعشعي بياناً جريئاً حول تدفق الثروة النفطية التي أدت بالبعض إلى السطحية ومغفلة شكر الله على نعمه الكثيرة ومنها نعمة النفط.
وبوصفه نحات بارع ومراقب متحمس للتحولات والمشاعر الإنسانية، يحول صديق واصل اهتمامه إلى حالة الحب الأزلية عند الإنسان في "روميو وجوليت"، ضمن مجموعته "عشاق مشهورين"، التي تصور المحبين منذ فجر التاريخ، لتمثل أساطير الحب والغرام عند خسرو وشيرين من الأدبين الفارسي والتركي، وعبلة وعنترة في الأدب والشعر العربي.
وتدرس الفنانة مها ملوح المقيمة في الرياض الرموز الثقافية الرمزية للحضارة السعودية. ومن خلال مجموعتها «الطريق إلى مكة»، تستخدم الفنانة في صورها الفوتوغرافية تقنية تلتقط من خلالها الصور التي تبتدعها من دون استخدام الكاميرا. وذلك من خلال وضع أشياء مختلفة في نوع من الفوضى المدروسة، وأحياناً من خلال تغيير حجمها الأصلي، تخلق الفنانة نوعاً من المسرح تصور فيه تجاور فيه عملية السفر في الماضي والسفر الآن بهدف إبراز أوجه الاختلاف والتطور. وبالإضافة إلى ذلك، تستخدم مها في عرض الوسائط المتعددة ذ«غذاء الفكر 7000» أشرطة الكاسيت التي تعود لمحاضرات دينية مسجلة وموزعة خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي، والتي تم وضعها في أطباق لخبز الخبز كانت تستخدم قبل ثلاثين عام، لتعرض بذلك تسجيلاً اجتماعياً مذهلاً تظهر فيه كيف تأثرت طريقة التفكير لدى جيل بأكمله.
وفي مجموعتيه «القبة الخضراء» و«المبخرة»، يعيد إبراهيم أبو مسمار خلق الأشياء في حياتنا اليومية بهدف طرح سؤال عن جوهر هويتها. وتستكشف منحوتاته الواقع المدرك وتنجح في التأثير على حياتنا على المستوى العاطفي واللاشعور.
وباعتبار الخط العربي شكلاً قديماً من أشكال التعبير يرتبط بشدة مع رسم النصوص الدينية، يستكشف ناصر السالم في مجموعته "الكل" عقدة اللانهاية ومعناها الشامل ومدلولاتها.
واستوحت الفنانة جوهرة آل سعود مجموعتها «عُقد» من المشربيات التقليدية، التي هي عبارة عن مناخل خشبية متقنة الصنع تفصل ما بين المساحات الخاصة والعامة في العمارة الإسلامية. وتدور الأعمال حول عدة أشياء، وتجد المتعة في "ما بين"، ما بين التصوير الفوتوغرافي والرسم، وما بين المساحة العامة والخاصة، وما بين التصوير والتجريد، وما بين الغموض والوضوح. وسواء كانت هذه الأشياء راقية أم متعدية، فإنها تمثل الحدود التي نرسمها والمسافات فيما بينها.
وتصور مجموعتا رؤوف رفاعي «دراويش» و«سيرك الحياة»، اللتان هما انعكاس نقدي للمجتمع، الظروف القاسية التي يعيشها المجتمع. ففي "دراويش" يعكس الفنان صورة عن نفسه وعن مجتمعه مع جميع النواحي التاريخية والاجتماعية السياسية التي تجسدها الشخصية، في حين تصور مجموعة "مسرح الحياة" التسلية والمتعة التي أصبحت متاحة في الشرق الأوسط من خلال حيواناته ورجاله الشجعان والمهرجين الحقيقيين الذين يظهرون في أحوالهم المختلفة – الحزينة، والضعيفة، والجبانة.
هذا وتقع صالة «أثر» ضمن معرض «آرت دبي» في الجناح A1 في قاعة جوهرة / الأرينا في مدينة جميرا ما بين 21- 24 مارس، 2012.