.jpg)
يُستخدم مصطلحا مسرّعات وحاضنات عادة للإشارة إلى ذات الآلية، لكن هناك بعض الفروقات بينهما.
المسرّعات تموّل وتقدّم النصح للمقاولين الشباب، وعادة ما تعرض هذه الفكرة أمام رأسماليين مغامرين من أجل جولة ثانية من التمويل بعد ثلاثة أشهر. أمّا التسريع فهو شبيه بتزويد محرّك السيارة بمزيد من الأحصنة.
من ناحية أخرى، الحاضنات لا تكتفي بتمويل المشروع بل ترافق وتنصح المقاولين الشباب الذين يملكون عملاً مستداماً يمكنه إمّا أن يتقدّم أو يخلق منتجاً أو خدمة معيّنة لم تكن متوفرة من قبل.
تقدّم الشركات الحاضنة بيئة صحية ومنتجة لتحوّل الفكرة إلى واقع، وتساعد الشباب على تطوير خطط عمل وتسوّق وتنجز المشروع. ويمكن لهذا الفعل أن يخلق شركات ناجحة مستدامة يمكنها في نهاية الأمر مساعدة الاقتصاد للنمو وخلق فرص عمل إضافية للأسواق المحلية. فالحَضن هو تطوير شيء ما خاضع لبيئات مسيَّرة.
لكننا نتساءل عن الحضور الخجول للشركات الحاضنة في الشرق الأوسط.
في السعودية، لا نجد الكثير من الحاضنات، ويعزى السبب إلى حضارة سائدة تقضي بتجنّب المخاطر، حيث يشعر المستثمرون بالأمان أكثر إن استثمروا أموالهم في شركات عامة ومشاريع عقارية هادفين لكسبٍ أفضل. قد يكون السبب الآخر هو نقص إطار العمل القانوني لتحويل هذه الأنواع من المسرّعات والحاضنات خارج بيئة العالم الأكاديمي.
على أيّ حال، هذا المشهد في تغيُّر سريع في السعودية بفضل انتشار الوعي حول أهمية المسرعات والحاضنات في المنطقة، لذا بدأت Waed مبادرة من آرامكو السعودية بترويج مقاولين شباب، ويمكن لكل من لديه فكرة عمل تقديم طلب على موقعها الالكتروني.
إن أجواء العمل بالنسبة للناشئين في تحسُّن مستمرّ في المنطقة، وستشجّع مبادرات جديدة كثيرة وجدت طريقها في السعودية الشباب ليبدأوا أعمالاً جديدة وتساعد على تنمية الاقتصاد.
ومن أكثر النماذج شيوعاً بين المسرّعات Y Combinator التي أنشأها بول غاهام في وادي السيلكون، حيث يمكن للشركات اليافعة البدء بالتمويل مقابل حصة صغيرة.
يساعد فريق Y Combinator المقاولين الشباب على تقديم وجهة واضحة وتعزيز فكرتهم عما يثير العامة وتقديم عروض أمام مستثمرين محتملين بعد 3 أشهر، وتتبنى شركات التسريع في الشرق الأوسط نموذج Y Combinator نفسه محاولة ترويج المواهب المحلية والأفكار النيّرة، وتبرز شركات مثل Oasis500 في الأردن وSpeedStartup في الإمارات العربية المتحدة و Flat5Labsفي القاهرة، كشركات تسريع هامة في الشرق الأوسط.
برغم نقص حاضنات العمل في السعودية، شهدنا بعض الشركات الناشئة الناجحة في البلاد مثل Glowork.net التي خلقت رابطاً يقلِّص الفجوة بين الموظفين السعوديين والموظفات اللواتي واجهن صعوبات في العثور على أعمال جيدة.
فيما يواصل العمل الالكتروني نموّه وإنفاقه في الشرق الأوسط، فإن العثور على مسرعات وحاضنات في المنطقة وشيك الحدوث مع تطور اقتصاد المنطقة، ويتعمّق الاستثمار في الشركات الناشئة الالكترونية في ثقافة رجل الأعمال والتمويل، لكن ينبغي إرفاقها بجو محفّز عالمي ودعم قانوني تسنّه حكومات بلدان الشرق الأوسط.
يمكنك قراءة المزيد
رودولف جبر: متى يجب جمع رأس المال؟
رودولف جبر: لا تتجاهل حاجتك لمرشد خصوصاً في شركتك الناشئة
رودولف جبر: هذا هو مستقبل الأشرطة المصوّرة الإلكترونيّة!
رودولف جبر: لماذا يجب عليك توظيف أشخاص أذكى منك؟
رودولف جبر: خمس نصائح من 2pure لإطلاق شركتك الصغيرة